«سيال» يشهد توقيع عقد تنفيذ أكبر مزرعة نخيل في السودان

هالة الخياط (أبوظبي) شهدت أروقة معرض سيال الشرق الأوسط الذي اختتمت أعماله أمس، اجتماعات مكثفة من قبل الشركات المشاركة في المعرض، نتج عنها توقيع العديد من الصفقات والشراكات. وأشار عارضون دوليون متخصصون في الصناعات الغذائية بمعرض سيال الشرق الأوسط 2016 إلى أن المعرض أتاح لهم فرصة نادرة للاطلاع على احتياجات نحو مليار نسمة من سكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب وشرق آسيا. وخلال ثاني أيام معرض سيال، أعلنت شركة جنان للاستثمار، توقيعها اتفاقية تعاون مع وزارة المالية السودانية، لتنفيذ مشروع أكبر مزرعة نخيل في العالم، بطاقة استيعابية تصل إلى 221 مليون شجرة تزرع على مدار 13 سنة. وكشف خليل الشمري المدير التنفيذي لشركة «جنان»، عن أن المشروع سينفذ في السودان، ومن المتوقع أن تصل كمية الإنتاج السنوية إلى 44 مليون طن ستستخدم في إنتاج التمور وإنتاج السكر، مشيراً إلى أن التحدي الأكبر في المشروع يتمثل في تأمين هذا العدد الهائل من شتلات النخيل. ولتأمين شتلات النخيل، أوضح الشمري في تصريحات للصحفيين أن «جنان»، «تمتلك واحداً من أصل ثلاثة أحدث مختبرات لتكاثر النخيل عن طريق الأنسجة، وهو ما سيساعدها على تأمين هذا العدد من إنتاجها دون الاستعانة بأي طرف آخر». وأشار إلى أن المزرعة ستتضمن أنواعاً مختلفة من أشجار النخيل مثل البرحي والصقعي والسكري والخلاص، إضافة إلى نوع ود الخطيب الذي سيستخدم لإنتاج السكر. وفي سياق متصل، كشف المدير التنفيذي لـ «جنان» عن مشروع آخر لتسمين العجول، تعتزم الشركة تنفيذه قريباً في شمال السودان بتكلفة إجمالية تقدر بـ 100 مليون دولار، وبطاقة استيعابية تصل إلى 100 ألف رأس، وطاقة تصديرية تصل إلى 20 ألف رأس شهرياً. وقال إن بناء الحظائر الخاصة بالمشروع، سينجز في نهاية شهر مارس 2017، على أن يبدأ الإنتاج في نهاية شهر يونيو من العام نفسه، مشيراً إلى أن إنتاج المزرعة سيتم تصديره إلى الأسواق الخليجية والمصرية والتركية. وخلال معرض سيال الشرق الأوسط، أعلنت مجموعة الاتحاد للطيران البدء في تقديم خيارات أطعمة غذائية صحية أكثر معتمدة من برنامج «وقاية» التابع لهيئة الصحة في أبوظبي، وذلك في مطاعم الموظفين التابعة لها بعد توقيعها أمس اتفاقية شراكة مع هيئة الصحة، ولا يسمح بإضافة شعار وقاية إلا على الأطعمة ومنافذ الطعام التي تلبي المتطلبات الصارمة فيما يتعلق بإعداد الطعام ومكوناته. الإمارات مقصد شركات الغذاء العالمية وأجمع ممثلو الشركات العارضة على أن معرض «سيال» الشرق الأوسط هو محطة انطلاق لهم في المنطقة. وفي هذا الإطار، قال أفراز أحمد، مدير عام الشركة الأميركية لتجارة الأغذية الحلال «إن مشاركتنا تأتي لتوسيع نطاق وجودنا في منطقة الشرق الأوسط، والتي تعد من المناطق التي نستهدفها، والإمارات بالذات تعد سوقاً كبيرة لمنتجاتنا، وهذه ليست مشاركتنا الأولى في معارض سيال، حيث شاركنا في سيال باريس، ولكن نعتبر أن سيال أبوظبي، يوفر لنا منصة جيدة للتواصل مع أسواق المنطقة، ونحن نتطلع إلى المشاركة بشكل دوري بهذا المعرض». أما داهايا دو سيلفا المدير التنفيذي للشركة الموزعة لمنتجات أرامتك، أكد أن مشاركتهم في المعرض ساهمت في إيجاد علاقات تجارية جديدة، ووسعت نطاق أعمال الشركة في المنطقة، وقد عبر عن تفاؤله بأن حضورهم ومشاركتهم بسيال سيحقق لهم كل ما كانوا يرمون إليه. من جانبه، قال بيرك أوزبيل من أحد شركات الأغذية التركية، إن سيال الشرق الأوسط سيمكنهم من التواصل مع شركاء محتملين من التجار، ويعد فرصة نادرة للتواصل مع مختلف المستثمرين العاملين في مجال الغذاء في العالم، ما سيعزز من فرص التعاون المستقبلية معهم. المغرب تشارك بجناح واسع وتشارك المغرب بوفد كبير في معرض سيال، للعام الرابع على التوالي، تحت إشراف وكالة التنمية الفلاحية. وأوضح محمد الكروج مدير عام وكالة التنمية الفلاحية في المملكة المغربية، أن المشاركة في المعرض الهدف منها تعزيز المكتسبات الوطنية في مجال تصدير المنتوجات الفلاحية، والدخول في أسواق جديدة، وتعزيز علاقات قوية مع اللاعبين الأساسيين في مجال الزراعة على مستوى المنطقة. وأشار إلى أن سيال يوفر أرضية خصبة تمكن مجموعة المصدرين المغاربة من تعزيز حضورهم في السوق الشرق أوسطية. كما يمثل واجهة لتقديم المنتج المغربي. ويشارك في الجناح المغربي 25 عارضاً، يمثلون 110 تعاونيات فلاحية، ويعرضون أكثر من 300 منتج مختلف، بالإضافة إلى مشاركة مستثمرين في القطاع الفلاحي وقطاع الصناعات الغذائية، لا سيما في مجال الحبوب والفواكه واللحوم والأشجار المثمرة والزيتون. ويوفر الرواق المغربي لزوار المعرض فرصة التعرف إلى المنتوجات المجالية التي تم إنتاجها بمناطق عدة في المملكة المغربية، من بينها منتجات حاصلة على علامة الجودة العالمية، وتشمل الزعفران، الكركم، زيت اركان، زيت الزيتون، النباتات العطرية والطبية، والتمور والعسل.