الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مؤتمر القادة لحروب القرن الـ 21» يستشرف المستقبل وتحدياته ومواجهة الحروب الرقمية

«مؤتمر القادة لحروب القرن الـ 21» يستشرف المستقبل وتحدياته ومواجهة الحروب الرقمية
23 أكتوبر 2017 11:09
أحمد عبدالعزيز وجمعة النعيمي (أبوظبي) انطلقت أمس أعمال المؤتمر السنوي الثاني لوزارة الدفاع «مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين» الذي يعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وتستمر فعالياته على مدار يومين في مقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ومقر أكاديمية ربدان في أبوظبي. وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، أن «تنظيم هذا المؤتمر يأتي تعزيزاً لرؤية وزارة الدفاع في كونها مؤسسة وطنية استراتيجية تتناول كل القضايا المتعلقة بالدفاع عن الدولة، ولهذا يتحتم عليها استشراف المستقبل والعمل على استباق معطياته وظروفه المحتملة، استعداداً لمجابهة كل تحدياته». وقال معاليه في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر: إن المؤتمر يعكس حرص الوزارة على تطوير الفكر الاستراتيجي وتوحيد الوعي المعرفي الوطني وتعميق إدراك جميع المكونات الوطنية بطبيعة التحديات، مشيراً إلى أنه جاء اختيار وزارة الدفاع لموضوع هذا المؤتمر «مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين» محاكاة منها للواقع بما فيه من تحديات آنية، واستشرافاً لمستقبل الصراع في المشهدين الإقليمي والدولي. وأشار معاليه إلى أنه: «ليس جديداً عبر التاريخ بأن طبيعة الحرب متغيرة بتغير ظروف النزاعات والصراعات ووفقاً لتطور الأسلحة وأدوات القتال ومختلف الإمكانات، ولكن الجديد هو حجم القفزات التكنولوجية الهائلة المتمثلة بالثورة الرقمية والتي ستقود التغيرات الجذرية لطبيعة الحرب في المستقبل المنظور». وأضاف معاليه: «لقد تداخلت مختلف العوامل في تأثيرها على سرعة ووتيرة التغير حتى لفها الكثير من الغموض، فأصبح إدراك آثارها الاستراتيجية معقداً وخطيراً».. مؤكداً أن حروب المستقبل تتلخص في أنها أصبحت تستهدف المجتمعات بأدوات غير عسكرية، كما تهدد كيانات الدول باستهداف جميع مفاصلها ومكوناتها من الداخل بهدف شلها وإفشالها. وأشار معاليه إلى أن هناك تطورات في مصطلحات ومفاهيم جديدة لوصف الحرب غير التقليدية من حيث أدواتها كالحروب اللا متماثلة والحروب الهجينة، كما توسعت من حيث نطاقاتها لتشمل الحروب الاقتصادية والمالية وحروب الفضاء الإلكتروني والحرب المعلوماتية والحرب البيئية والحرب النفسية بهدف التأثير على الفكر والقدرات الاستراتيجية، وتدمير بنية المجتمع، بالإضافة إلى استهداف كل الموارد الوطنية. وأضاف معاليه: «كل ذلك قد يتم بأسلوب لا مركزي ومن خلال تحالفات واسعة قد تضم دولاً وجماعات ومنظمات وتنظيمات مسلحة وجيوشاً نظامية، بالإضافة إلى شركات قد تساندها أو شبكات إجرامية لها تأثيرات مدمرة على المجتمعات.. كصناعة الاقتصاد الأسود الذي بات يجتاح الاقتصاد الرسمي العالمي وينهكه، حيث تعمل كل تلك القوى المتباينة بأساليب مضللة وخفية ولكنها متعمدة، كما تتحرك بأنماط غير تقليدية يغيب فيها