الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارتكاب المحرمات ذل في الدنيا وعذاب في الآخرة

16 يوليو 2014 00:42
أحمد شعبان (القاهرة) المعصية تورث الوحشة بين الإنسان وربه، وتجعل سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق. ويقول الدكتور أحمد صبري - أستاذ القراءات بجامعة الأزهر: ورد أمر من رب العزة لنبيه - صلى الله عليه وسلم - في القرآن الكريم ببيان المحرمات للمؤمنين قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ، وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة الأنعام: الآيات 151 - 153».يأمر الله عز وجل نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول لهؤلاء الذين يتبعون الهوى فيما يحرمون ويحلون لأنفسهم ولسائر الناس أيضاً بما للرسول من الرسالة العامة أن يأتوا إليه، ويقبلوا عليه ليتلو ويقرأ عليهم ما حرم ربه عليهم، فيما أوحاه إليه من العلم الصحيح وحق اليقين، فإن الله عز وجل وحده هو الذي له حق التحريم والتشريع، وإنما النبي - صلى الله عليه وسلم - مبلغ عنه بإذنه أرسله لذلك وعلمه ما لم يكن يعلم وأيده بالآيات البينات، وقد خص التحريم بالذكر من الجهل والضلال وعبادة الأصنام، وباقي الآثام، مثل الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وما ظهر نهي عن جميع أنواع الفواحش وهي المعاصي، وما بطن ما عقد عليه القلب من المخالفة، وألا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئاً. ضيق العيش والمحرمات تؤدي إلى المعصية التي تورث الوحشة بين الإنسان وربه وبين الإنسان والناس لقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى* قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا)، «سورة طه الآيتان 124 - 125»، أي من خالف أمر الله عز وجل وما أنزله على رسوله وأعرض عنه، فإن له معيشة ضنكا في الدنيا، فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره، فيظل الإنسان في قلق وحيرة وشك من كثرة المعاصي، أما العمل الحسن والبعد عن المعاصي، فله ميزات كبيرة، كما أوردها عبدالله بن عباس، حيث قال: إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق. والمعاصي والذنوب وانتشار المنكرات والمحرمات ابتليت بها مجتمعاتنا، قال الله تعالى في كتابه العزيز: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)، «سورة العنكبوت: الآية 40»، وهذه المعاصي لها أضرار على القلوب في الدنيا والآخرة وهذه الذنوب منها كبائر ومنها صغائر كما جاء في القرآن والسنة النبوية المشرفة قال تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)، «سورة النساء: الآية 31»، وجاء في حديث ابن مسعود أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قلت: إن ذلك لعظيم ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» قلت ثم أي؟ قال: «أن تزني بحليلة جارك».المحرمات والله تعالى غفور رحيم وشديد العقاب للعاصي قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 98»، وقال تعالى محذراً من معصية نبيه: (... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، «سورة النور: الآية 63»، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «إياكم ومحقرات الذنوب كقوم نزلوا في بطن واد، فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه»، وقال أنس - رضي الله عنه: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات. والمحرمات تؤثر على الناس، فمعصية واحدة كانت سبباً لهزيمة الصحابة في معركة أحد عندما أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ألا ينزلوا من الجبل، فعصوه ونزلوا، فقتل 70 ومعصية واحدة كانت سبباً في دخول امرأة النار، كما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©