الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حصة لوتاه: حديقة منزلي تمنحني متعة الإحساس بالفصول الأربعة

حصة لوتاه: حديقة منزلي تمنحني متعة الإحساس بالفصول الأربعة
27 سبتمبر 2010 21:36
على الرغم من انشغالها بأعمالها المكتبية والبحوث العلمية تحرص الدكتورة حصة لوتاه على العناية بحديقتها التي تفتقدها كثيراً عند سفرها. فتحاول جاهدة أن تعوض تقصيرها بتحسس احتياجات نباتاتها من خلال عواطف وجملة من الإحساس التي تتبادلها معها. في مكان من منطقة الممزر، وعلى مقربة من البحر الذي يداعب المكان بنسيمه العليل، والشوارع التي بدت مزدانة بردائها الأخضر الجميل، يقع منزل د. حصة لوتاه، القابع في أحضان حديقة مبهجة تصطف مجموعة من الأشجار الشاهقة المتباينة التي بدت كحارس يقف بمحاذاة الأسوار ليحتضن مجموعة من النباتات التي شكلت بها بيئة المكان، وفي مدخل الحديقة تستقبل الزائر مجموعة من الفخاريات التي ركنت بهدوء عند مدخل البوابة وقد حملت أكاليل من الزهور اليانعة. حول أهمية الحديقة ووجودها في ساحة المنزل تقول لوتاه “أصبحت الحدائق في وقتنا الحالي من الأساسيات المهمة التي لا بد أن توجد في ساحة المنزل، فهي تخلق أبعاداً جمالية وفنية وبيئة لتفريغ الضغوطات والطاقات السلبية الناتجة عن ظروف الحياة وما يعتري المرء من أحداث في حياته اليومية، فما أن تقع العين على المساحة الخضراء من المكان حتى يخالج المرء أحساس بالهدوء والراحة والاسترخاء، بالإضافة إلى أن النباتات تمنحنا أحساساً بدورة الحياة والفصول ونقطة التجديد في الحياة، وأجد نفسي جزءاً من هذه الحديقة التي انتقيت نباتاتها وأشجارها لأشكل بها ملامح حديقتي البسيطة في مظهرها ولكنها غنية في تفاصيلها”. وتضيف “أتعامل مع النبات ككائن حي يختزن في طياته مجموعة من الأحاسيس والمشاعر التي لا تختلف عنا نحن كبشر، فالأحاسيس المتبادلة بين المرء والنباتات ستنعكس بطبيعة الحال على الطرفين واعتناء الإنسان بالنبات يظهر تدريجياً على النبات فهو ينمو ويزدهر، في حين أن إهمال النباتات يتسبب بتساقط أوراقه وظهور علامات التعب والضعف عليه”. وتتابع لوتاه “أميل إلى اقتناء الأشجار المثمــرة التي تكافئنا بثمارها بعد عناء الصبر والاهتمام والرعاية لها، فمن الجميل أن يحظى المرء ببعــض نتاج حديقته، فعندما أقوم باقتطاف بعض الثمار من حديقتي، سرعان ما يتســلل إلى نفسي شــعور بالبهجة والفرحة، على الرغــم من محدودية النباتـات المثمرة التي تنمو في بيئتنا، إلا أن مشــاهدة ولو حبات من الثمار يعني لي الكثير ومن الأشجار التي حظيت بتذوق ثمـــارها الشـيكو، والليمــون والموز”. جلسة دائرية في وسط حديقة منزل لوتاه تقبع جلسة دائرية خشبية تعلوها مظلة من المادة نفسها على شكل هرم، وتتوسط هذه الجلسة نافورة صغيرة خماسية الأضلاع، فتمنح المكان طابعاً شرقياً دافئاً. ولأثاث الحدائق أهمية بالغة في رسم ملامح المكان وخلق أجواء ساحرة بين ثنايا الحدائق المنزلية، فهي المكان الذي يلجأ إليه المرء بغية البحث عن الاسترخاء والهدوء والتمتع بجمال كل قطعة في الحديقة، بعيداً عن الضوضاء والتوتر، فما أن يستلقى عليها حتى يذوب في رحابها ويحلق بين ثناياها على إيقاع خرير الماء وشدو العصافير وهبوب النسيم الذي يداعب الزهور لتنشر عبقها في أرجاء المكان، إلى ذلك، تقول لوتاه “وجود الجلسة في الحديقة تعني لي الكثير، فدائماً ما أجد راحتي ومتعتي في الحديقة، نظراً لكونها تمنحني الإحساس بالهدوء والبهجة والاستمتاع بالحياة. ونظراً لكونها تبهج النفس وتعيد إلى الأذهان ذكريات طوتها الأيام حول طبيعة المنازل القديمة التي نجد في تفاصيل بنائها نوعاً من