كلمة السر دوتشلاند

تفاجات كثيرا بالتحول الحاصل في المجتمع الالماني بمختلف شرائحه وفئاته فالدولة التي طالما التصقت بها صفات الخشونة والصلابة في تعاملهم والافكار المتطرفة في سياساتهم تحولت هذه الايام الى وداعة وحسن معاشرة واستقبال لائق ··وبعد ان كان الالمان اكثر المتعصبين للغتهم ويرفضون التعامل بغيرها تغير الاحوال في المونديال واصبح الصغير والكبير ويتقن الانجليزية على الاقل ويسعد بارشاد كل سائح او من يطلب معلومة ·
واكثر ما دفع الامان الى الانفتاح وتقبل الاخرين هو احتضان بلادهم لحدث رياضي هو الاول في العالم ويشد انظار الكبير والصغير ··حيث تحولت المانيا الى عاصمة عالمية ليس في كرة القدم فقط بل اعلاميا وثقافيا وحتى سياسيا تشد انظار كل العالم اليها ·وما لاحظته في المانيا هو حرص شعبها على انجاح الحدث والسعي لجعل المونديال بمثابة واجهة مشرفة لدولتهم ولن اتحدث عن المسؤولين وبروتوكولات الاستقبال والحفاوة وانما ساتحدث عن الجماهير من عامة الناس وفي الشوارع بالذات ·حيث لا يحس الاجنبي بالغربة للحظة من اللحظات وهو يتجول في شوارع ميونخ حتى ولو كان لونه واو شكله يدل على انه ليس المانيا ،حيث بامكانك ان تنضم الى اية مجموعة من المشجعين وان تهتف وترقص معهم دون ان يلتفت اليك احد ·كما ان رابطات المجشعين لمختلف المنتخبات المشاركة في المونديال لم تجد من الامان سوى المشاركة في التشجيع حيث سرعان ما ينضم الالمان الى مسيرات الفرح بالشوارع ويرفعون اعلامهم ويشاركون الجميع الرقص والفرح ·كما لا يجب ان تستغرب اذا عانق مشجع او مشجعة بعد فوز منتخب المانيا وانت في الشارع لانه يريد ببساطة ان يحتفل معك بالفرحة دون ان يعرفك ··ولن تسمع منه سوى كلمة 'دوتشلاند ' أي المانيا ··وكم عانقنا من مشجعين امس الاول بعد فوز المانيا على بولندا عندما وقفنا في الساحة نتابع ما يجري · وحتى عندما حاولنا مداعبة بعض الجماهير وهتفنا باسم بولندا لم نرى من المشجعين والمشجعات سوى ابتسامة عريضة اعقبتها كلمة ' دوتشلاند ' ليستمروا في فرحتهم·
م· ر