الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نعيش في مجتمع منفتح وخطابنا الديني مرن ومتسامح

نعيش في مجتمع منفتح وخطابنا الديني مرن ومتسامح
29 يونيو 2015 03:01
حوار - إبراهيم سليم أكد الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامه للشؤون الإسلامية والأوقاف أن العالم الإسلامي يمر بمنعطف خطير بسبب الفهم الخاطئ لتعاليم الإسلام، وشدد على مواجهة الفهم الخاطئ لتعاليم الدين، الناشئة من التوظيفات الشاذة في الخطاب الحزبي الضيق الذي يجند بعض الشبان و يغويهم، أو من تلك المنظمات الإرهابية التي تفسّر الدين وتصدر الفتاوى المتشددة وفق أجنداتها. وقال إن ذلك يستدعي حصر شبهات هؤلاء في كل بيئة من البيئات الناشئة فيها، والرد العلمي عليها في الإعلام و في المنتديات كافة و في المساجد خاصة، و هذا ما تقوم به الهيئة العامة للشؤون الإسلامية و الأوقاف حالياً، فقد أحصت الهيئة الإشكاليات و الشبهات التي يروّج لها المبطلون، و تقوم الهيئة انطلاقاً من منهجية الوسطية والاعتدال التي هي الصراط المستقيم في ديننا الحنيف، و هي ما تتبناه قيادتنا الرشيدة. ولفت الكعبي إلى أن الهيئة وضعت خطة للتصدي لهذه الأفكار من أهم محاورها وضع عناوين موضوعات للمحاضرات العامة للوعاظ في المساجد و المجالس و المؤسسات المجتمعية والندوات التلفزيونية، والتي جاءت في أكثر من 20 إتجاها منها الغلو والتطرف الديني فكراً وسلوكاً،أسبابه وعلاجه، والولاء والانتماء للوطن وأثره في مكافحة التطرف والتشدد، والعقيدة الإسلامية هل هي دعوة للتعايش السلمي أو تحريض على إلغاء الآخر؟ مظاهر الرحمة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومناقضة التنظيمات الإرهابية لها، والتسامح والتعايش السلمي نهج إسلامي أصيل في العهد النبوي والعصور الإسلامية الحضارية. كما شملت الرسائل النبوية والمعاهدات والمواثيق في عصور الإسلام الأولى ودلالاتها على التعايش السلمي والتعاون الإنساني، وثقافة الإرهاب ووسائل الترويج له،وآثاره على الحياة الاجتماعية والثقافية، والإرهاب الإلكتروني ووسائل التصدي له، والإعلام وأثره في ترسيخ التعايش السلمي، وكيف نربي أبناءنا على ثقافة السلام، وتوظيف التعليم لتعزيز ثقافة السلام، والأسرة ودورها في حماية الأبناء من الأفكار الهدامة. كما تضمنت الخطة التأكيد على التربية الإيمانية وأثرها في اتزان الشخصية والاعتدال الفكري والسلوكي، ومقاصد الشريعة دعوة إلى نبذ العنف والتطرف، وتعدد الجنسيات والتنوع الثقافي مظهر للتسامح والتعايش السلمي، والمحافظة على نعمة الاستقرار وأثرها في حماية المجتمع من التنظيمات الإرهابية، والاستقرار الأسري والتلاحم المجتمعي وأثره في تحصين الأجيال من التطرف والإرهاب. كما تتناول الخطة الأخلاق الإماراتية وأثرها في تعزيز ثقافة التسامح والتعايش السلمي، والقيم الإماراتية وآثارها الحضارية والإنسانية، والعلاقة الأبوية بين الحاكم والرعية في دولة الإمارات العربية، المكانة الدينية للحاكم في نصوص الشريعة الإسلام. وبين الكعبي أن الهيئة رصدت أهم أفكار التنظيمات المتطرفة والإرهابية التي تستحق الرد العلمي والشرعي عليها، والتي تشمل الحاكمية بين نصوص الشريعة الإسلامية وأحكامها من جهة ؛وبين مفهوم التنظيمات الإسلامية والإرهابية وتطبيقاتها من جهة أخرى، والخلافة الإسلامية الراشدة والأحكام الشرعية بشأن دعوة تنظيم داعش لإقامتها في العراق والشام، والجهاد وأحكامه الشرعية وضوابطه وصور الجهاد المشروع بين الماضي والحاضر، واعتبار تنظيم ولي الأمر للقوات المسلحة صورة ملزمة من صور الجهاد، دعوة التنظيمات الإسلامية للجهاد وبيان الأحكام الشرعية المتصلة بها، ومفهوم دار الإسلام ودار الكفر بين الفقه