الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ورقة الإنجليزي تمر بهدوء

15 يونيو 2006

السيد سلامة:
يختتم اليوم طلبة الثانوية العامة الأسبوع الثاني من ماراثون امتحانات الثانوية العامة ' الذي لا يوجد له ما يقابله' في النظم التعليمية في العالم من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه إلا الثانوية العامة المبجلة عندنا التي يظل الطالب ' يحرث' في الامتحانات الخاصة بها لمدة تتراوح من 17 إلى 19 يوما يتطلبها جدول زمني يتم تكراره سنويا دون معايير علمية تذكر·
وبالأمس أدى طلبة الثانوية العامة الامتحانات في الورقة الأولى للغة الإنجليزية في القسمين العلمي والأدبي وقد ساد الهدوء اللجان ولم ترد ملاحظات بشأن صعوبة الأسئلة بل على العكس من ذلك فقد خرجت أعداد كبيرة من الطلبة من اللجان قبل نهاية منتصف الوقت المخصص لإنجاز الامتحان، وفي ذلك دلالة على سهولة الامتحان من جهة ومباشرته من جهة أخرى، كما أن الدلالة لا تخلو أيضا من تناسب الامتحان مع مستويات الطلبة، تلك هي القراءة الأولى التي يمكن لنا الوقوف عندها·
دور وسائل الإعلام
وعلى الرغم من إجماع قطاع كبير من الطلبة على سهولة أسئلة الامتحانات أمس إلا أن هذه السهولة لم تجد من يصدقها فتجد من يتصل بوسائل الأعلام، وخاصة الصحف مشتكيا ومدعيا وزاعما أنه على الرغم من سهولة الأسئلة فإن الورقة الامتحانية حفلت بتفاصيل صغيرة أرهقته كطالب وشتت تفكيره، وسببت قلقا كبيرا له· ما يحدث يطرح سؤالا جوهريا يقول:هل شكاوى بعض طلبة الثانوية العامة تعتبر معيارا دقيقا للدلالة على صعوبة أسئلة الامتحانات، وهل ما يبديه بعض هؤلاء الطلبة من ملاحظات بشأن سهولة الامتحانات أو غموضها يحمل المصداقية المطلقة التي يجب أن تأخذ بها اللجان المتخصصة في كونترول الثانوية العامة؟·
ملاحظات جديرة بالدراسة
في هذا الصدد نرصد عددا من الملاحظات في جدلية العلاقة بين شكاوى الطلبة وتعاطى الأعلام معها من جهة وتجاهل ' التربية' لها من جهة أخرى أو بالأحرى التقليل من شأنها، ومن هذه الملاحظات:
1-'احتكار' البعض عملية وضع أسئلة الامتحانات منذ سنوات وهؤلاء بعضهم ' مع التقدير' تجاوز عمره الستين بسنوات، بل إن بعض هؤلاء الموجهين ليست له علاقة قوية بالميدان التربوي، وبالتالي لا يعرف مدى استيعاب الطالب ولا يعرف رؤيته للمادة الدراسية وطبيعة تفاعله معها، وغيرها من العناصر التي يجيب من خلالها قياس قدرات الطالب·
2-وضع الورقة الامتحانية تنفرد به مجموعة قليلة جدا من الموجهين وغالبا ما يجمع هؤلاء نوع من الانسجام يطلق عليه البعض في الميدان ' الشلة' حيث يتم اختيار بعض هؤلاء الموجهين وفقا لمعايير شكلية يتم تزيينها بعبارات من قبيل ' مصلحة العمل، وحاجة العمل، والاهتمام بالمادة العلمية، وأيضا الكفاءة ' وهذه كلها معايير يقيمها السيد الموجه الأول للمادة الدراسية في الوزارة، فهو الذي يحدد من بين الموجهين الميدانيين يستحق هذه الكفاءة ومن لا يستحق وهكذا تأتي الورقة الامتحانية في النهاية من نتاج فكر ' واحد' فإذا كانت سهلة مرت الأمور بسلام وإذا حاول الرجل أن يحتكم إلى المعايير العلمية من حيث التدرج في تصميم الورقة الامتحانية ومراعاة الفروق الفردية بحيث تضم الورقة أسئلة للطالب المتوسط وأخرى للطالب المتفوق وهكذا، وفي غمرة حالة القلق التي دأب بعض الطلبة على قيادتها ضد واضعي أسئلة الامتحانات من خلال وسائل الإعلام وخاصة الصحف ظهرت في المحيط التربوي مصطلحات ' سهل وخفف وياعم كله محصل بعضه'·
3- إن شكاوى الطلبة تعتبر هينة مقارنة بكيدية الشكاوى التي يستخدمها بعض المعلمين بل وبعض الموجهين في الميدان ضد الموجه الأول الذي يضع الامتحان إذ يغذى هؤلاء المعلمون والموجهون الطلبة وخاصة هؤلاء الذين يأخذون عندهم دروسا خصوصية بملاحظات حول غياب المنهجية في وضع ورقة الأسئلة، وطول الوقت وعدم تدريب الطلبة على نماذج الامتحانات، وهنا يدير هؤلاء المعلمون والموجهون ' حربا باردة' مع موجههم الأول في الوزارة ولكن من خلال شكاوى الطلبة والميدان·
4- إن تعاطي بعض وسائل الإعلام مع هذه الشكاوى يفتقر إلى المنهجية ففي الوقت الذي تفرد فيه بعض الصحف صفحات مطولة لشكاوى وملاحظات الطلبة نجد أنها تغفل مجرد الاستماع إلى وجهة نظر الموجه الذي أعد الامتحان، بل إن بعض الصحف تتعامل مع الأمر وكأنه ' ساحة حرب' ولعله من المناسب أن يمارس الإعلاميون النقد الذاتي وان يستمعوا إلى ملاحظات الميدان وأيضا التربويين عن الأداء الإعلامي والتعاطي مع هذه الحالات·
5- إن أزمة الشكوى انتقلت من بعض الطلبة إلى أولياء أمورهم بحيث بات من الشائع أن يأتيك اتصال هاتفي في الصحيفة من شخص ما حول صعوبة الامتحان، ومن خلال المناقشة تكتشف أن الرجل لا علاقة له من قريب أو بعيد بالامتحان وأنه سأل شقيقته عن الحال فقالت له: ليس جيدا، وبدروه رفع الهاتف وطلب من الصحف أن تكتب وأن تضع بالبنط العريض شكوى شقيقته، إحدى الأمهات تعودت يوميا الاتصال بالصحف للشكوى من الامتحانات ظنا منها أن هذه الشكوى تدفع ' التربية' لمراعاة الطالب في التصحيح !
غياب الموضوعية
ملاحظات كثيرة يمكن التطرق إليها في هذا الصدد ولكن أبرزها هو غياب الموضوعية في التناول أو التعاطي مع ملابسات الامتحانات إذ درجت العادة أن يستمع البعض إلى وجه نظر واحدة فقط· بل وقيادة ' الموجة أو التيار' إلى تسطيح المادة الامتحانية تجنبا لصدعة الرأس ، وفى النهاية فإن المتضرر الأول هو الطالب الذي يكتشف المأساة عندما يلتحق بجامعة محترمة تقيس أداءه بصورة محترمة وبموضوعية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©