الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خلود السويدي: خلال دراستي بلندن.. افتقدت أجواء شهر رمضان والأعياد

خلود السويدي: خلال دراستي بلندن.. افتقدت أجواء شهر رمضان والأعياد
16 يوليو 2014 00:40
الغربة مصحوبة عادة ببعض المصاعب ومشاعر الحنين إلى الوطن لدى أي إنسان، غير أن هذه المشاعر تتضاعف بالنسبة للمرأة التي تعيش في بيئة شديدة المحافظة، ثم تقرر السفر بمفردها إلى ما وراء البحار للحصول على أعلى الشهادات العلمية، تلبية لخدمة الوطن، هذه التجربة خاضتها الدكتورة خلود خلفان السويدي التي قضت سنوات بعيدا عن أحضان الوطن، خلال دراستها في جامعة «أبردين» باسكتلندا لنيل درجة الدكتوراه في الرعاية الصحية الأولية. وتحمل خلال هذه المرحلة الكثير من الذكريات الرمضانية الجميلة والمواقف الطريفة، تستعرضها في هذا الحوار. أحمد السعداوي (أبوظبي) تقول الدكتورة خلود السويدي، التي تشغل حالياً مدير إدارة الصحة المدرسية بمنطقة دبي الطبية، إنها ذهبت إلى المملكة المتحدة وسعت إلى استكمال الدراسات العليا بعد أن حصلت على بكالوريوس الطب من جامعة الإمارات ضمن 20 فتاة كن أول دفعة من أبناء الإمارات في هذه الكلية إلى جانب 10 من الطلاب ضمن 1500 طالب وطالبة تقدموا للالتحاق بأول كلية للطب والعلوم الصحية، وكان ذلك في نهايات القرن الماضي. وتوضح أن قرارها بالسفر إلى الخارج للحصول على شهادة الماجستير ومن بعدها الدكتوراه، جاء تلبية لرغبتها في تطوير قدراتها وطموحها في تحقيق مستوى علمي واجتماعي ومادي أعلى، ولتقديم المزيد في خدمة الوطن، بعد أن عملت طبيبة لعدة سنوات قبل أن تبدأ رحلة الغربة وطلب العلم. رمضان في الغربة وتذكر السويدي أن أول شهر رمضان عاشته في الغربة، حين التحقت لدراسة ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في لندن عام 2001، وفي 2002 تقدمت بموضوع رسالة الدكتوراه وواصلت الدراسة الجادة حتى انتهت منها في العام 2005 بدرجة ممتياز. واعتبرت رسالتها من الدراسات المتميزة كونها اختارت موضوعاً نابعا من أعماق البيئة الإماراتية التي نشأت فيها، يتركز حول السمنة في دولة الإمارات. وتسترجع السويدي شريط الذكريات باسمة، فتقول: «كان رمضان الأول في اسكتلندا هو الأغرب على الإطلاق، كونها المرة الأولى التي اضطر إلى الحياة في دولة أجنبية بمفردي، وكان الصيام حينها يبدأ من السادسة صباحا تقريبا والإفطار في الثالثة، في حين كان ينتهي دوام الجامعة في الخامسة، ومع أن عدد ساعات الصيام قليل جداً، إلا أن كسر الصيام وتناول الإفطار كان دوما مغامرة طريفة أقوم فيها بتناول قطعة من الشيكولاتة أو التمر أثناء المحاضرة من دون أن يشعر المحاضر بذلك. وبعد انتهاء المحاضرة كانت تذهب للبحث عن أحد المحال الصغيرة التي مازالت فاتحة أبوابها للجمهور، كون أغلب المحال والمطاعم هناك تغلق أبوابها الساعة الخامسة لانقضاء وقت الغذاء في تمام الساعة الثانية، حيث تتناول طعاما خفيفا مثل العصائر والأطعمة الجافة وغيرها من المأكولات البعيدة تماما عن أنواع الأطعمة الشهية التي نعرفها في منطقتنا العربية خاصة في شهر رمضان. مسؤولية الأسرة والوطن وتوضح أن هذا العناء في الحصول على طعام شهي واجهته في بداية بعثتها، حيث كانت تقيم في أحد الفنادق، ولكن بعد فترة من الوقت استطاعت أن تحصل على سكن أكبر حجماً سمح باستقبال الزوج وأبنائها الأربعة في زيارات متقطعة، ليقضوا معها بعض الوقت خلال رحلة الدراسة، فيخففون من وطأة الشعور بالغربة، ولكن في المقابل كان الشعور بالمسؤولية تجاه وطنها وزوجها وأبنائها الطلاب في مراحل التعليم المختلفة يزداد كونهم أيضا ضحوا بكثير من حقوقهم الأسرية والاجتماعية أثناء غيابها عن البيت، وهذا ضاعف مسؤوليتها تجاه وطنها. وتوضح السويدي أنه حتى عندما كانت تستقبل أسرتها في سكنها هناك، كانت تقضي معهم وقتا قصيرا وتصطحبهم بعد العودة