الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الخليل المقسمة .. تحد لإحلال السلام

28 سبتمبر 2010 00:49
تنمو مستوطنة يهودية الى جوار منزل الفلسطيني هاني أبو هيكل مما يجعله بحاجة الى الحصول على تصريح إسرائيلي ليدخل من الباب الأمامي لمنزله. ويقول إن ما من أحد يزوره تقريبا. فالضيوف يحتاجون الى إذن للوصول الى المنزل الذي ولد فيه قبل 41 عاما في حي قديم بالخليل في الضفة الغربية المحتلة. ويتعين على أسرة أبو هيكل أن تشق طريقها عبر بستان للزيتون يقوم الجنود الإسرائيليون بدوريات فيه حتى تدخل المنزل من الباب الخلفي. وقال “حياتي دمرت”. وتغطي نوافذ المنزل شبكة من السلك للحماية من الحجارة ومقذوفات أخرى كان آخرها البيض الفاسد الذي يقول إن المستوطنين جيرانه يقذفونها على منزله. ويعيش نحو 800 مستوطن يهودي بين 30 ألف فلسطيني في الأجزاء الخاضعة لسيطرة إسرائيلية من المدينة القديمة. ويقول المستوطنون إن لهم حقا توراتيا في الخليل حيث كثيرا ما يتحول التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين الى أعمال عنف. ولا تزال ذكريات المذابح عالقة في أذهان الطرفين. يقول ابو هيكل إن الحياة بين الجنود والمستوطنين الذين جاءوا الى شارعه أول مرة عام 1984 شبه مستحيلة. ويضيف أنه يخضع أحيانا للتفتيش لما يصل الى خمس مرات حتى يصل الى منزله. ويمكن أن تستغرق أبسط رحلة عدة ساعات. وتشعره تجربته بتشاؤم عميق بشأن احتمالات تمكن الفلسطينيين من إقامة دولة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتنتشر المستوطنات اليهودية في الخليل وهي مقسمة الى مناطق خاضعة لسيطرة اسرائيل وأخرى خاضعة لسيطرة الفلسطينيين. والخليل نموذج مصغر للضفة الغربية المحتلة المقسمة إلى مناطق حكم ذاتي فلسطيني محاطة بمناطق تخضع لسيطرة اسرائيل. واليوم يعيش نحو 500 الف يهودي على أرض يأمل الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها. ويقول ابو هيكل “بصراحة انا لا افكر بفكرة الدولة الفلسطينية. ما هي هذه الدولة التي في وسطها مستوطنات؟” ومع نمو المستوطنات في أنحاء الضفة الغربية بات حتى المؤمنون “بحل الدولتين” متشككين فيما اذا كان لا يزال قابلا للتنفيذ. واحتفالا بانتهاء التجميد يعتزم مستوطنو الخليل وضع حجر الأساس لدار حضانة جديدة في مستوطنة افراهام افينو وهي واحدة من المستوطنات التي تقع بين منازل فلسطينية داخل وحول أزقة المدينة وشوارعها الضيقة. وقال ديفيد ويلدر المتحدث باسم مستوطني الخليل في بيان يعلن بدء البناء الجديد “لا التجميد المصطنع ولا المحادثات عن سلام خيالي يمكن أن تحرم اليهود من أبسط حقوقهم وهو العيش في مدينة ابراهيم”. ويعتبر مستوطنو الخليل أنفسهم روادا يعيدون إنشاء مجتمع هجره أفراده بسبب مذبحة مات فيها 67 يهوديا على يد العرب عام 1929. ومنعت السلطات البريطانية التي كانت تحكم فلسطين آنذاك اليهود من العودة. وتم تقسيم الخليل الى مناطق خاضعة لسيطرة الفلسطينيين وأخرى خاضعة لسيطرة اسرائيل بموجب اتفاق أبرم عام 1997. وتضم المنطقة الخاضعة لسيطرة اسرائيل المستوطنات والحرم الابراهيمي حيث ذبح مستوطن 29 مسلما أثناء الصلاة في الحرم عام 1994. والتقارير التي تتحدث عن عنف بدني وتراشق بالجارة من الجانبين تشير الى مشاعر عداء عميقة بين المستوطنين وبين الفلسطينيين البالغ عددهم 200 ألف نسمة في المدينة بكاملها. وحولت القيود الاسرائيلية على الحركة والتي يرجع الكثير منها الى الانتفاضة الفلسطينية في مطلع هذا العقد أجزاء من المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الى مدينة أشباح. وازداد الفقر في مدينة كانت يوما محركا للاقتصاد الفلسطيني.
المصدر: الخليل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©