الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العالم والمصالحة الفلسطينية «2 - 2»

21 أكتوبر 2017 22:58
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يرى أن المصالحة بين فتح وحماس تجعل السلام أكثر صعوبة، متهماً حركة حماس الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة بتشجيع العنف، مؤكداً ذلك بقوله: «التصالح مع القتلة جزء من المشكلة، وليس جزءاً من الحل. قولوا نعم للسلام ولا للانضمام إلى حماس»، فالحكومة الإسرائيلية المتطرفة تتبنّى منذ قيامها سياسة إدارة الصراع لا حله، ويعتبر نتنياهو من أشدّ المعارضين لخطة الانسحاب الأحادي من غزّة التي قدّمها شارون في حينه، ما اضطره لتقديم استقالته، وكان وزير المالية حينها، وذلك احتجاجاً على الخطة التي تؤمن بإنهاء الصراع، فكيف الآن وهو يرأس الحكومة الإسرائيلية ويشغل منصب أقوى من المنصب السابق، فهل يقبل بعملية تسوية وينسحب من بعض الأراضي المحتلة لتسوية الصراع!!! نتنياهو لا يُجيد إلا فن الإدارة، فهو لا يستطيع اتّخاذ قرارات مصيرية، كما أنه هو من عبّأ الرأي العام الإسرائيلي ضد اتفاق أوسلو معرقلاً أي تقدّم في المفاوضات خلال عشرين عاماً، فهو لم يتخل يوماً عن جوهر إسرائيل العقائدي بتحقيق مشروع إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر، وحكومته تضم غالبية الأحزاب الإسرائيلية اليمينية التي تنادي بإقامة المستعمرات ومصادرة الأراضي والحفاظ على الأمن الإسرائيلي وترحيل الفلسطينيين، فهل يمكن أن تفكر إسرائيل يوماً ما بتكرار تجربة الانسحاب من غزّة مرة أخرى؟ إسرائيل أوهمت العرب بأنها مستعدة لحل الصراع من خلال اتفاق سلام جديد، وهذا ما أشار إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه خلال كلمته المسجّلة في اجتماع مجلس الوزراء الفلسطيني في غزّة، ولكن هل إسرائيل تنوي الانسحاب من أراض فلسطينية أخرى؟ وكيف في ظل الهجمة الاستيطانية المسعورة على أراضي الضفة؟ إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي صراع وجود لا صراع حدود، فلا يمكن التوافق والتعايش بين الطرفين، وهذه الأرض غير قابلة للتقسيم من المنظور الإسرائيلي والفلسطيني. والقيادة الفلسطينية لا تستطيع تحمّل مسؤولية التنازل عن الثوابت وحقوق الفلسطينيين، ليس مخافة من الشعب، بل من لعنة التاريخ. لذلك نأمل من الأطراف الفلسطينية كافة أن تنبذ خلافاتها الهامشية وتتحد تحت ضل الراية الفلسطينية الواحدة للوصول إلى مصالحة كاملة تنقلنا إلى مرحلة البدء بتحقيق الحلم الفلسطيني بإعادة أمجاد دولتنا المحتلة وتحريرها من براثن الصهيونية. نصَّار وديع نصَّار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©