الوضوح، بحيث لا يمكن تحديد مركز قيادتهم أو تحديد أرض تقليدية للمعركة». وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي أنه من منطلق الضرورة الاستراتيجية لتحقيق التكامل وتوحيد المفاهيم المتصلة بالبيئة الأمنية الاستراتيجية يأتي تنظيم وزارة الدفاع لمؤتمرها «مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين».. مشيراً معاليه إلى أننا «نستذكر في هذا الصدد مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»: «الإمارات تمكنت من تحقيق مكانتها الريادية عالمياً بفضل الابتعاد عن التفكير التقليدي، والتركيز على الاستشراف المبكر للمستقبل ووضع سيناريوهات واستراتيجيات استباقية له». وقال معاليه: إن برنامج «مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين» سيتناول موضوعات تشمل شكل الحرب المتغير في القرن الحادي والعشرين والاستراتيجيات الحكومية اللازمة لمواجهة التهديدات التي تشكلها حروب القرن الحادي والعشرين، وآليات الاستجابة الفعالة وفق أفضل الممارسات العالمية، وأهمية الخطابات الاستراتيجية، وخلق تأثير عن طريق استخدام وسائل غير عسكرية في حروب القرن الحادي والعشرين، كما سيتناول الحدث أيضاً الجغرافيا السياسية للتقدم التكنولوجي والاقتصادي، والتأثيرات المحتملة على دولة الإمارات. وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، في ختام كلمته «أن تعزيز المعرفة الاستراتيجية هي وسيلة وأسلوب لتحقيق الغايات الوطنية، كما أنها حاجة ضرورية لنا جميعاً كل في مجال تخصصه، وتتحقق بعملنا المشترك وفق أهداف تتمثل في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين وزارة الدفاع والمؤسسات الوطنية الأخرى والشركاء الاستراتيجيين. بالإضافة إلى إعداد قادة المستقبل على مختلف مستويات ومكونات القوى الوطنية في دولة الإمارات والقادرين على استباق ومجابهة تحديات المستقبل. وأضاف معاليه: «نحث الجميع على الاستجابة لهذه الحاجة الحيوية فجميع المؤسسات الوطنية لديها دور حيوي تضطلع به في مجال الأمن والدفاع، بهدف تحقيق الواجب الوطني المشترك الأسمى، وهو الحفاظ على استقلال وسيادة الاتحاد وعلى أمنه واستقراره وحماية وجوده وتحقيق النصر». ويشارك في المؤتمر السنوي لوزارة الدفاع «مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين» نخبة من كبار المسؤولين، وأبرز الخبراء والمتخصصين والأكاديميين على الصعيدين الوطني والدولي في مجالات الاستشراف الاستراتيجي للمستقبل والقضايا الأمنية والعسكرية، وتهدف وزارة الدفاع من خلال مؤتمرها إلى تسليط الضوء على التحديات الناجمة عن التطورات في مجال الحروب المعاصرة، وزيادة المعرفة الاستراتيجية الضرورية بطبيعة الصراعات المعاصرة والمستقبلية، ويوفر المؤتمر فرصة ثمينة للاستعداد للتحديات المتوقعة من خلال تقديم أحدث الرؤى المتعلقة بالاتجاهات سريعة التطور في طابع الصراع، وتأثيرات التهديدات المحتملة الناشئة والمتغيرة على البيئة الأمنية الاستراتيجية. دور الإعلام في الحروب ومن جانبها أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، أن التطورات التكنولوجية التي نشهدها اليوم ساهمت بشكل كبير في تغيير ملامح الحرب بشكل