الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محطات العداء القطري لدول مجلس التعاون الخليجي

محطات العداء القطري لدول مجلس التعاون الخليجي
22 أكتوبر 2017 19:05
طه حسيب (أبوظبي) انطلقت يوم الخميس الماضي فعاليات منتدى الاتحاد الثاني عشر، الذي جاء تحت عنوان «دول مجلس التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب»، وعلى مدار أربع جلسات، وبحضور كوكبة من الباحثين والمتخصصين في العلوم السياسية و الكُتّاب والمفكرين، قدم المشاركون 11 ورقة عمل، إضافة إلى تعقيبات ومداخلات الضيوف. بعد السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، انتقلت الكلمة إلى حامد المعشني، مذيع أول بمركز الأخبار في أبوظبي للإعلام، الذي رحّب بالمشاركين في المنتدى، وأشار إلى أن صحيفة &rdquoالاتحاد&rdquo تحتفل ُ هذه الأيام بالذكرى الثامنة والأربعين لصدور أول أعدادها، وتحديداً في يوم 20 أكتوبر 1969.. وأضاف أن الجريدة دأبت منذ عام 2006 على تنظيم منتدى سنوي لتسليط الضوء على قضيةٍ راهنةٍ تهم وطننا ومنطقتنا العربية. المشعني نوّه إلى أن محور النقاش في المنتدى الثاني عشر يأتي بعنوان «دول مجلس التعاون الخليجي ومكافحة الإرهاب»، ويعرض المشاركون التحديات الراهنة التي يتعين على دول الخليج مواجهتها، خاصة مخاطر دعم الإرهاب والتطرف والأجندات التفكيكية في المنطقة، وحجم انخراط النظام القطري في دعم تنظيمات إرهابية وحركات متطرفة في المنطقة العربية، وفي داخل دول مجلس التعاون الخليجي. ودعا المعشني الحضور لمشاهدة مقطع فيديو قصير حول موضوع المنتدى، يتطرق إلى نشأة مجلس التعاون في 25 مايو عام 1981 بأهداف أهمها تحقيق التكامل بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتِها. تدشينُ المجلسِ جاءَ انعكاساً لمشتركاتٍ خَليْجِيّةٍ بينَ دولهِ السِّتِ، وهذا يتطلبُ مواجهةَ التحديات المحيطةِ بدوله، خاصة بعد «الثورة الإسلامية» في إيران، ومحاولة طهران تفعيلَ مبدأ»تصديرِ الثورة».. محتويات مقطع الفيديو لفتت الانتباه إلى أن التحدي الآن يأتي من داخل المجلسِ، فمنذُ عام 1995 وإلى الآن يغردُّ النظام القطريُّ خارج السِّرْب الخليجي، ويَتحالفُ مع قوىً معاديةٍ للمنطقة، وجَعَلَ الدوحةَ موطئَ قدمٍ للإرهابيّين، واستغلَّ وسائلَ إعلامٍ في بثِّ الفِتنة بكافّة صُورها، ولذلك كان ما قامت به الإمارات والسعودية والبحرين ومصر من قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية مع قطر وإغلاق الحدود معها الإجراءَ الطبيعي لمنع تصديرِ الشرّ لشعوبِ المنطقة. لحظة الحقيقة وبعد نهاية الفيديو، ألقى سعادة الدكتور علي بن تميم مدير عام أبوظبي للإعلام كلمة أكد في مستهلها، أن مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس في الخامس والعشرين من مايو عام 1981 يقف الآن أمام لحظة الحقيقة، فالأطر القانونية والمواثيق الناظمة للتنسيق والتعاون والتكامل داخل المجلس، لم تمنع النظام القطري