والتاريخ ومفهوم الدولة المعاصرة، وقانون الحرب والسلم في ميزان الشريعة الإسلامية، والمعاهدات الدولية بين المسلمين وغير المسلمين وآثارها والتزاماتها الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وآدابه في الفقه الإسلامي وتقنينه بنظام الحسبة والشرطة، والتكفير وضوابطه الشرعية ومخاطره الدينية وآثاره الاجتماعية، واستخدامه مبرراً للقتل في نهج الجماعات ا لإرهابية والمتطرفة، وغيرها من الشبهات الأخرى . واقع الأمة الحالي مأزوم وأشار رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف إلى أن الواقع يتفق جميعنا أنه واقع مأزوم ومشحون بأسوأ مظاهر التطرف والعنف الطائفي والانتماءات الحزبية المتنافرة للأسف وذلك يستدعي بذل جهود علمية ثقافية إعلامية مكثفة ومساعدة للجهود السياسية التي تبذلها القيادات الحكيمة والصديقة وتعززها. ولفت الكعبي إلى عقد الهيئة عددا من اللقاءات في الدول الشقيقة والصديقة ووقعت عددا من الاتفاقيات للتعاون والتنسيق بشأنها مع مشيخة الأزهر، وعدد من وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية، لتبادل الدراسات ونتائج المؤتمرات لتطويقها، وتجفيف منابعها. وأوضح الكعبي أنه قبيل دخول شهر رمضان المبارك، دعت الهيئة جميع الوعاظ والواعظات على مستوى إمارات الدولة كافة إلى الملتقى الأول لهم، و كانت التوجيهات الأساسية للوعاظ والواعظات هي الاستفادة من الإيجابيات بنشر كل ما فيه فائدة و حكمة و عظة للمجتمع و للشباب خاصة، و نقد السلبيات والأفكار الخاطئة، والوشايات والإعلانات التي تسيء للدين وللوطن وللمجتمع. وقال:هذه وسائل تواصل عصرية، سريعة وسهلة، وينبغي التعامل معها بجدية ورؤية علمية تنفع ولا تقمع، مشيراً إلى أن تطبيقات الهيئة الذكية معنية بهذه الوسائل، فقد وصل عدد المتعاملين مع الهيئة عبر هذه الوسائل نحو ( 132565) من « تويتر وفيسبوك ويوتيوب والاستغرام »عدا الموقع الالكتروني للهيئة. الارتقاء بالخطاب الديني وأشار الكعبي أن الخطاب الديني له مستويات و درجات، و كثيراً ما يسارع بعضهم خلال الأزمات إلى إلقاء اللوم على الخطاب الديني، اذ التجديد في الخطاب الديني يستدعي ازالة ما علق بهذا الدين من مفاهيم مغلوطة، ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نعيش عصر التكنولوجيا الذكية، فمساجدنا ترتبط بالأذان الحي الموحد عبر الأقمار الصناعية، والمركز الرسمي للإفتاء يستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا في آلية إصدار الفتاوى و اعتمادها، ولدينا الأرشفة الإلكترونية للإصدارات، وكل المعاملات الإدارية والمالية وشاشات المساجد .. وقد حصلت الهيئة على التحول الذكي بنسبة 100 % في خدماتها لتكون في طليعة مؤسسات الدولة في هذا الميدان. وأضاف : إننا في الشكل وفي المضمون نتعامل على مستويات التطور وفق استراتيجية الحكومة الذكية التي تسير عليها قيادتنا الرشيدة . والخطاب الديني متأثر حتماً بهذا التطور العصري، إذ نعيش في دولة وفي مجتمع منفتح على دول العالم قاطبة، وهذا يقتضي أن يكون الخطاب الديني من المرونة والتسامح والمعاصرة متوائماً والحفاظ على ثوابت هذا الدين، وهذا هو جهد العلماء الذين يعايشون الأحداث، ويتفهمون الأسباب والأهداف، وينتجون فقهاً و فكراً هما محتوى الخطاب الديني المتطور المبثوث في المساجد و في المجالس ومؤسسات الدولة و في وسائل الإعلام، والموجه إلى شرائح متعددة في المجتمعات داخلياً وخارجياً، والحكمة تقتضي أن يكون هذا الخطاب ملبياً حاجات المجتمع والدولة والعصر، فيما يسمى بالمصالح الدينية والدنيوية. وفيما يتعلق بمواجهة الفكر المتطرف والمنحرف، قال إن مواجهته بتحصين المساجد ومنابر الإعلام والمنتديات الأخرى، من الغلو فلا مكان