جذري، مشيرة إلى أنه على الرغم من ذلك لا يتم النظر بعمق إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الوسائل والأدوات الجديدة لهذه الحروب. وقالت معاليها: إن مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين يناقش القضايا التي أصحبت تحظى بأهمية كبرى في عصرنا الحالي وهي قضايا الأمن والدفاع، وهو ما يجعل من موضوع «الحرب في القرن الحادي والعشرين» أمراً بالغ الأهمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولاسيما مع ظهور أدوات ومفاهيم جديدة عن أشكال الحروب وأدواتها. وأكدت معاليها: إن دولة الإمارات بما تمتلكه من رؤية مستقبلية بعيدة المدى تمكنت من التعامل بشكل استراتيجي مع جميع التحديات وأياً كان نوعها وحرصت على بناء علاقات إيجابية مع دول العالم، كما أنها تحرص على توفير أعلى معدلات الأمن والاستقرار لمواطنيها والمقيمين على أرضها..مشيرة إلى أن «ما يدعونا للفخر أن نكون جزءاً من دولة الإمارات التي تثبت كل يوم للعالم تميزها وريادتها في كثير من المجالات، وأن نكون جزءاً من هذه الدولة التي يتشارك فيها الجميع العمل بجد وإخلاص لتحقيق الإنجازات وتعزيز المكانة المرموقة لدولة الإمارات عالمياً». وأوضحت معاليها أن الفترة الماضية شهدت صعود جهات ومجموعات استخدمت التقنيات بطريقة تناسب أجنداتها، وهو الأمر الذي أنشأ تهديدات جديدة وخطيرة لم نعرفها من قبل، موضحة أن تلك الفضاءات تتجاوز مجرد كونها وسائل للتواصل الاجتماعي إلى غايات أبعد من ذلك بكثير، والمثال الواضح على ذلك هو المنصات الشبكية المخصصة لتجنيد أفراد ضمن مجموعات تخريبية، بالإضافة إلى القنوات الرسمية التي تروج لخطابات تعزز أجندات الدول التي تملكها. ولفتت معاليها إلى أن المنصات الرقمية تأخذ اليوم ثلاثة أشكال رئيسية، حيث تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي الصورة الأكثر استخداماً من بينها فهي فورية مباشرة وواسعة الانتشار، ويمكن لأي شخص نشر أي نوع من المعلومات وتقديمه بطريقة تجعله يبدو صحيحاً، ويأتي عدم الكشف عن الهوية الحقيقية لمستخدمي الإنترنت ليجعل من إمكانية تعقبهم والإمساك بهم مهمة تقارب المستحيل. وقالت معاليها: إن الشكل الثاني من أشكال الحرب الإعلامية يتمثل في الشبكات والتطبيقات المتطورة، وبالطبع فإن من أكبر التهديدات الواقعية والرقمية في وقتنا الحاضر هو تنظيم «داعش» الذي نجح في تجنيد ونشر أفكاره المتطرفة، نتيجة لاعتماده على استهداف جمهور محدد باستخدام الشبكات والتطبيقات التي أنشأها بنفسه، موضحة أن هذا التنظيم شكل أول عملية تلاعب ناجحة بوسائل التواصل الاجتماعي على يد منظمة إرهابية، وعلينا التفكير بمواجهة هذه التهديدات اعتماداً على منهجيات قادرة على مواجهة المنهجيات التي تم اتباعها من هذه الجماعات. وبينت أن الشكل الثالث الذي تتخذه هذه الحرب يمر عبر وسائل الإعلام والمنصات الحكومية الرسمية، حيث أدركت بعض الدول أن المنصات الرقمية أصبحت الطريقة الأكثر فعالية لإيصال رسالتها، بدءاً من الأجندة السياسية والتفاعل مع الجمهور، ووصولاً إلى نشر بيانات زائفة عن بلدان أخرى. وذكرت معاليها أنه بالإضافة إلى ذلك، فإن التأثير على وسائل الإعلام في البلدان