عن التغريد خارج السرب الخليجي. وأشار بن تميم إلى أن هذا النظام يواصل سياساته الضارة بدول المجلس وأيضاً بالأمن القومي العربي.. فمن تكريس الإعلام الأيديولوجي الكاذب إلى دعم الميليشيات الإرهابية وتيارات الفكر الظلامي، إلى الارتماء في حضن الطامعين والمتآمرين، يعصف نظام «الحمدين» بمواثيق التضامن الخليجي، ويقف بسلوكه وتوجهاته بعيداً عن المظلة الخليجية، بل يقترب من معسكر الخصوم. واستنتج بن تميم في كلمته أنه لم يعد مقبولاً السكوت على دعم الإرهاب أو تمويله، أو استغلال الدين لتبريره وتمويله عبر جمعيات زائفة ودعاةٍ مزيفين، لم يعد مسموحاً أن يتقنّع الإرهاب بالخطاب الديني، أو أن يمارس الإرهابيون أنشطتهم باسم القضايا العادلة، ولم تعد هذه الازدواجية مقبولة. وانتقلت الكلمة لمحمد الحمادي المدير التنفيذي للتحرير والنشر، رئيس تحرير جريدة الاتحاد، وأكد خلالها أن الثورة الإيرانية التي سبقت تدشين مجلس التعاون الخليجي كان من المهم التصدي لمشروعها، ومواجهتها، وكان مطلوباً وجود تكتل لمواجهة هذه الثورة، كي تحمي دول مجلس التعاون الخليجي نفسها من هذا الخطر. أهداف المقاطعة وقال الحمادي: اليوم نحن بحاجة إلى أن نتحاور لأن هناك دولة خليجية هي قطر التي أصبحت شريكاً للنظام الإيراني، ولم تستح من وصف إيران بالدولة «شريفة»،، ولطالما طالبت قطر دول المجلس بالحوار مع طهران، علماً بأن الأخيرة هي التي تغلق نوافذ وأبواب الحوار في وجه دول الخليج. أهداف المقاطعة تتلخص في نقطتين..أولاهما أن الدول الأربع تريد من قطر التوقف عن دعم الإرهاب وإيواء الإرهابيين. وثانيتهما التوقف عن التدخل في شؤون الدول العربية. وأشار الحمادي إلى أن كل القيادات الخليجية والدول الأربع يريدون نهاية لهذه الأزمة، لكن لا بد من وضع النقاط فوق الحروف. وقال الحمادي: كنت أتمنى أن نجتمع اليوم والأزمة القطرية قد انتهت، لكن الأزمة ربما تحتاج وقتاً أطول، خاصة في ظل وجود من يراهن على تفكيك مجلس التعاون الخليجي. وحسب الحمادي، هناك أيضاً من يعتبر الأزمة الراهنة سحابة صيف ستنتهي، لكن من الواضح أنها أحدثت شرخاً بين دول الخليج، ومن المأمول ألا تتأثر الشعوب الخليجية بها. ملء الفراغ والتحدي الإيراني الجلسة الأولى من المنتدى جاءت تحت بعنوان «مجلس التعاون الخليجي ..وقفة مع ظروف النشأة»، وأدارها الأكاديمي الإماراتي د. سلطان محمد النعيمي، والذي أشار إلى أن المجلس تم تدشينه عام 1981 من أجل قراءة مشتركة للتحديات الخليجية، لكن الأمور تغيرت خاصة عندما تقوم قطر، وهي دولة عضو في المجلس بدعم الإرهاب. وانتقلت الكلمة للدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية، ليقدم ورقة بعنوان «نشأة المجلس تزامنت مع مواجهة نفوذ إيران بعد ثورة الخميني»، واستهلها بالقول، إنه منذ أعلنت بريطانيا عن نيتها الانسحاب من شرق السويس عام 1967، انهمك المسؤولون في الخليج في التهيئة لشؤون استقلالهم ومَنَعة بلدانهم؛ بمعزل عن الحماية