الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تجاهل التفكير في العادات السيئة يسهل الإقلاع عنها

تجاهل التفكير في العادات السيئة يسهل الإقلاع عنها
27 سبتمبر 2010 21:46
عندما تقرر التوقف عن فعل شيء تحبه فإنك قد تبتعد عنه وتهرب منه، لكنك لا تستطيع طرد خيالاته وهواجسه من ذهنك وشرنقات أفكارك. وفي الحقيقة، كلما حاولت قمع أفكارك وثني ذهنك عن التفكير في فعل شيء ما، وجدت خواطره طريقها إلى أعماق عقلك الباطن وظلت خامدة تحت رماد لاشعورك قابلة للانبعاث والخروج بمجرد أن تسنح لها الفرصة لذلك. كما أن قهرك لفكرة سلوك تقتنع به وتحب القيام به يجعلك تشعر بازدراء نفسك وتعيش نوعاً من الانفصام. “قمع الشخص لأفكاره” في العدد الأخير من مجلة “العلوم النفسية” نُشرت خلاصات دراسة جديدة حول المدخنين. فقد قامت ثلاثة فرق بحث مكونة من علماء النفس من جامعة لندن وجامعة هيرتفوردشاير في بريطانيا وباحثين آخرين باستكشاف آثار “قمع الشخص لأفكاره”، أي عمله على تفادي التفكير في فعل شيء أو الرغبة في شيء بشكل متعمد. وخلافاً لما قد يعتقد البعض، لا يعني عدم تفكيرنا في شيء ما أو شخص ما أننا سننساه أو أن أذهاننا ستساير ذلك وتجاريه وتمتثل له. فاستراتيجية الرقابة الذاتية التي نمارسها مع أفكارنا تجعل هذه الأفكار تراودنا بشكل متكرر أكثر وليس أقل فيما نرغب في نسيانه أو تجنب التفكير فيه. التفكير في التدخين تابع الباحثون عادة تدخين السجائر في مجموعة تتكون من 85 مدخناً طوال فترة ثلاثة أسابيع متواصلة، لم يكن أي منهم يفكر في الكف عن التدخين ولا طُلب منه الإقلاع عنه. وانقسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات. وفي بداية الأسبوع الثاني طُلب من إحدى المجموعات التفكير في تدخين ما يشاؤون وقدر ما يستطيعون. أما أفراد المجموعة الثانية، فقد طُلب منهم تجنب التفكير في التدخين، إذ وُجه إليهم التوجيه الآتي “إذا راودتكم أفكار حول التدخين، فحاولوا قمعها أو طردها من أذهانكم”. وفيما يخص المجموعة الثالثة - مجموعة المراقبة - فقد طُلب من أعضائها فقط تسجيل عدد السجائر التي يدخنونها يومياً ومستويات الضغط لديهم. التفكير والسلوك في الأسبوع الثالث، طُلب من أفراد المجموعات الثلاث العودة إلى وضعهم الطبيعي في التفكير والسلوك، وسُجل عدد السجائر الذي يدخنونه يومياً وحجم تدخينهم. فلاحظ الباحثون انخفاض عدد السجائر المدخن لدى أفراد مجموعة “الأفكار المقموعة” خلال الأسبوع الثاني، إذ لوحظ عليهم تدخين عدد أكبر بكثير من السجائر مما دخنه أفراد المجموعتين الأخريين، وبحجم أكثر مما كانوا يدخنونه في بداية الأسبوع الأول. وخلال الأسبوع الثاني أيضاً، سُجل لدى أفراد مجموعة “الأفكار المقموعة” ارتفاع معدلات الضغط وعدم الارتياح. هذا في حين أن أفراد المجموعتين الأخريين لم يُسجَل لديهم أي تغير في أعداد السجائر التي دخنوها أو مستويات ضغطهم. رقابة فاشلة يقول العالم النفساني والمشرف على هذه الدراسة جيمس إيرسكين: “إن نتائج هذا البحث كشفت عن وجود تداعيات واضحة على الأفراد الذين يسعون إلى الإقلاع عن بعض العادات والسلوكيات مثل التدخين والأكل بشراهة أو شرب الكحول أو الجنس أو الإفراط في غيرها من السلوكيات. فإذا حاول الإنسان تجنب التفكير في شيء يرغب في الإقلاع عنه، فإن ذلك يأتي في الحقيقة بنتيجة عكسية ويؤدي إلى زيادة السلوك المرغوب في تركه بشكل متواتر ومتواصل، وبالتالي فإن سلك هذا السبيل لتحقيق الرقابة الذاتية غالباً ما تبوء بالفشل”. تغيير المنهج يلجأ عدد من الناس حول العالم إلى الاشتراك في مدرسة “حاول التفكير في أمر آخر” للنجاح في الإقلاع عن عادة سيئة ما، لكن هذه الدراسة أكدت أن تركيز التفكير في الأشياء التي لا نرغب فيها بشكل منتظم يأتي بمفعول عكسي، وهو ما يدعو، حسب توصية إيرسكين، إلى اتباع طريقة أخرى تقوم على التعايش مع هذه الأفكار بطريقة عادية وعدم السماح لها بشغل حيز كبير من تفكيرنا أو أن تصبح هاجساً يُسيطر على أذهاننا. عن “لوس أنجلوس تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©