الأخرى يسمح للدول بتعزيز روايتها على نطاق عالمي، وقد كان هذا النوع من التلاعب بوسائل الإعلام سائداً في بدايات الأزمة القطرية. وأوضحت معاليها أن وسائل الإعلام ليست الشكل الوحيد لميدان المعارك الرقمية، فالحرب السيبرانية تستخدم غالباً في الصراعات لاستهداف نظم الاتصالات لدى الخصم، وتميل إلى الاقتصار على النظم الكمبيوترية التي تدير حياتنا اليومية وتحفظ البنية التحتية الحيوية لدينا، مشيرة إلى أنه يمكن للهجوم السيبراني ضرب الأنظمة الحيوية مثل مصافي النفط والأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء وأنظمة النقل، وهذه أصبحت إحدى استراتيجيات الحرب الأكثر استخداماً ضد الحكومات، نظراً لما تسببه من أضرار جسيمة دون الحاجة إلى التوغل الفعلي. وأشارت إلى أنه مع تزايد اعتماد البلدان على الأنظمة الكمبيوترية في التشغيل اليومي لكل خدمة ممكنة، فإن الحرب السيبرانية ستتخذ موضعها الرئيسي في ترسانة الهجوم، ويمكن لأثر الحرب السيبرانية أن يتخطى الحدود بطرق لا تستطيع الحكومات التعامل معها، وهذا الأمر يعطي الحرب السيبرانية ميزة استراتيجية ويجعلها واحدة من أقصى أولوياتنا الأمنية. وعن مواجهة الحرب الإعلامية قالت معالي نورة الكعبي: إن قلة التشريعات الخاصة بضبط عمل هذه المنصات الرقمية يصعب مهمة وضع حدود لتقيد آثارها السلبية، كما أنه يصعب في الوقت ذاته من القضاء على آثارها السلبية، ولاسيما أنها أصبحت تتطور بشكل مستمر، ولهذا فإنه لا بد من التفكير في آليات مستقبلية للتعامل مع هذه المنصات بما يضمن تفادي الآثار السلبية لها، وأن تكون هناك خطوات استباقية لحماية أفكار أجيالنا من المخاطر، وأن لا نبقى نتعامل بردود الأفعال على هذه التصرفات. وأكدت معاليها أن دولة الإمارات تمتلك جميع المقومات لذلك، حيث إنها من أفضل دول العالم في مجال أمن الإنترنت وتعاونت في هذا الجانب مع العديد من الدول، كما تم إنشاء المؤسسات المحلية والعالمية لمراقبة والتحكم بالفضاءات الرقمية لمواجهة انتشار الأفكار الهدامة والأخبار الكاذبة. ولفتت معاليها إلى أن الدبلوماسية الرقمية تعد أحد أشكال مواجهة الحروب التي تقوم على استخدام وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنها تعد طريقة أساسية للحكومات للحفاظ على مستوى معين من السلطة على الفضاءات الرقمية عبر تتبع انتشار المعلومات المضللة الصادرة من الجهات غير المصرح لها والمجموعات المتطرفة على الإنترنت. وأكدت معاليها أن الدبلوماسية الرقمية على درجة كبيرة من الأهمية، لأنها تملك القدرة على التأثير في آراء الأفراد حول مشكلة ما، ليس محلياً فقط، بل عالمياً أيضاً، مشيرة إلى أن لدولة الإمارات استراتيجية اتصالات نشيطة جداً قادرة على الوصول إلى أعضاء من اللجان الدولية من خلال فضاء وسائل الإعلام، كما أنها تعطي الفرصة للمسؤولين الحكوميين لتحديد الخطاب الموجه لدولتهم وتقصي الروايات الإعلامية التي تتعرض بشكل مسيء للصورة الحضارية للدولة. ولفتت إلى أن العديد من النزاعات الدبلوماسية الدولية تحدث على الصعيد الرقمي، ومن ثم يتم التوسط لحلها ضمن المجال رقمي، ولكن تأثيرها لا يقتصر على المجال الرقمي فحسب، وهذا دليل على أهمية انتهاج