البريطانية. وأشار السيد إلى أن المخاوف الخليجية يمكن تصنيفها إلى شقين: استغلال إيران للانسحاب البريطاني من أجل بسط نفوذها وسيطرتها، ونشوب نزاعات داخلية على الحدود. ومن بين مشاورات ومقترحات التجمع والاتحاد نجح التقارب بين أبوظبي ودبي، والإمارات الخمس الأُخرى، والذي أُقيمت بنتيجته دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1971. لكن ذلك لم ينه الحديث عن الفراغ الذي أحدثه الانسحاب البريطاني، ثم حدثت الثورة الإسلامية في إيران(1978-1979)، والتي جاء في دستورها الطموح إلى تصدير الثورة إلى دول الجوار، ويتمثل في اتجاه الجمهورية الجديدة لاستثارة الأقليات الشيعية في الخليج ضد السلطات. وقد شعر العراق بالخطر أيضاً، واندلعت الحرب العزاقية- الإيرانية عام 1980. وهكذا فقد اجتمعت هذه الأسباب كلها، لتجعل إقامة صيغةٍ من صِيَغ التعاوُن ضرورةً تخفف من حدة الفراغ من جهة، وتتصدى للطموحات الإيرانية. ملفات التكامل الأربعة ويرى السيد أن مسيرة التكامل الاقتصادي في المجلس شملت ملفات أربعة: السوق الحرة، والاتحاد الجمركي، والاتحاد النقدي، والسوق الخليجية المشتركة، هناك ملفات شهدت تقدماً في بعضها مثل الاتحاد الجمركي، والأسواق الحرة، والسوق المشتركة. لم يحدث تقدم في ملف الاتحاد النقدي. وهناك أسباب بعضها موضوعي مثل التفاوت في النظم والقوانين والمعايير والمقاييس مما يصعب معها الوصول إلى توحد اقتصادي معتبر. وهناك أسباب يتعلق بعضها بتمسك كل دولةٍ بسيادتها على مواردها وصادراتها.. وإصرار كل دولة على عقد اتفاقياتٍ ثنائية مع دول العالم أو الإقليم دون العودة لنظم مجلس التعاون وضوابطه. وهناك الأسباب السياسية والاستراتيجية للدول الخليجية المنوية في المجلس، والتي تختلف تقديراتها لمصالحها الاقتصادية والأمنية والاستراتيجية؛ مثلما يحصل الآن في حالة قطر. بيد أنّ الملاحظات الإيجابية التي لا يمكن تجاهلها الحراك الكبير الحاصل على مستويي الأعمال والتواصل الاجتماعي والثقافي. إذ يقدّر الباحثون الحراك السنوي(2010 مثلاً) بين السكان والبلدان للأعمال والسياحة والثقافة والتواصل بحدود العشرين مليون. وهناك المزيد من التوحد في الثقافة وطرائق العيش والقيم الأخلاقية والدينية. وهذا النزوع نحو الاندماج لا يوقفُه شيء. إنّ التهديد الأكبر لدول الخليج بل وللدول العربية الأُخرى، يأتي بالطبع وبعد العام 2003 بالذات من إيران. فَحَرسها الثوري، والميليشيات الموالية لها مثل «حزب الله»، وميليشيات طائفية أُخرى تنتشر في العراق وسوريا ولبنان. ولديها تنظيمات سرية وظاهرة تابعة لها في البحرين والكويت واليمن. وهناك القوة الصاروخية الإيرانية، والتهديد البحري في مضيق هرمز وما وراءه والخطر النووي الكامن. وهناك الخطر الأمني المتمثل في الأيديولوجيا الثورية والطائفية والمذهبية، والتي تنتجها إيران وتغلغلت في بعض المجتمعات العربية، وتهدد الدول بالانقسام والتشرذم مثلما يحصل في لبنان والبحرين واليمن والعراق