لمتطرف في مساجد الدولة، ولامساحة للفكر الشاذ في أي مطبوعة من مطبوعات الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وفي أي منهج من مناهج مراكز تحفيظ القرآن الكريم. كادر 3/ الكعبي «استضافة العلماء» مبادرة عمرها عقود قال الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامه للشؤون الإسلامية والأوقاف: إن مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لاستضافة العلماء من مختلف أنحاء العالم خلال الشهر الفضيل تترجم حرص سموه على ترسيخ مبادئ الدين الحنيف ونشر الوسطية والاعتدال، وهذا نهج صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأصحاب السمو الحكام. وبهذه المناسبة نوجه جزيل الشكر لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، لتوجيهاته ومتابعته اليومية لبرنامج العلماء الضيوف، والتي تقوم بتنفيذه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وفق خطة منهجية تسعى لإبراز أهم الأبحاث والموضوعات الجديدة والمناسبة للتوعية والتي تفيد الناس، وتزيد من ثقافتهم خلال شهر رمضان المبارك. وهذه المبادرة استمرار لنهج القائد المؤسس الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، حيث وجّه «رحمه الله » باستضافة نخبة من العلماء والقراء، لإحياء ليالي رمضان بالعلم والحكمة والتلاوات القرآنية التي تزيد من روحانيات هذا الشهر، وهكذا صارت هذه المكرمة من عام 1972 م إلى يومنا هذا تحظى باهتمام صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» والشيوخ كافة، ومجتمع الإمارات من مواطنين ومقيمين، لما في هذه المكرمة من تلاقي الأفكار والخبرات ومتابعة المستجدات التي يستفيد منها الناس، وخاصة أن شهر رمضان هو شهر مدارسة القرآن وعلومه وعلوم السنة النبوية الشريفة. كادر 2 / الكعبي 5500 مسجد في الدولة أكد الدكتور محمد مطر الكعبي أن المساجد تحظى باهتمام بارز من القيادة الرشيدة وأبناء الإمارات الخيِّرين. ولذلك تعمل الهيئة العامة للشؤون الإسلامية و الأوقاف مع البلديات والمؤسسات الأخرى ، لجعل كافة مدن ومناطق الإمارات متكاملة في كل ما من شأنه إسعاد الناس، وسعادتهم في بناء مساجد بأرقى النماذج المعمارية و تجهيزها بأحدث ما يلزمها، وقد تجاوز عدد المساجد في الدولة (5500) مسجد والمتوقع أن تتسلم الهيئة في هذا العام أكثر من 200 مسجد جار العمل في إنشائها وبمختلف إمارات الدولة. وأشار إلى أن مراكز تحفيظ القرآن الكريم انتشرت في إمارات الدولة، وأصبح عددها (75) مركزاً، بزيادة (8) مراكز عن العام السابق، ونخطط لزيادة (10) مراكز أخرى في فروع الهيئة لهذا العام، إذ عدد المنتسبين عام 2015 م (35680) والمتوقع في عام 2016 م أن يتجاوز العدد (37000) منتسباً. كادر 1 / الكعبي تعيين الخطباء والوعاظ المواطنين أوضح الكعبي أن الهيئة في هذا المجال الخاص بتعيين الخطباء والوعاظ المواطنين تعمل على محورين، الأول محور دعوة أصحاب الكفاءات من الموظفين المواطنين للعمل لدى الهيئة بوظيفة إمام أو خطيب و بأجر مناسب بحسب مؤهلات الموظف جامعي : (7000درهم )، ماجستير : (8000درهم)، دكتوراه : (9000درهم) وقد استقبلت الهيئة العشرات من هذه الشرائح , و فتحت لهم مركزين للتدريب و تطوير المهارات في العين و في رأس الخيمة. والمحور الثاني محور الانتساب إلى جامعة محمد الخامس – أبو ظبي – للدراسة الإسلامية الجامعية والماجستير والدكتوراة، وقد تخرج العشرات منهم من الذكور والإناث، ودخلوا ميدان العمل مباشرة : وعاظاً وواعظات، وخطباء، ومحاضرين ومحاضرات، والهيئة مستمرة في استراتيجيتها، والتحفيز المادي والمعنوي، لاجتذاب الراغبين منهم للتوظيف في الهيئة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©