الدبلوماسية الرقمية كوسيلة لمواجهة الأنواع الجديدة من الحروب الرقمية وهذا ليس حلاً مباشراً، ولكن بالتأكيد خطوة نحو الأمام للاستعداد لمواجهة التحديات العصرية، ولا بد من التركيز في وقت لاحق على وضع تشريعات للفضاءات الرقمية وتعليم الشباب كيفية التعامل مع مثل تلك البرامج. وأكدت معالي نورة الكعبي في ختام كلمتها، أن وقتنا الحاضر الذي يشهد تطوراً تكنولوجياً متواصلاً ينبغي ألا يقتصر تطوير الدفاعات فيه على الحروب التقليدية، بل ليشمل أيضاً الحروب الرقمية، ولا بد من استخدام التكتيكات الأخرى كالدبلوماسية الرقمية التي توظف وسائل الإعلام بطرق مختلفة في حروب القرن الحالي، والتي أصبحت تستخدم وسائل أكثر فتكاً في نسيج المجتمعات من الأسلحة التقليدية. خبراء في مؤتمر «القادة لحروب القرن الـ21»: تعزيز التحالفات والتوسع في أمن المعلومات لمواجهة الحروب المقبلة أبوظبي (الاتحاد) أكد الفريق أول ‏م ستان مكريستال في كلمة له ضمن فعاليات «مؤتمر القادة لحروب القرن الحادي والعشرين» تحت عنوان «شكل الحرب المتغير في القرن الحادي والعشرين»، أهمية بناء أنظمة قادرة على التكيّف مع القوى الكبيرة ودمج القدرات وإرساء التحالفات الفعالة لمواجهة الحروب المقبلة. وأدار الجلسات الإعلامي مهند الخطيب وتناولت الجلسة النقاشية الأولى «الاستراتيجيات الحكومية اللازمة لمواجهة التهديدات الناشئة وآليات الاستجابة الفّعالة»، واستعرضت عدة محاور منها إعداد استراتيجيات للأمن والدفاع المحلي والدولي الشاملين والتوازن في الاستثمار بين القدرات الوطنية الحالية والمستقبلية لمواجهة التهديدات الناشئة، وأكد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، أن الحروب في القرن الـ21 بدأت في شكل الحرب على الإرهاب لكن المستجد للمتابعين وجود مستثمرين في الإرهاب في الساحة الحالية، وأضاف إن الحروب المتوقعة في القرن الـ21 هي الحرب السيبرانية، كما أن الإرهابيين يواجهون بأساليب جديدة قد تعطل عمل البورصات والبنوك المركزية والشبكة الكهربائية والمستشفيات في بلد ما، إضافة إلى أن بعض الدول تشكّل كتائب إلكترونية للهجوم، ناهيك أن الإرهاب لم يعد للمنظمات فحسب بل تمارسه بعض الدول لخدمة أجنداتها. من جهته قال الأدميرال متقاعد جيمس موريس، يجب أن نكون فاعلين لاستثمار ما نقوم به لمهاجمة العدو وعبر خلق أنظمة وبروتوكولات، وبالتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي. من جانبه أكد اللورد بيتر ريكيت على الاهتمام بالبيئة الاستراتيجية وطرق امتصاص الصدمات من خلال القوات المسلحة والاستخبارية و تعامل الحكومات مع الأزمات، حيث إن القادة الاستراتيجيين يجدون صعوبة في التعامل مع المؤثرات الأخرى. وتسلط الجلسة الثانية الضوء على «الخطاب الاستراتيجي والتأثير» من خلال مناقشة التنافس والتأثير على السكان بالخطابات ومهاجمة شرعية الدول واستغلال نقاط الضعف في النظام الدولي الحالي، وقال الدكتور مقصود كروز مدير عام مركز هداية، نحن في حالة دفاع لمواجهة رسائل التطرف والإرهاب ونتقدم للأمام، وأود أن نتقاسم مع طريقة التأثير في الخطابات. وقال نحن «لا نركز على الجوانب البحثية ولكن نركز على 17% من الأنشطة والمبادرات والاتصالات