وسوريا. نجاح اجتماعي- اقتصادي وخرج السيد بخلاصة تتمثل في أن تجربة مجلس التعاوُن الخليجي حقّقت نجاحات اجتماعية وثقافية واقتصادية لا يمكنُ نُكرانها. لكنّ المجلس لم يحقق نجاحاً مهماً في المجال العسكري والأمني. هناك جيشان قويان ولله الحمد في المملكة وفي دولة الإمارات. لكنّ مؤسسة المجلس لم تصنع شيئاً يُذكر بعد الإعلان عن درع الجزيرة عام 1983. ويرجع ذلك لثلاثة أسباب: عدم اقتناع بعض دول المجلس وعدم سعيها للوصول إلى مفهومٍ مشتركٍ للأمن والتعاون. وتعاظُم الأخطار على هذه الواحة من الاستقرار والرفاه، وارتباط مصالح عالمية بها؛ بحيث وجدت الدول الخليجية نفسها، وبعد حوالى الأربعين عاماً على ظهور فكرة المجلس، ما تزال مضطرةً للاعتماد في أمنها على الدول العظمى والولايات المتحدة في طليعتها. والسبب الثالث: عدم قدرة العرب أو دول الجامعة العربية على تكوين قوة عربية ضاربة لتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك التي مضى على إقرارها أكثر من نصف قرن. وحاول السيد تفسير سبب تعثر مساعي التكامل الخليجي اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً، قائلاً، إن بعض الدول الخليجية لديها حساسيات تتعلق بسيادتها، وسعت إلى إقامة تحالفات عسكرية وأمنية مع قوى كبرى. ويرى السيد أن مسألة السيادة هي ذريعة، فليس هناك مساس بالسيادة إذا كانت هناك قوة عسكرية مشتركة ولها قرار مشترك. منطق العناد الاستراتيجي وانتقلت الكلمة إلى الكاتب والباحث السعودي عبد الله بن بجاد العتيبي، الذي قدم ورقة بعنوان «قطر تتحالف مع إيران لاختراق المجلس وتقويض دعائمه، واستهلها بالقول، إن المقاطعة بدأت في 5 يونيو من الدول الأربع، منذ عام 1981 وحتى 1995، كانت قطر دولة خليجية ضمن إطار المجلس، لكن منذ 1995 اتبعت الدوحة استراتيجية معادية لكل دول المجلس. وأشار العتيبي إلى أن المقاطعة التي أعلنتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر كان المفترض منها أن تدفع قطر نحو حل في اتجاه العودة إلى الفضاء الخليجي، لكن يبدو أن النظام القطري يتحرك وفق منطق العناد الاستراتيجي. ويرى العتيبي أن المشكلة ليست في الخبر الذي بثته وكالة الأنباء القطرية، بل في سياسات النظام القطري التي دفعت الدول الأربع إلى التحرك لردع هذا النظام. القمة الأميركية &ndash العربية &ndash الإسلامية التي شارك فيها أكثر من 50 دولة أسفرت عن قرارات مهمة ضد الإرهاب، وأكدت استراتيجية جديدة ضده، لكن قطر لا تريد ذلك، فهي تدعم ميليشيات شيعية إرهابية في العراق وسوريا بالاتفاق مع النظام الإيراني. ولدى العتيبي قناعة بوجود ثلاثة مشاريع كبرى في المنطقة: مشروع طائفي إيراني بسياسات معلنة وميليشيات وأحزاب، ومشروع أصولي «إخواني» تركي قطري من أجل تسليم الحكم لجماعات الإسلام السياسي،والمشروع العربي المعتدل، وتقوده السعودية والإمارات ومصر، وهي ?مشاريع ?متضادة ?لا ?يمكن ?الجمع ?بينها، ?وقد ?انحازت ?قطر ?بكل ?وضوحٍ ?