الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رودريجيز «شعلة مضيئة» في «سماء السامبا»

رودريجيز «شعلة مضيئة» في «سماء السامبا»
15 يوليو 2014 00:57
صحيح أن مشوار كولومبيا في نهائيات مونديال البرازيل 2014 انتهى في الدور ربع النهائي على يد أصحاب الضيافة، لكن «كافيتيروس» قدموا للعالم «شعلة» أضاءت النسخة العشرين من العرس الكروي العالمي متمثلة بخاميس رودريجير الذي دمغ بصمته في «معبد» كرة القدم الجميلة. كان خاميس رودريجير المفاجأة السارة في نهائيات النسخة العشرين، التي أضاف فيها إنجازاً آخر إلى ذلك الذي حققه بقيادة بلاده إلى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها، وهو تتويجه هدافا للبطولة بستة أهداف، إضافة إلى ترشيحه لجائزة أفضل لاعب. دخل خاميس رودريجيز إلى مونديال البرازيل 2014 وهو مغمور بعض الشيء نظرا إلى مغامرته الأوروبية التي قادته أولا إلى بورتو البرتغالي، ثم إلى موناكو الفرنسي الذي كان صاعداً للتو من الدرجة الثانية، لكنه ترك النسخة العشرين، وهو نجم عالمي من الطراز الرفيع جداً. فرض رودريجيز، ابن الثالثة والعشرين، نفسه نجم البطولة بامتياز رغم وجود لاعبين من طراز الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي نيمار، وذلك بعدما قاد كولومبيا لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها قبل أن ينتهي مشوارها على يد البرازيل المضيفة بالخسارة أمامها 1-2. وأبى صانع ألعاب موناكو أن يودع مونديال البرازيل دون أن يترك بصمته في مباراته الأخيرة له في بلاد السامبا، إذ سجل هدفه السادس في مباراته الخامسة في النسخة العشرين، ليصبح بالتالي أول لاعب يصل إلى الشباك في المباريات الخمس الأولى منذ أن حقق البرازيلي ريفالدو ذلك عام 2002، علماً بأن الفرنسي جوست فونتين (1958) والبرازيلي جرزينيو (1970) هما اللاعبان الوحيدان اللذان وصلا إلى الشباك في المباريات الست الأولى في النهائيات. وكان رودريجيز أول لاعب يشارك للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم ويسجل أربعة أهداف في أربع مباريات منذ أن حقق الايطالي كريستيان فييري أربعة أهداف في باكورة مشاركاته في مونديال 1998. لكن رصيده توقف عند ستة أهداف، إلا أن ذلك كان كافيا لكي يدون اسمه بين العظماء. «نشعر بالحزن لأننا أردنا الذهاب أبعد من ذلك في كأس العالم»، هذا ما قاله رودريجيز الذي بكى طويلا بعد نهاية اللقاء الأخير لبلاده في النهائيات ودفع بلاعبي البرازيل دافيد لويز ودانيال ألفيش إلى التوجه نحوه من أجل مواساته، اعترافاً منهما بالنكهة المميزة التي أعطاها لمونديال بلادهما. ولم يكن لويز وألفيش الشخصين الوحيدين اللذين تعاطفا مع رودريجيز، بل إن آلاف الأشخاص من حول العالم بين متخصصين كرويين ولاعبين سابقين ومدربين وجماهير وفنانين عالميين مثل شاكيرا وريهانا أشادوا بهذا اللاعب وبالأداء الرائع الذي قدمه، وحتى إن أحد الصحفيين الإنجليز تمنى لو أن هناك مباريات لتحديد المركزين السادس والثامن من أجل رؤية المزيد من رودريجيز. لقد أثر رودريجيز كثيراً بجميع من تابع كأس العالم في البرازيل بسبب مهاراته الرائعة التي تجسدت بالهدف المذهل الذي سجله في مرمى الأوروجواي في الدور الثاني. وجاء هدف رودريجيز الذي افتتح فيه التسجيل قمة في الروعة عندما استلم الكرة على مشارف المنطقة وظهره للمرمى، فقام بسيطرة موجهة وأطلقها بيسراه اصطدمت بالعارضة وسقطت خلف الخط ممهدا الطريق أمام فريقه لبلوغ الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه. وحسم رودريجيز النتيجة تماماً في مصلحة فريقه بتسجيله الهدف الثاني بعد لعبة مشتركة رائعة. «أريد أن أشكر الشعب الكولومبي لأنه لطالما ساندنا وآمن فينا»، هذا ما أضافه رودريجيز بعد الوداع المؤثر لمونديال البرازيل، مضيفا: «نشعر بالحزن لكننا فخورون أيضاً لأننا قدمنا كل شيء وسنحاول أن نواصل مشوارنا على هذا المنوال». ومن المؤكد أن رودريجيز أنسى الشعب الكولومبي لاعبين مثل كارلوس فالديراما، فاوستينو أسبريا، رينيه هيجويتا أو فريدي رينكون، ومن المتوقع أن يرتقي إلى مستوى نجوم العيار الثقيل في المستقبل القريب كونه يتمتع بكل هذه الموهبة والنضوج الكروي وهو لا يزال في الثانية والعشرين من عمره وسيكون من الصعب على فريقه الحالي موناكو الاحتفاظ بخدماته طويلاً. اعتبر كثيرون أن غياب هداف كولومبيا الخطير راداميل فالكاو سيترك ثغرة كبيرة في خط المقدمة، بيد أن رودريجيز لم ينجح فقط في تعويض غياب زميله في موناكو، بل إنه فرض نفسه كأحد أفضل نجوم نهائيات البرازيل. وبإمكان رودريجيز الافتخار بأنه ساهم بالعودة الموفقة لبلاده إلى العرس الكروي العالمي بعد غيابها عنه لمدة 16 عاماً. (باريس- أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©