الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النخلة عبر تاريخ الشعوب

17 يونيو 2006
في العراق القديم عملوا من النخلة قوارب دائرية الشكل مختلفة الأحجام لشخصين وأكثر وما زالت هذه القوارب مستعملة في دجلة والفرات· وفي مصر كان الخوص يشق الى سلخات رفيعة لصنع العديد من الأشياء المستخدمة في الحياة اليومية مثل السلال والحصر· كما استخدم شوك النخيل وجريده منذ فترة ما قبل التاريخ في صناعة المصائد والأفخاخ وهذا النوع من الأفخاخ يستعمله الآن البدو والطوارق في صحراء شمال أفريقيا لصيد الغزلان والحيوانات الصحراوية· ومن جهة أخرى للنخيل رموز وطنية، فقد جرت العادة عند الشعوب العربية القديمة على حمل سعف النخيل علامة على الانتصار· والأنصار خرجوا يستقبلون رسول الأمة ممسكين بسعف النخيل· فقد سمى اليهود في الماضي النخلة باسم (تامارا) فأطلقوا اسم (تامارا) على البنات رمزاً لجمالهن· وقد اهتم المسيحيون أيضاً بها وقدسوها في كتبهم، وصنعوا منها أكاليل البراءة ليضعوها على رؤوس الأموات أو قرباناً في المواسم والأعياد· أما العرب فقد أبدعوا في اهتماماتهم بالنخلة فقال اعرابي: (النخلة حملها غذاء، وسعفها ضياء، وجذعها بناء، وكربها صلاء، وليفها رشاء، وخوصها وعاء، وقروها إناء)· ولمكارمها ذكرها القرآن الكريم في مناسبات عدة فقال تعالى: 'والنخل باسقات لها طلع نضيد' و (فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام) و (فيها فاكهة ونخل ورمان) و (فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة) و (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً)· وأيضاً اتصلت بالأحاديث الشريفة فقد رود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: 'من تصبح كل يوم بسبع تمرات لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر) رواه البخاري· أما الشعر العربي فقد خلد النخلة، يقول أحمد شوقي:
أهذا هو النخل ملك الرياض
أمير الحقول عروس العرب
طعام الفقير وحلوى الغني
وزاد المسافر والمغترب
وفي الإمارات فقد تنشط الهجرة الداخلية في هذا الوقت من الزمن ويطلق على من يقوم بها باسم (الحضار) يغلقون منازلهم الشتوية ويتجهوا قرب مزارع النخيل يستمتعون في ظلها ويتذوقون من بلحها مدة شهرين·
ومن جملة الاهتمام بالنخلة، دعونا نراقب قوارب الصيد المصنوعة من الجريد تتهادى بين الأمواج، في إمارتي الشارقة والفجيرة في أوقات النهار في زمن ليس ببعيد محملة من مختلف أسماك الخليج وتعرف باسم (الشاشة)، وأدبنا المحلي حافل بذكر النخلة في الأمثال والشعر، وفي هذا الموسم يطلقون عليها (التبشرة) تجني النخيل مثل النغال والخاطرة والصلابي بمحصلاتها واضعة لنفسها جدولاً زمنياً تمدنا بالرطب في بداية الموسم وذلك أذلق على الأنواع من النخيل اسم (الجدم) وقيلت شعراً:
يوم النغالة قد اصفرت
والرطب قد حطوه في صحون
والصور كثيرة في اليسر والعسر وهذا يلوم مزرعته لقلة إنتاجها قائلاً:
نخلة نخيلوه ركبتي على راسي الدين
الغدر يابس والطلع وين
عبدالله الشحي
خورفكان
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©