للمشروعين ?المعاديين، ?الطائفي ?والأصولي، والأدلة على ذلك ?لا ?تحصى. محطات متتالية من العداء وسرد العتيبي لمحطات مهمة في تاريخ عداء النظام القطري لدول مجلس التعاون، أولها: الفترة من ?1995إلى 2000، وهي ?مرحلة ?نهاية ?التسعينات، ?حيث ?استغلت ?الخلاف ?الذي ?نشأ ?حينذاك ?بين ?إحدى ?الشركات ?السعودية ?وقناة «?بي ?بي ?سي» ?العربية ?على ?خلفية ?استضافة ?بعض ?المعارضين ?السياسيين، ?فقامت ?باستقطاب ?الغالبية ?العظمى ?من ?الإعلاميين ?الُمسرحيين ?من ?تلك ?القناة، ?وأنشأت ?قناة «?الجزيرة» ?الإخبارية ?التي ?كان ?أحد ?أهم ?ثوابت ?خطابها ?السياسي ?والإعلامي، ?هو ?الهجوم ?على ?سياسات ?دول ?الخليج ?واستهداف ?أمنها ?وقياداتها ?بطريقة ?فجة ?وغير ?مألوفة ?في ?العلاقات ?الثنائية ?بين ?الدول ?الشقيقة ?في ?مجلس ?التعاون ?الخليجي، ?وكذلك ?استهداف ?الدول ?العربية ?الشقيقة ?في ?الجامعة ?العربية، ?مع ?استقطابٍ ?واعٍ ?لكل ?جماعات ?رموز ?الإسلام ?السياسي ?لم ?يكن ?ظاهراً ?الهدف ?منه ?حينذاك، ?وقد ?شنّت ?تلك ?القناة ?حملة ?إعلامية ?ودينية ?ضد ?وجود ?القوّات ?الأميركية ?في ?دول ?الخليج، ?بالتعاون ?مع ?رموز ?الإسلام ?السياسي ?في ?السعودية ?وتنظيم ?»القاعدة»، ?ومن ?ثم ?منحت ?قطر ?تلك ?القوّات ?أكبر ?قاعدة ?عسكرية ?في ?الشرق ?الأوسط، ?وافتتحت ?مكتباً ?تجارياً ?لإسرائيل ?في ?الدوحة. ومن 2002 إلى 2005 طورت الدوحة علاقاتها مع «الإخوان» ومع تنظيم «القاعدة»، حيث كانت الدوحة محطة ثانية للمنتمين للتنظيم. والمرحلة من 2005-2010 كانت المنطقة منقسمة إلى محورين: محور الاعتدال ومحور الممانعة، وانضمت الدوحة للأخير، مع إيران. في 2006 ذهب أمير قطر إلى جنوب لبنان لدعم «حزب الله»، ودعمت الدوحة «حماس» للانشقاق عن السلطة الفلسطينية. وفي «الربيع العربي»، أشار العتيبي إلى أن السعودية والإمارات دعمت الاستقرار في المنطقة العربية، لكن الدوحة دعمت استمرار الفوضى والدمار والخراب في أكثر من مكان: في لبنان وتونس ومصر واليمن. وهاجمت عُمان والكويت، لم تترك بلداً إلا ودعمت التخريب فيه. أخلاق المستعمر ويواصل العتيبي سرده لتفاصيل سياسة قطر العدائية ضد دول مجلس التعاون والدول العربية عموماً، ففي 2012 انتشت قطر بصعود «الإخوان» في مصر، وبعد سقوط حكم «الإخوان» كان هناك دعم سعودي-إماراتي لاستعادة الدولة المصرية لكن قطر زادت إصراراً على دعم «الإخوان» في مصر. لم تلتزم قطر بأي تعهد وقعت عليه لوقف دعم الإرهاب وخلايا إيران. ويتساءل العتيبي: أين اتجه النظام القطري بعد المقاطعة؟ اتجه نحو العناد الاستراتيجي، ورفض التعاون مع دول الخليج، ورفض التوقف عن الغدر. أما في الداخل القطري، فقد اتجه نظام «الحمدين» إلى سجن العشرات وجمدت أموال الشيخ عبدالله آل ثاني والشيخ سلطان بن سحيم. وقامت بسحب الجنسيات عن عدد كبير من القطريين ومن القبائل، وسبق أن هجّر كثيرين قسراً. والسؤال: هل يسعى النظام القطري لتغيير الشعب القطري؟ وأكد العتيبي أن النظام القطري يلعب على المتناقضات: استضافة قاعدة عسكرية أميركية وفي الوقت نفسه التعاون مع الحرس الثوري. العتيبي شبّه ما ينتهجه النظام القطري من سياسات بـ«أخلاق المستعمر»، فهو يستعين بالأجنبي ضد أبناء شعبه. وحسب العتيبي، لم تترك القيادة القطرية أي فرصة للمصالحة إلا وأفشلتها، هي أجهضت مساعي أمير الكويت للمصالحة ولم تقدر القيادة القطرية الدور الكويتي. وحذر العتيبي من الطابور الخامس الذي يجنده النظم القطري، حيث اشترى الكثير من الذمم، وتحالف ودعم التيارات المعادية لدول الخليج سواء تيارات ناصرية أو يسارية أو فوضوية أو إسلام سياسي، ويشتري مفكرين وإعلاميين، ومؤسسات خيرية، ودور نشر وجميعهم انخرطوا في الأجندة التآمرية ضد دول الخليج. وعلى ضوء هذا كله، لا بد من وقفة، لابد من حماية الأوطان من خطر هؤلاء. هناك حرب تسريبات وضمن هذا الإطار التآمر على السعودية والبحرين. لا يوجد حل مع قطر إلا من خلال استجابتها للمطالب المطروحة من الدول الأربع. وانتقلت الكلمة لمدير الجلسة الأولى، د. سلطان النعيمي، الذي قدّم د. عبد الحق عزوزي، الأكاديمي المغربي كمعقب على ورقتي الجلسة الأولى. واستهل عزوزي مداخلته بشكر الاتحاد على ما تقدمه من دعم فكري دائم يتمثل في المنتدى كفعالية سنوية فكرية. واستنتج عزوزي أنه من الصعب الوصول إلى طفرة تنموية دون الانضواء في تكتلات إقليمية، وينبغي وضع إطار مـؤسسي للتكتلات من أجل احتواء المشكلات. وحاول عزوزي التركيز على نموذج الاتحاد الأوروبي كتكتل إقليمي استطاع التغلب على كثير من المشكلات ، الاتحاد مكون من 28 دولة، وألمانيا وفرنسا يقودان سفينة الاتحاد باستراتيجية خارقة للعادة. ويؤكد عزوزي أن الإمارات والسعودية هما بحق اليوم من الدول المحورية سواء في إطار مجلس التعاون الخليجي أو جامعة الدول العربية. ويرى عزوزي أن دول الخليج لا يمكن أن تحقق القوة العسكرية الاستراتيجية إلا بالاستناد إلى دول عربية أخرى كما حاولت القيام به في مسألة التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، الذي أعلنت عنه المملكة العربية السعودية، وهو يختلف عن تشكيل «القوة العربية المشتركة»، فالأول يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما «القوة العربية المشتركة» فهي تتعامل مع التحديات، التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي نطاق الدول العربية، ويجب مأسسة تلك المنظومات لتكون ناجعة. دول الاتحاد الأوروبي لديها لغات متعددة تجعل المترجمين في الاجتماعات أكبر من مندوبي الدول الأعضاء، لكن هناك اتفاقاً على أطر مشتركة. دول الاتحاد الأوروبي رفضت انفصال كتالونيا عن إسبانيا. الأزمات لا تحل بمعالجة نتائجها بل بأسبابها. مداخلات الحضور واستهل الأكاديمي الموريتاني د. السيد ولد أباه، مداخلات الجلسة الأولى بتساؤل مؤداه: مجلس التعاون الخليجي ارتبط وجوده بالخطر الإيراني، لكن هناك دولاً من داخل المجلس تحالفت مع إيران وهناك دول معادية لإيران وأخرى محايدة في هذه المسألة. فهل هناك مجلس تعاون خليجي جديد غير المجلس القائم الآن؟ ويطرح د. بهجت قرني، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية بالقاهرة تساؤلاً مؤداه: بعد مرور 36 سنة من تدشين المجلس نجد أن إنجازات متواضعة، فلماذا؟ ويقول: إذا كان الجزء الأكبر لنجاح أي تكتل هو استمراره وهذا يعتمد على وجود أجهزة لتسوية النزاع، فما هي الوسائل المنيعة في مجلس التعاون لتسوية النزاعات؟ أما د. إبراهيم البحراوي أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس، فيقول: يبدو أن تنظيمات الإرهاب السُنية و جماعات الإرهاب الشيعية يتنافسان على المنطقة، فكيف تجمع قطر بين متناقضات التعاون مع هذين الطرفين؟ ويضيف البحراوي سؤالاً جديداً: الولايات المتحدة وأوروبا الغربية لم تأخدا موقفاً صريحاً مع الدول الأربع، والسبب هو الاستثمارات القطرية في الغرب، فلماذا لايتم استخدام سلاح الاستثمارات للضغط على الغرب كي يدرك حقيقة السياسات القطرية؟ وقدم أستاذ العلاقات الدولية والمتخصص في الشؤون الآسيوية د. عبدالله المدني، مداخلة أكد خلالها أن الدولتين الوحيدتين المحوريتين اللتين دعمتا البحرين هما السعودية والإمارات، أما عُمان فلم تشارك.. وقطر شاركت من أجل التجسس، والكويت تعللت بالدستور والبرلمان ولم تشارك وأرسلت في النهاية قطعاً بحرية لم يكن لها أي تأثير على مجريات الداخل البحريني. ويرى الكاتب والصحفي الجزائري خالد عمر بن ققه: إنه لابد من التعمق في القراءة الخليجية &ndash الخليجية لمجلس التعاون، وهل هناك تفكير في المستقبل لايجاد أطر سياسية جديدة للشكل في مجلس التعاون الخليجي؟ وانتقلت الكلمة للدكتور رضوان السيد، مشيراً إلى أنه لا توجد مناقشات صريحة قبل 2011 حول الدور القطري. الدوحة استضافت القرضاوي منذ مدة طويلة، ومنذ أيام مبارك كان هناك استغاثة من خطر النظام القطري، وكنا في لبنان في 2007 نتساءل: ماذا فعلنا لقطر كي تتصرف على هذا النحو؟ النظام القطري قام بدعم «حزب الله» مباشرة بالأموال ولم يقدم الدعم للحكومة اللبنانية. ويقول السيد: قبل الأزمة القطرية كان مجلس التعاون الخليجي هو التكتل الإقليمي الوحيد المتبقي في المنطقة العربية. وجاء دور عبدالله بن بجاد العتيبي، للرد على التساؤلات، مؤكداً أن المهمة الكبرى الآن هي تطوير قراءات جديدة للإسلام، لأن حجم الخلل ظهر في الإرهاب، ولابد من إيجاد تصور جديد يسحب البساط من الجماعات الدينية التي تسعى للتأثير على البسطاء. وهو يرى أن قطر تدعم إرهاباً سنياً وشيعياً في الوقت نفسه، هي تستغل كل طرف من أجل تحقيق أهدافها فهي حرّضت على القاعدة الأميركية في السعودية لكي يتم استضافتها في وقت لاحق داخل قطر. وأكد العتيبي أن قطر تريد التحالف مع إيران وتوصيل رسالة أن الإسلام السياسي هو البديل للأنظمة القائمة. (تفاصيل الجلسة الثانية تنشر غداً)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©