الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضربة البرق مثل طرفة العين

ضربة البرق مثل طرفة العين
16 يوليو 2014 00:41
أحمد محمد (القاهرة) ظلت ظاهرة البرق حدثاً مخيفاً ومحيراً للعلماء على مدى قرون طويلة، ونُسجت الأساطير الكثيرة حول منشأ البرق وتأثيراته، فكل حضارة كانت تنظر إلى هذه الظاهرة على أنها حدث مقدس يرتبط بالآلهة، وكل حضارة كانت تحاول إعطاء تفسير لهذا الحدث المرعب. وظل الحديث عن البرق مرتبطاً بالخرافات لآلاف السنين، وفي الزمن الذي عاش فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، في القرن السابع الميلادي لم يكن لأحد علم بالعمليات الدقيقة التي تحدث داخل البرق، ولكن الذي لا ينطق عن الهوى تحدث عن هذه العمليات بكلمات قليلة في قوله: «ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين». والبرق عبارة عن وميض من الضوء يحدث نتيجة عمليات الشحن الكهربي في الغلاف الجوي، هذه الشحنات متوالية تبلغ المدة الزمنية للشحنة الواحدة منها اثنين من العشرة آلاف من الثانية، وتتراوح شدة تياره من بضعة آلاف إلى نحو مئة ألف أمبير، ومتوسط الجهد الكهربائي يصل إلى مئة ألف فولت، وضربات البرق ما هي إلا تفريغ للكهرباء الموجودة على الغيوم، فلذلك يعمل كصمام أمان، لأن هذه الشحنات العملاقة إذا زادت كثيراً، فإنها تؤدي إلى تكهرب الجو بكامله، تماماً. ولكن أجهزة التصوير كانت بطيئة وبقيت العمليات الدقيقة التي ترافق ظاهرة البرق مجهولة حتى الستينيات من القرن العشرين، حيث تطورت التجارب وازداد الاهتمام بها لتجنب صدمات البرق التي تتعرض لها المراكب الفضائية والطائرات والمنشآت الصناعية، وقد أمكن استخدام التصوير السريع والمراكب الفضائية والرادارات والحاسوب لمعالجة ودراسة البيانات التي قدمتها مختبرات مراقبة البرق. مرحلتان وفي الحديث إعجاز عن كون البرق، له مرحلتان، الأولى، وهي غير مرئية لسرعتها المذهلة من الغيوم إلى الأرض، والثانية التي نراها هي من الأرض إلى الغيوم، وإن هذا الحديث من أوضح الإعجازات العلمية، صريح لا جدال فيه، قد علم صلى الله عليه وسلم، بأن البرق لا ينزل من السماء للأرض فقط، إنما أيضاً يعود إلى الغيمة، ومن المحال أن يرى أي شخص مرور البرق ورجوعه بالعين المجردة لسرعته العالية، لهذا فإن الحديث الشريف ينطوي على معجزة علمية في قول الرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه: «ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين»، حيث تبين التطابق الكامل بين الكلام النبوي، وما كشفه العلماء من عمليات معقدة ودقيقة تحدث في ومضة البرق. فقد تحدث صلى الله عليه وسلم عن أطوار البرق بدقة مذهلة، بل وحدد زمنها أيضاً، وربما نذهل إذا علمنا أن الزمن اللازم لضربة البرق هو الزمن ذاته اللازم لطرفة العين، فالزمن اللازم لكل طور من أطوار البرق يقدر بأجزاء من الألف من الثانية، وبالطبع لا تستطيع العين أن تحلل المعلومات القادمة إليها خلال زمن كهذا، وهذا يثبت أن الرسول يحدثنا عن أشياء لم نتمكن من رؤيتها إلا بأجهزة التصوير المتطورة، والتي تلتقط أكثر من ألف صورة في الثانية. أطوار عدة حيث اكتشف العلماء أن البرق يتألف من عدة أطوار، أهمها طور المرور وطور الرجوع، وأن زمن ومضة البرق هو 25 ميلي ثانية هو زمن طرفة العين نفسه، وأن البرق إذا وقع قريباً جداً من الإنسان فإنه يصيبه بالعمى الدائم أو المؤقت خلال جزء صغير من الثانية، وقد تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن أطوار البرق بدقة مذهلة بقوله، «يمر ويرجع» خلال طرفة العين، فأخبر النبي بهذه الحقيقة العلمية الدقيقة، وفي هذه الكلمات معجزة علمية شديدة الوضوح، خصوصاً أن العلماء يستخدمون الكلمة النبوية نفسها من خلال تعبيرهم عن طوري المرور والرجوع. وتوصل العلماء إلى حقائق يقينية ثابتة حول هذه الظاهرة التي ظلت مستعصية الفهم لقرون طويلة، وفي السنوات القليلة الماضية استطاعوا فهم الخطوط العريضة لهندسة البرق والعمليات الفيزيائية الأساسية التي تحدث خلاله، وقد استطاعوا أخيراً بفضل التصوير فائق السرعة والمعالجة الرقمية للبيانات أن يثبتوا أن ومضة البرق الواحدة قد تتألف من ضربات عدة، وكل ضربة تتألف من مراحل أو أطوار عدة، وقد تم قياس الأزمنة لكل مرحلة بدقة كبيرة، ورؤية هذه المراحل، ولم يتحقق هذا إلا في نهاية القرن العشرين، وبداية القرن الحادي والعشرين، بينما تحدث الرسول الأعظم عليه صلوات الله وسلامه عن يوم القيامة، ومرور الناس على الصراط، وعن سرعة مرور كل منهم حسب عمله في الدنيا، فأحسنهم عملاً هو أسرعهم مروراً على الصراط، قال صلى الله عليه وسلم: «فيمر أولكم كالبرق»، فتضمن الحديث إشارة واضحة لتحرك البرق ومروره وأنه يسير بسرعة محددة، وليس كما كان يظن ويعتقد بأن البرق يسير بلمح البصر ولا وجود لأي زمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©