نظام فريد في الإمارات يقيس معدلات مشاهدة برامج التلفزيون

في محاولة لوضع تقديرات دقيقة بشأن معدلات مشاهدة التلفزيون لمختلف البرامج والمسلسلات في الإمارات، أطلقت شركة الإمارات للقياس الإعلامي حملة لزيادة الوعي بنشاطها في مجال رصد سلوك جمهور المشاهدين على مدار اليوم في الدولة، عبر ما يعرف بنظام "تي فيو". ولأهمية النشاط الذي تقوم به الشركة ، وهو الأول من نوعه في الدولة والمنطقة، طرحت "الاتحاد" مجموعة تساؤلات على كريستوفر أوهرن مدير عام شركة الإمارات للقياس الإعلامي ، لتسليط الضوء على طبيعة عمليات القياس وأهدافها والنتائج المترتبة عليها. وفيما يلي نص الحوار. كيف يتم قياس المشاهدة؟! يتم أولا تركيب وتفعيل جهاز(قياس المؤشرات) في منازل المشاركين في البحث، وهو عبارة عن صندوق صغير يوضع قرب جهاز التلفزيون ويوصل به، ويحتوي على شاشة عرض مناسبة لإظهار المعلومات عند التشغيل. عند تشغيل التلفزيون، يلتقط جهاز القياس ذلك أوتوماتيكيا، وتظهر على لوحة العرض عبارة "من هناك؟"، عندها وبواسطة الريموت كنترول الذي يسلم مع الجهاز يضغط المشترك وضيوفه على زر خاص لتسجيل حضورهم، ويسجل الجهاز البرامج التي يتم مشاهداتها ومدة المشاهدة، بما في ذلك الفواصل الإعلانية. - هل يوجد جدول لعمليات القياس؟ يعمل جهاز قياس المؤشرات على تسجيل القناة التي شوهدت في كل دقيقة. كما يمكن تسجيل والتعرف على من شاهدوا التلفزيون من أفراد المنزل عن طريق استخدام الريموت كنترول أيضا. باتباع هذا الأسلوب سوف يستطيع النظام الكشف عن نوعية البرامج المفضلة أكثر من غيرها للرجال، النساء، الشباب... إلخ تجمع هذه المعلومات يومياً و بشكل مستمر. - إلى أي مدى يتميز النظام بالدقة في القياس? يتم مراقبة النظام داخليا لفحص مدى دقة المعلومات والإشارة إلى الأنماط الغير اعتيادية. وسنويا، يقوم مدققون مستقلون بمراجعة دقة النظام وانسيابيته. - ما الفائدة من عمليات قياس المشاهدة ؟ نحن في الإمارات لا نمتلك نظام قياس خاص بنسب المشاهدة التلفزيونية، وترجع الحاجة لتطبيق النظام باعتباره وسيلة فعالة لتقدير قيمة ساعات البث التلفزيوني تجاريا، حيث ستساعد البيانات والمعلومات المتدفقة من النظام على وضع الخطط البرامجية استنادا لأسس منهجية مدروسة، وبالتالي تصميم خرائط البث الإعلاني وفقا لمعدلات تسعير تتناسب وقيمة عدد ساعات البث الإعلاني المتاحة. فمع التنامي السريع لعدد القنوات التلفزيونية العربية في المنطقة، أصبحت الحاجة لإيجاد مصادر معلوماتية تتمتع بالمصداقية، الاستمرارية، الثقة، وسهولة الوصول إليها أمرا حيويا وبالغ الأهمية، وذلك حتى نتمكن من تحديد تكلفة استخدام ساعات البث التلفزيوني بما يتناسب وحجم الطلب المتهافت عليها. من المستفيد؟ للمرة الأولى في الإمارات، سوف تتمكن وكالات شراء وبيع الإعلانات وفي الحال من تحليل معدلات المشاهدة، ليس فقط للبرامج والقنوات، ولكن أيضا للإعلانات التي تبث خلال فترة زمنية محددة، هذا يعني أن الإعلانات نفسها سيتم تحديد معدلات مشاهدتها، وستسلم نتائج أداء كل إعلان في اليوم التالي لبثه. ما يتم حاليا هو أن المعلنين ووكالات شراء الميديا يمكنهم فقط الاستفادة من المعلومات الخاصة بالبرنامج عن طريق اختيار الإعلان الذي سوف يبث خلال البرنامج، على أن يتم تسليم تقرير الأداء الخاص بالبرنامج أو القناة على أساس شهري. في نظام (تي فيو) سوف يتضح تماما مدى تأثير طول فترة الفاصل الإعلاني وموقعه بالتحديد، وبالتالي سوف يمكن تقييم كل حملة إعلانية بواسطة مؤشر "إجمالي معدل النقاط" (GRPs). كما سيمكن تحليل المعلومات الخاصة بأداء كل حملة إعلانية وعلى الفور. وسوف تتمكن القنوات الآن من تحليل معدلات البث لا للبرامج أو القنوات فحسب، ولكن أيضا للشرائح الزمنية خلال أي برنامج أو مناسبات هامة. وهذا يعني أن الأجزاء المفضلة في البرنامج وكل معلومة عنه في كل وقت سوف تكون مراقبة، ليتم تقييمها وعمل تقرير عنها يسلم بصحبة النتائج النهائية للمنتجين. هل توجد أنظمة مماثلة مماثلة بدول أخرى في المنطقة؟ حالياً "تي فيو" هو النظام الالكتروني الوحيد في المنطقة ولكن السعودية في طريقها لإطلاق نظام قياس مشاهدة التلفزيون الخاص بها. هل أخذت الميديا الجديدة مثل اليوتيوب كثيرين من جمهور التلفزيون? من المثير للدهشة ان وسائل الإعلام الجديدة ووسائل الإعلام الاجتماعية تأثيرها بسيط على مشاهدة التلفزيون، وهذا لا ينطبق هنا فحسب بل في جميع أنحاء العالم. عموما لا يستبدل الناس مشاهدة التلفزيون بأنشطة اخرى على الانترنت، وحتى عندما يشاهدون مواقع الفيديو على الانترنت فتلك المواقع يهيمن عليها قنوات التلفزيون التقليدية على أي حال. إن الاشخاص الذين يشاهدون التلفزيون أكثر هم أيضا الذين يستخدمون وسائل الإعلام على الانترنت أكثر لذلك يبدو أن الاثنين يسيرون جنبا إلى جنب. كيف تستفيد محطات التلفزيون من هذا النظام؟ كلما تقدم نظام قياس المشاهدة في المنطقة كلما كانت هناك فرص اكثر للقنوات للحصول على جماهير محددة. في الأسواق الأكثر نموا يفكرون إذا كانوا يصلون إلى الجمهور المستهدف مثل الشباب، ربات المنازل ..إلخ، أو حتى أوقات معينة خلال اليوم. ونصيحتنا للقنوات أنه يجب ان تكون لديها فكرة واضحة عن نوعية الجمهور الذي يريدونه ان يشاهد قنواتهم والتركيز على تحقيق ذلك من خلال إعداد برامج معينة. فمن المثير للاهتمام من نتائجنا أنه لا يشترط ان تكون القناة شعبية بشكل عام ليكون لديها برامج شعبية فالجمهور يتبع المحتوى الجيد أينما كان.