والخطابات التي يمكن القيام بها، كما نتقاسم الحلول والاستراتيجية والرؤيا لمشاركة الحلول والعقليات المبدعة في فضاءات التواصل الاجتماعي والكاريزما والتفكير والاتصال». ومن جهته تناول الدكتور ستيف تاثام رؤية دولة الإمارات وكيفية تطوير التواصل الاستراتيجي لمواجهة التحديات. ومن ناحيته قال الدكتور ماتي ساريلاينين، إن الحاجة إلى المعلومات واحدة ، وهي من الأشياء التي لا يمكن تغييرها والمعلومات الدقيقة تأتي في وقتها المناسب لاتخاذ القرار. أما الجلسة الثالثة للمؤتمر فقد ناقشت «جيوسياسة التقدم التقني والاقتصادي» حيث طرح رودلف لوهمير أهمية استكشاف تأثير التقنية الناشئة على الجيوسياسة الإقليمية والسياسة الوطنية والاقتصاد والمجتمع والتنبؤ بالمستقبل،. وأوضح الدكتور بيتر سنغر كيفية فهم تأثيرات التحولات الاقتصادية على الجيوسياسة وذلك من خلال فهم ثورة التكنولوجيا، مضيفاً أن الروبوتات المستقلة الذكية تتطور في اختراق الأنظمة الدفاعية. وتناول الدكتور روب جونسون تفحص التأثير الجيوسياسي لصناعة الدفاع العالمية وخصخصة القدرات والخدمات الأمنية والعسكرية مشيراً إلى أن هناك ضغطاً شديداً على أمن البلاد بسبب الحرب على الإرهاب. مشاركون في المؤتمر : دور للحكومات للحماية من الأفكار المتطرفة على وسائل التواصل (أبوظبي الاتحاد) أكد مشاركون في مؤتمر القادة لحروب القرن الـ21، ضرورة أن يكون للحكومات دور لحماية الشباب واليافعين من مخاطر الأفكار المتشددة على وسائل التواصل الاجتماعي، محذرين من أن هذه المخاطر تطال القدرات العسكرية فيما نشهده اليوم من تطور لقدرات المنظمات الإرهابية، حيث إن هناك بعض الدول «المارقة» التي تستثمر في الإرهاب. والتقت «الاتحاد» عدداً من كبار الشخصيات المشاركة في المؤتمر، وتحدث الفريق أول متقاعد ستانلي ماكريستال عن مخاطر التهديدات التي تشنها جماعات متطرفة عبر شبكة الإنترنت أو المعروفة بالهجمات السيبرانية، قائلاً: «إن الهجمات على الأنظمة العسكرية تأتي في إطار التحكم مثل إدارة سلاح المركبات، حيث إن هناك مخاطر عالية جداً في هذا الشأن، ولحماية الأنظمة العسكرية لا بد من حماية الأنظمة والخدمات المدنية الأخرى التي تسهم بلا شك في المنظومة العسكرية مثل الإمداد اللوجيستي والأنظمة الجغرافية». وعن مخاطر التواصل الاجتماعي على العسكريين، أكد أن خطورة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في أنها تسمح للعدو أن يؤثر سلباً على السكان والمدنيين، الأمر الذي يحدث أثراً وانعكاساً- إذا كان المعلومات صحيحة أو خاطئة- على الحالة النفسية للجماهير أو العسكريين وأسرهم، قد تصل إلى حد الخوف. ولفت إلى أن مخاطر التواصل الاجتماعي تتعاظم بسرعة كبيرة خاصة في ظل تأخر الجهات الرسمية في إعلان الحقائق، وذلك نظراً لإعداد المعلومات من أرض الواقع، ومن ناحية أخرى فإنه نظرياً يصدق الجمهور ما يراه في البداية، والأمر يستغرق وقتاً طويلاً إلى حد ما لإعادة الأمور إلى نصابها. وعلق ماكريستال على كيفية أن المنظمات والجماعات الإرهابية استغلت التواصل الاجتماعي، قائلاً: «إنهم ومن أسف استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بشكل حرفي ونجحوا في إيجاد