الحميمية والدفء وترابط الأفراد بشكل أقوى؛ فكل شيء مختلف من حيث الجلوس في أحضان الحديقة وتجاذب أطراف الحديث مع الصديقات حتى ارتشاف فنجان من القهوة له لذة مختلفة”، مشيرة إلى أن الترويح عن النفس أمر ضروري لتفريغ الشحنات السلبية التي عادة ما تتولد من ضغوط الحياة ومن طبيعة المساكن المغلقة التي تترسب فيها هذه الشحنات ما ينعكس سلباً على نفسية الإنسان”. نباتات داخلية الأمر لا ينتهي عند الحديقة الخارجية التي تجد فيها لوتاه متعتها، وبل استكملتها بالنباتات الداخلية التي كان لها حضور بين ثنايا منزلها، تقول إن “النباتات الداخلية هي بمثابة طاقة مشعة تضئ أركان وزوايا المنزل، فلا يمكن أن تطأ أقدامنا عتبة الدار من دون أن يأسرنا حضورها وسحرها بردائها الأخضر التي تتناغم مع مفردات الديكور لتقدم صورة حية تنطق بالجمال، وهذه النباتات سحرها لا يقل عن مفردات الديكور الداخلي، فهي تضفي لمسات جمالية على المكان. وما يزعجني عندما أجد نباتات اصطناعية قد شغلت أجزاء بعض المنازل فبقدر ما تمنح النباتات الداخلية إحساساً بالحياة نجد أن النباتات الاصطناعية تعطي أحساساً بالجمود”. وللحفاظ على جمال وجاذبية النباتات الداخلية، تقول لوتاه “لابد أن نتذكر دائماً أن هناك احتياجات أساسية لاستمرارية نمو النباتات، منها التربة الجيدة، والإناء المناسب والري السليم، والضوء الكافي، والهواء النقي، ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة، وكلها عوامل مهمة يجب مراعاتها على أن يعامل كل نبات حسب متطلباته واحتياجاته، وفي أحيان كثيرة ربما يصعب علينا فهم احتياجاتها فتكون النتيجة ضعفها وظهور بعض الآثار غير المستحبة، كتساقط أوراقها أو حتى تهدل أورقها. وهذا بالفعل ما يحزن. في النهاية عبرنا عن سعادتنا بهذه الجولة بصحبة د . حصة لوتاه في رحاب حديقتها، حيث لمسنا فيها مدي تعلقها وارتباطها بهذه المساحة الخضراء. تأثير الحديقة الإيجابي تقول الدكتور حصة لوتاه “نظراً لأهمية عنصر الحديقة وتأثيرها الإيجابي على الأفراد، فقد تبين من خلال دراسة قامت بها بعض الدول الأوروبية لمجموعة من السكان الذين يقبعون في شقق ومبانٍ مسلحة تفتقر إلى وجود فناء كمتنفس لقاطنيه، الأمر الذي انعكس سلباً على نفسيتهم وباتوا يعانون ضيقاً وتوتراً، ما دفع ألمانيا للسماح لبعض الأسر بأخذ مساحة صغيرة على جانب النهر لينشئوا فيها حديقتهم ويستمتعوا بها، لكنْ يحظر النوم فيها، فهذا الأمر بطبيعة الحال كان له مردود إيجابي على نفسية السكان”. لا للمواد الكيميائية تبين حصة لوتاه أن “زراعة شتلات من الثمار في المنزل يمكن المرء من التحكم في مواصفات هذه الثمار، بحيث تكون عضوية وخالية من أي كيماويات، وهذا ما أحرص عليه، فأمنع كل أشكال السموم من دخول المنزل، حتى إذا تعرضت النبتة لأي آفة فلا أعالجها بمواد كيميائية، بل أقدم لها علاجاً طبيعياً، مثلا أمزج مسحوق الفلفل والثوم وأقوم برش الأشجار للتخلص من الحشرات والديدان التي قد تتلف الأشجار أو استخدم الشريش (النيم)، وهو نوع من النبات يستخدم كمبيد طبيعي في مكافحة الآفات الحشرية والمرضية من خلال استخلاص المادة الفعالة الموجودة في بذور النيم، وهذا بدوره يحافظ على صحة البيئة من التلوث الذي قد تسببه الملوثات الكيميائية، وهذه الشجرة من الأشجار التي يفضل زراعتها في المنزل، فعدا عن كونها تمنع الآفات، فهي أيضاً تمنح الظلال الباردة، ومن بين الأشجار التي تتشكل بها تفاصيل حديقتي شجرة الموز وشجرة النارجيل التي تقف في محاذاة الجدار في خط مستقيم، وهي من الأشجار التي تمنح المكان تفاصيل جمالية خاصة”
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©