الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصوم أعظم مدرسة تربوية تزكي النفس

28 يونيو 2015 22:00
أحمد محمد (القاهرة) العبادات في الإسلام لها أثر كبير في التهذيب واستقامة السلوك، وتطهير النفس وتزكيتها من الأدران، وإصلاحها وتجديد العودة والإقبال على الله، ولها أثرها في خلق المسلم وصفاء روحه، وحسن أدائه للأعمال، وقد فرض الله صيام شهر رمضان لمصلحة عباده ولتهذيب نفوسهم والارتقاء بهم إلى الكمال البشري، وفي الصيام الامتناع عن المفطرات، وهذا يمرن النفس على خلاف هواها، ويعينها على التغلب على شهواتها، ويهذبها إلى الأخلاق الفاضلة. والغاية العظمى من تشريع العبادات هو تحقيق كمال العبودية لله عز وجل ولا بد أن يظهر هذا في أخلاق المسلم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، فالصوم يهذب النفس، ويسمو بالروح والخلق، يعوّد المسلمين على احترام الوقت والنظام، أعظم مدرسة تربوية تزكي النفس وتطهر القلب وتقوّم السلوك وتنمي الفضائل وتنقي الرذائل. نور العقل يقول الغزالي في الإحياء، رتبة الإنسان فوق رتبة البهائم لقدرته بنور العقل على كسر شهوته ودون رتبة الملائكة لاستيلاء الشهوة عليه وكونه مبتلى بمجاهدتها فكلما انهمك في الشهوات انحط إلى أسفل سافلين، وكلما قمع الشهوات ارتفع إلى أعلى عليين واقترب من ملائكة رب العالمين. فالصيام يثبت للإنسان أنه قادر على قهر نفسه وكبح جماح شهوتها، يمتنع عن الحلال، فمن السهل عليه الامتناع عن الحرام، وهذا منتهى الانتصار على النفس والارتقاء بها، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في دعائه: «اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها». موسم الخير ويؤكد العلماء أن الصيام من الشعائر العظيمة، عبادة لها أكبر الأثر في حياة المسلم ذلك أن رمضان موسم عظيم للخير، تصفو فيه النفوس، وتقترب القلوب من خالقها، ومناسبة عظيمة فيها من المحاسن والبركات ما لا يحصى، نهاره صيام، وليله قيام، يبعث على فضائل الرحمة والشفقة، وللصيام دروس تربوية في الكفاح واحتمال المكاره، وتدرب المسلم على تقوية إرادته، والتحكم في الذات، هذه الأيام الرمضانية المعدودات تصنع الشخصية الناجحة المتكاملة ذات الهمة العالية، صاحبة الأخلاق والقيم الرفيعة. ويعمل رمضان على الارتقاء بالروح بالصيام والجوع والعبادات والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم وتربية الإنسان، ويجعله يخرج عن المألوف، فمن بين مقاصد الصوم تعويد النفس على معالي الأخلاق وتحقيق التوازن الاجتماعي بالتسامح والإقلاع عن الأخلاق الذميمة، لأنها من المفسدات التربوية للصيام . آفات اللسان ويعالج الصيام آفات اللسان، وينمِّي أعظم أخلاق الإسلام وهو الحياء، فالإنسان مكون من جسد وروح، الروح تذكره بمنصبه وغايته ومهمته وهي عبادة الله والخلافة في أرضه، والجسد يجذبه إلى أصله وهي الأرض بكثافتها وتبلدها وثقلها، فإذا ضعف سلطان الروح وملك الجسد زمام الحكم استرسل الإنسان في شهواته ولذاته، فامتنع عليه إصلاح قلبه وتهذيب روحه، لذا وجب القهر للنفس بتقليل الأسباب المقوية لشهوات الجسد. فالمقصود من الصوم انقياد الجسد للروح بأن تتصرف فيه حسب ما أراده الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©