موزة خميس:
كانت والدتي قد ذكرت لي أن بعض الناس في زمن الحرب العالمية الثانية، عندما ضرب الجوع الكثير من دول العالم، وشحت المواد الغذائية في الخليج، عاشوا على نوى التمر، وأن بعض الأسر لجأت إليهم آنذاك بحثاً عن النوى، لأنهم كانوا يملكون مزرعة تمور في قرية البثنة في الفجيرة· وكانت تلك الأسر تعمد إلى غسل النوى ثم تجفيفه، ثم تسحقه ليصبح دقيقاً يصنع منه الخبز، بعد أن انقطع دقيق القمح والشعير من المدن·
ربما لم تقل لي والدتي يومها شيئاً عن فوائد التمر الغذائية والعلاجية، لكن الدكتورة ريهام عاشور فعلت ذلك، حيث ذكرت لي الكثير من المعلومات التي أثبتت علميا بواسطة الأطباء الباحثين، وبواسطة المجربين الذين عرفوا التمر في الخليج والجزيرة العربية·
القيمة الغذائية
تقول عاشور: أجريت على نواة التمرعشرات الدراسات التي تؤكد قيمتها الغذائية والدوائية، وهي تحتوي على سبعة من الأحماض الزيتية منها: حامض الكابريك، حامض الكابرينيك حامض اللوريك، حامض الميريستك، حامض البالميتك، حامض الأوليك و اللينوليك، حامض الستيريك· كما تحتوي نواة التمر على 62,5 % كربوهيدرات، 8,49 % دهون، 5,22 %بروتين، 16,20 % ألياف، 6,5 % ماء، 1,12 % رماد·
علاج للنقرس
وتضيف عاشور أن معهد البحوث الطبية المصرية توصل لعلاج جــــــديد لمرض النقرس، هو عبارة عن مسحوق من نوى التمــــــر يحتوي على نســــبة عالية من المـــــواد القلـــــوية· كما ثبت اســـــتخدام نوى التمــــر حالـــــياً لعلاج السكر، وتصلب الشرايين وتفتيت الحصى· ويمكن استخدام الزيت المستخرج منه للاستهلاك الآدمي· ويدخل النوى في العديد من صناعات الصابون، كما يستخدم منذ قديم الزمان كأعلاف للحيوانات، حيث يسمن الأغنام والعجول ويغذي الخيول·
وتحتوي نواة التمر على مواد دسمة، وهرمون بيتوسين، والكثير من المعادن والبروتين والزيوت، لهذا ينظر لها على أنها مقوي عام، وملين للأمعاء، كما تفيد في حالات الربو، وتعمل على تجديد الدم، ولكن يحذر منها للحوامل لأنها تعمل على إحداث انقباضات للرحم·
صابون طبي
ونظرا لأن النواة تحتوي على مواد دهنية بنسب بين 8,5-10,5% يمكن بمعالجتها كيميائياً وبطريقة بسيطة، وإضافة بعض القلويات وبعض مبيدات الجراثيم والفطر، أن يصنع منها صابونا طبيا جيداً للاستعمال العام، ولعلاج بعض الأمراض الجلدية ولفروة الرأس·
تغذية المواشي
كغذاء للمواشي وجد أن تغذية حملان المواشي من مخلفات التمور (نواة ولب الثمار) أدت إلى سرعة زيادة أوزانها، وكثافة في دهن الظهر مقارنة بغيرها من الحملان التي تغذت على ''عليق'' يخلو من مخلفات التمور·
وقالت الدكتورة ريهام أن ''لينورمان'' أحد المهتمين بالعلاج بالغذاء ذكر أن الكلدانيين كانوا يدقون نوى التمر وينقعونه ويتخذونه طعاما للأبقار لإدرار الحليب، وطعاما للخراف من أجل تسمينها، كما استخدمه قدماء المصريين في تنظيف وتطهير الجثث·
بديل الكاكاو والشوكلاته
وتوصل العاملون في بحوث الأغذية أنه يمكن الاستفادة من نوى التمر في إنتاج ما يعرف ببديل الكاكاو (الشكولاتة)، وأجريت البحوث على ذلك وثبت نجاحها عندما خلطت مع ''الآيس كريم'' لم يستطع من أجريت عليهم التجربة التمييز بين ''الآيس كريم'' المضاف إليه الشوكلاتة أو ذاك المضاف إليه مسحوق نواة التمر المحمص·
عدد اليوم