أثر بين الجمهور حول العالم، وأصبحوا يركزوا على مقاتليهم وعرباتهم وما يرتكبوه، و«داعش» على سبيل المثال أعطى شعوراً - وهو بالفعل زائف - لدى البعض بأنه يمتلك قدراً من القوة. مخاطر مستقبلية هائلة وحذر لواء بحري جيمس أنتوني مورس رئيس أكاديمية رابدان، عن المخاطر المستقبلية للهجمات الإلكترونية، قائلاً: «إن مخاطر الهجمات الإلكترونية على الأنظمة العسكرية هائلة، وذلك لعدم وضوح كيف تسير هذه الهجمات، علاوة على السرعة الهائلة التي تحدث بها الهجمات على شبكات المعلومات والأنظمة العسكرية»، مضيفاً أن هناك سؤالاً وهو كيف يمكنك حماية نفسك تقنياً في حرب إلكترونية ليس لها إنذارات مسبقة ولا يمكن التنبؤ بها، وهذا في حد ذاتي تحد كبير». التعليم.. الخطوة الأولى وعن الحلول التي يمكن أن تحمي الأجيال القادمة من مخاطر انتقال الأفكار الهدامة للمجتمعات والأفكار المتشددة، قال الدكتور ماتي ساريلانين رئيس المركز الأوروبي للتميز في مكافحة التهديدات الهجينة وخبير في جهاز المخابرات الأمنية الفنلندية: «إن الحماية يجب أن تكون من خلال عدة مستويات متعددة، ويجب أن تكون مسؤولة ليس فقط عن الأفكار المتشددة أو الراديكالية، بل وتصل إلى العمل الاجتماعي والمدارس والتعاون بين مختلف الجهات المعنية في الدولة حتى يمكن مواجهة هذه المخاطر الحقيقية»، لافتاً إلى ضرورة وجود تشريعات حازمة لضبط ممارسات الذين يبثون الأفكار المتطرفة التي تأخذ الشباب إلى طريق شديد الخطورة. نورة الكعبي: نبحث وضع تشريعات قوية تضمن وصول الأخبار الصحيحة للمجتمع أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة مجلس إدارة شركة أبوظبي للإعلام، أن منصات التواصل الاجتماعي تنقل كماً هائلاً من المعلومات سواء كانت صحيحة أو مغلوطة، وما نركز عليه هنا كيف نضع تشريعات قوية جداً في ضمان وصول الأخبار الصحيحة للمجتمع وخاصة الشباب، إلا أنه يجب تمكين الشباب من المعلومات الصحيحة من دون تلقين ولكن بالاستعانة بهم في بناء هذه المنظومة المتكاملة. وقالت معاليها في تصريحات لـ«الاتحاد» على هامش جلسات مؤتمر القادة لحروب القرن الـ21: «إن وسائل التواصل الاجتماعي كلها مهمة، إلا أن أهم ما يمكن فعله هو سؤال الشباب عن أهم المنصات التي يوصلون فيها رسائلهم ويتفاعلون معها، وكيف يمكن أن نتعاون مع الشباب ونتعلم كيف نواكب الإعلام وتكوين المحتوى الذي يصل للشباب»، مشددة على ضرورة المواجهة للفكر المتشدد في الواقع، وكذلك في الحيز الافتراضي (الفضاء الإلكتروني). وقالت معاليها: «يجب أن ندرس تأثير هذه المواجهة في النسيج المجتمعي قبل العالم الواقعي»، مشيرة إلى أن الشباب هم جوهر التطور.. وعليه يجب أن نحمي الشباب وأن نمكنهم لفهم ما يبث لهم، ومن أن يحموا أنفسهم من الشائعات أو الأخبار المغلوطة»، مشيرة إلى وجود دور مهم للإعلام في الاستراتيجية المئوية للدولة، لا سيما أن الإعلام يكون ردة فعل لما يدور في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا بحد ذاته تحد جديد، يتطلب محتوى مختلف عما ذي قبل، ففي مقابل ما يدور من أحداث على شاشة التلفاز، ثمة أحداث أخرى تبث في وسائل التواصل الاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©