الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حانت ساعة الحقيقة أمام ميسي «الأرجنتيني»

حانت ساعة الحقيقة أمام ميسي «الأرجنتيني»
30 يونيو 2011 23:22
رغم كونه النجم الذي يسعى أي مدرب في العالم إلى ضمه لفريقه واللاعب الذي يخشاه كل المنافسين، ما زال نجم كرة القدم الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي خارج إطار العظماء في بلاده، وما زالت الشكوك تحيط بنجاحه في قيادة “راقصي التانجو” إلى الإنجاز الذي طال انتظاره. ولا يختلف اثنان في كل أنحاء العالم، باستثناء الأرجنتين، على أن ميسي “24 عاماً” نجم هجوم برشلونة الإسباني هو أفضل لاعب كرة قدم في العالم حالياً، خاصة أن عروض وإنجازات اللاعب مع ناديه تتحدث عن نفسها، ومن الصعب على لاعب في مثل سنه أن يكررها، ولكن المشجعين في الأرجنتين التي تحتل المركز الثامن بين جميع دول العالم، من حيث المساحة يرون ميسي بشكل مختلف، حيث يعتبرونه أقل كثيراً من نجوم سبقته، ونجوم أخرى تعاصره حالياً، بعدما فشل اللاعب حتى الآن في قيادة المنتخب الأرجنتيني (راقصو التانجو) إلى أي إنجاز. والأكثر من ذلك أن أعداداً كبيرة من أنصار التانجو يرون ميسي أقل كثيراً من لاعبين على شاكلة خوان رومان ريكيلمي؛ ولذلك أصبحت بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية “كوبا أميركا” هي ساعة الحقيقة بالنسبة لميسي “الأرجنتيني”. وقاد ميسي فريق برشلونة إلى العديد من الألقاب في المواسم القليلة الماضية، ومنها لقب الدوري الإسباني في المواسم الثلاثة الماضية على التوالي ولقبان في دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الثلاثة الأخيرة أيضاً، كما أحرز اللاعب لقب أفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين وتوج هدافاً لدوري أبطال أوروبا في المواسم الثلاثة الماضية. ولكن ميسي يحتاج إلى نقل هذا النجاح من إسبانيا وأوروبا إلى بوينس آيرس وبقية المدن الأرجنتينية التي ستستضيف فعاليات كوبا أميركا 2011، ويحتاج إلى أن يخرج من الظل، ويسطع تحت سماء بلاده ليقود التانجو الأرجنتيني إلى أول لقب منذ 18 عاماً. ويواجه ميسي خلال هذه البطولة تحدياً ثلاثياً، حيث يحتاج إلى التخلص من الجدب الذي أصاب التانجو الأرجنتيني على مدار 18 عاماً، وأن يفوز باللقب الذي لم يسبق لمواطنه الأسطورة دييجو مارادونا أن توج به، وأن يقضي على الشكوك التي سيطرت على مشجعي الأرجنتين، خاصة أن هذا البلد يتميز دائماً بعشقه وحماسه الشديدين تجاه الساحرة المستديرة. وكان ميسي ضحية للعديد من الاتهامات في الأرجنتين خلال الفترة الماضية، حيث كان أبرزها على سبيل المثال أنه “لا يشعر بهذا القميص” الذي يرتديه مع المنتخب الأرجنتيني في إشارة إلى أنه يعيش بعيداً عن بلاده منذ سنوات طويلة، ومنذ أن كان صبياً صغيراً. لكن المقربين من ميسي والمتابعين له في مدينة برشلونة يدركون خطأ هذا الاتهام، حيث يرون دائماً اشتياقه لبلاده ورغبته في إسعاد جماهير التانجو حتى أنه يقول: “لو استطعت لنقلت روساريو إلى برشلونة” في إشارة إلى مدينة روساريو الأرجنتينية التي ولد ونشأ فيها قبل السفر لإسبانيا. كما بدا اللاعب مستاءً بشدة في عام 2009 بعد الحملة التي تعرض لها بأن مستواه وعروضه الرائعة مع برشلونة على النقيض تماماً من عروضه مع المنتخب الأرجنتيني في تصفيات كأس العالم 2010. وتطورت الأوضاع من سيئ إلى أسوأ بعدما سقط ميسي مع المنتخب الأرجنتيني بقيادة مديره الفني السابق مارادونا في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، حيث خرج الفريق صفر اليدين من البطولة بهزيمة ثقيلة ومدوية صفر - 4 أمام المنتخب الألماني في دور الثمانية للبطولة التي فشل ميسي في هز الشباك خلالها. والآن يملك ميسي الفرصة للرد على هذه الاتهامات والثأر لنفسه ولموهبته عندما يخوض فعاليات كوبا أميركا 2011 تحت قيادة المدير الفني الجديد للمنتخب الأرجنتيني سيرخيو باتيستا الذي سعى في الفترة الماضية إلى إجراء عدة تغييرات على طريقة أداء الفريق لجعله مشابها لأداء برشلونة، أملاً في أن يساعد ذلك ميسي على اكتشاف نفسه وسط راقصي التانجو. وقال ميسي: “حالفني الحظ في الفوز بجميع الألقاب مع برشلونة، وكذلك بالجوائز الشخصية، والآن أصبح هدفي هو اللعب وقيادة المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كوبا أميركا”. ويحتاج ميسي إلى الفوز بهذا اللقب أكثر من أي لقب آخر وذلك حتى يكسب قلوب المشجعين في بلده والتي ما زالت تسيطر عليها الأسطورة “المارادونية” بعدما تألق مارادونا كلاعب في الثمانينيات من القرن الماضي وقاد التانجو للفوز بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك. وما زال كاهل ميسي مثقلاً حتى الآن بالنجاح السابق لمواطنه مارادونا ولكنه يستطيع أن يزيح عن كاهله جزءاً كبيراً من هذا العبء إذا نجح في قيادة التانجو الأرجنتيني للقب القاري خلال الشهر الجاري، خاصة أن مارادونا سبق له المشاركة في ثلاث بطولات لكوبا أميركا، ولكنه لم يحمل كأس البطولة في أي منها. وكان أكبر إخفاق لمارادونا في كوبا أميركا عندما استضافت الأرجنتين فعالياتها في عام 1987 بعد عام واحد فقط من العروض الرائعة التي قدمها مارادونا في طريقه للتتويج بلقب كأس العالم 1986. ولكن المنتخب الأرجنتيني حقق فوزاً وحيداً في هذه البطولة وسقط أمام منتخب أوروجواي في الدور قبل النهائي، ثم أمام نظيره الكولومبي في مباراة تحديد المركز الثالث.
المصدر: بوينس آيرس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©