من الجامعة إلى نزهة سريعة ثم العودة إلى المنزل، وتقوم بتشغيل بعض برامج الرسوم المتحركة لأبنائها لتتفرغ لمتابعة بحثها والتكليفات التي يطلبها البروفيسور المشرف على رسالتها للدكتوراه. في هذا الإطار تلفت السويدي إلى أن مستوى تحصيلها العلمي آنذاك كان مرضيا إلى أقصى حد بالنسبة للمشرف على رسالة الدكتوراه الخاصة بها، كونها وضعت نصب أعينها من البداية موضوع الدراسة والأهداف المرجوة من وراء الدراسة، واعتبر البحث من البحوث المتميزة في بريطانيا التي حازت تقديرا كبيرا من جانب إدارة الجامعة بخاصة وأنها انجزتها خلال 3 سنوات وهو زمن قياسي جدا في أوقات الحصول على مثل هذه الشهادات العلمية العليا. أجواء صعبة وتعود السويدي إلى أجواء رمضان خلال سنوات الغربة واصفة إياها، بأنها كانت صعبة خاصة في الفترة الأولى حيث كان زملاؤها غير عرب يعيشون حياتهم بالشكل المعتاد، ولم تكن تعرف معالم المدينة التي تسكن بها، فكانت كل حركتها تقتصر على المسافة بين الجامعة إلى الفندق، إلى أن تعرفت على صديقة إماراتية في العام التالي من الغربة ثم بعض الزميلات من جنسيات عربية، مما أسهمن في التخفيف من حدة الشعور بالوحدة، غير ان صعوبة موضوع الدكتوراه الذي استلزم منها مراجعة أكثر من 300 كتاب علمي مهم، لم يعطها وقت كاف للالتقاء بهؤلاء الصديقات، التي كانت أحيانا تشاركهن بعض الأطباق الإماراتية التي تفننت في صنعها مثل المكبوس واللقيمات والثريد والمرقوقة. وتؤكد السويدي أنه خلال سنوات الغربة لم يكن لم تشعر بأجواء شهر رمضان أو الأعياد الإسلامية أو مظاهر الاحتفاء الكبيرة بالشهر الكريم في عالمنا الإسلامي. لجنة مكافحة السمنة وبعد الحصول على الدكتوراه، حرصت الدكتورة خلود السويدي على تكوين لجنة لمكافحة السمنة في منطقة دبي، مشيرة إلى أنها تطمح إلى إنشاء مركز لمكافحة السمنة في الإمارات، ليكون مركزا بحثيا وعلاجيا على أعلى المستويات، يعالج مشكلات السمنة ويضع برامج لتخفيف الأوزان والتقليل من الأخطار الناجمة عن السمنة. حادثة مميتة «بعد تخرجها في كلية الطب والعلوم الصحية عملت دكتورة خلود عدة سنوات طبيبة نساء وولادة، وكان العمل مرهقاً ويمتد بعض الأوقات إلى 30 ساعة متواصلة، ما كان يسبب لها قدرا كبيرا من الشعور بالإجهاد، وبالتالي عدم القدرة على التركيز، ما تسبب لها في حادث سيارة خطير كاد يودي بحياتها، فكان ذلك من المحطات المهمة في حياتها، حيث قررت على إثرها ترك مجال النساء والولادة والتركيز على حقل الرعاية الصحية كونه أشمل ويستهدف أغلب شرائح المجتمع، كما أن طبيعة العمل به لا تستلزم كل هذا الوقت المتواصل، الذي ربما يؤثر أيضا على حقوق بيتها وأسرتها. موقف غريب «من المواقف الغريبة التي صادفت الدكتور خلود السويدي في رمضان في أثناء زيارة أسرتها خلال الدراسة بالمملكة المتحدة، أنها استقلت مترو لندن، ولكن الأبواب أغلقت قبل أن يكمل باقي أفراد الأسرة الصعود للمترو، وكان ذلك قبل انتشار الهاتف المحمول، فلم يكن هناك بد من التعامل معهم بلغة الإشارة من خلف الأبواب الزجاجية حتى يلتقي أفراد الأسرة في المحطة التالية. إضاءة تشغل دكتورة خلود السويدي عديداً من المناصب المهمة تعكس مكانتها العلمية ونجاحها في تأكيد مكانة المرأة الإماراتية بالمجتمع المحلي والعالمي، ومن تلك المناصب، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الاسلامي لرياضة المرأة، رئيس لجنة الطب الرياضي بالاتحاد، المنسقة الصحية للأولمبياد الخاص الإماراتي، نائب رئيس لجنة الطب الرياضي باللجنة الأولمبية الوطنية، كما سبق أن تولت أمانة سر الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة. وشاركت في حضور العديد من الندوات والمؤتمرات الخارجية، ونالت بعض الجوائز والأوسمة التقديرية لجهودها في الأبحاث العلمية ومجال رياضة المرأة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©