الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوتزه.. بطل قومي من «الدكة»!

جوتزه.. بطل قومي من «الدكة»!
15 يوليو 2014 00:49
مضى 18 عاماً منذ أن صعدت ألمانيا إلى الدرجة الأولى على منصة التتويج في البطولات الكبرى، لكن التاريخ قرر أن يكرر نفسه وهذه المرة على أعظم مسرح ممكن لأي منتخب أن يحلم به: في ملعب «ماراكانا» الأسطوري وبفضل بديل آخر بشخص ماريو جوتزه الذي فرض نفسه بطلاً قومياً بعد أن قاد «ناسيونال مانشافات» إلى لقب بطل العالم للمرة الأولى منذ 1990 والرابعة في تاريخه. في ذلك اليوم الواقع في 30 يونيو 1996 قرر مدرب ألماني بيرتي فوجتس المراهنة على اوليفر بيرهوف، المدير الحالي للمنتخب، فزج به في الدقيقة 69 من المباراة النهائية لكأس أوروبا ضد تشيكيا عندما كانت الأخيرة متقدمة بهدف سجله باتريك بيرجر في الدقيقة 59 من ركلة جزاء. وكان بيرهوف عند حسن ظنه، فأدرك التعادل لبلاده في الدقيقة 73 وجر الفريقين إلى التمديد قبل أن يضرب مجدداً في الدقيقة 95 بتسجيله الهدف الأول في بطولة لمنتخبات الكبار بالموت الفجائي، وحينها كانت المباراة على ملعب أسطوري آخر على بعد آلاف الأميال من ريو دي جانيرو وهو «ويمبلي» في العاصمة الإنجليزية لندن. وبعد 18 عاماً، تكرر السيناريو ذاته والبطل كان جوتزه الذي وجد نفسه على مقاعد الاحتياط في ثلاث من أصل سبع مباريات خاضتها بلاده في النسخة العشرين، بعدما قرر المدرب يواكيم لوف الاعتماد على خبرة المخضرم ميروسلاف كلوزه (شارك جوتزه أساسياً ضد غانا والبرتغال في الدور الأول والجزائر في الدور الثاني). لكن لوف قرر المغامرة به في موقعة النهائي ضد الأرجنتين قبل دقيقتين على نهاية الوقت الأصلي بدلاً من كلوزه بالذات، فكان مهاجم بايرن ميونيخ الحالي وبوروسيا دورتموند السابق عند حسن ظن مدربه وسجل هدف الفوز لبلاده. صحيح أن قاعدة الهدف الفجائي قد ألغيت، لكن هدف جوتزه كان قاتلاً لأنه جاء في الدقيقة 113 أي قبل ثلاث دقائق من الهدف الذي سجله أندريس أنييستا لإسبانيا في نهائي 2010 ضد هولندا (1-صفر أيضاً) في نهائي مونديال جنوب أفريقيا 2010. ويأتي الهدف الذي سجله جوتزه (22 عاماً) لكي يؤكد علو كعب هذا اللاعب الذي عانى في موسمه الأول مع العملاق بايرن ميونيخ بعد أن كان «سيد» بوروسيا دورتموند ومعبود الجماهير منذ ترفيعه إلى الفريق الأول عام 2009. جوتزه الذي وصف في السابق أنه موهبة القرن، لاعب فريد من نوعه رغم معاناته في فرض نفسه في تشكيلة بلاده لنهائيات البرازيل 2014، وهذا ما تؤكده الأرقام والإحصائيات أيضاً. ففي نوفمبر 2010 احتفل وهو في الثامنة عشرة بمباراته الدولية الأولى أمام السويد، ليكون بذلك أصغر لاعب دولي ألماني منذ الأسطورة أوفي سيلر عام 1954. وفي سبتمبر 2011، نجح هذا اللاعب الموهوب الذي يمكنه أن يشغل جميع المراكز في الهجوم، وخلال مباراة ضد النمسا في تسجيل هدفه الأول ليصبح وقتها أصغر لاعب في المنتخب الألماني يهز الشباك في مباراة رسمية. رحل جوتزه الذي ولد في مقاطعة بافاريا وعلى بعد 120 كلم من ميونيخ، في سن السادسة إلى مدينة دورتموند عندما بدأ والده العمل هناك كمدرس. وسرعان ما صنع لنفسه اسما في مدرسة تكوين بوروسيا دورتموند والمنتخبات الوطنية للناشئين. ففي عام 2009 قاد منتخب تحت 17 سنة للفوز باللقب الأوروبي، ثم توج بعدها عامي 2009 و2010 بميدالية فريتز فالتر الذهبية التي تتوج أفضل لاعب ناشئ على مستوى فئته العمرية. شهد مشوار هذا اللاعب الفذ بعد ذلك صعوداً قوياً. فمع دورتموند، أحرز جوتزه الدوري الألماني مرتين والكأس الألمانية مرة واحدة، وكان من أبرز وجوه اللعب الهجومي السريع الذي تألق من خلاله فريق المدرب يورجن كلوب. لفت جوتز بمستواه الرائع أنظار العملاق بايرن ميونيخ الذي اضطر في 2013 لدفع 37 مليون يورو لكي يخطف خدماته من دورتموند، وهو ساهم بإحراز النادي البافاري لقب الدوري الموسم الماضي والكأس أيضاً، إضافة إلى كأس السوبر الأوروبية وكأس العالم للأندية عام 2013، لكنه لم يصل حتى الآن إلى المستوى الذي كان عليه في صفوف فريقه السابق في ظل وجود نجوم كبار مثل الهولندي أريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري، لكن الفرصة ستتاح أمامه لكي يتألق مجدداً في ظل رحيل الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إلى أتلتيكو مدريد الإسباني. يقول أسطورة كرة القدم الألمانية فرانتس بكنباور عن جوتزه «إنه ينتمي إلى اللاعبين المتكاملين» ووصفه بـ «لاعب بالفطرة على غرار (الأرجنتيني ليونيل) ميسي» خصمه في مباراة أمس الأول. ويضيف «القيصر»: «إنه يملك المؤهلات نفسها من حيث الفنيات وفهم أسلوب اللعب»، في حين يؤكد مدرب المنتخب يواكين لوف أنه سعيد «كون بإمكاني أن أعول على لاعب خارق مثله». ورد جوتزه بتواضع كبير: «أنا سعيد جداً كون بكنباور قارنني بميسي، لكنني بعيد عن مستوى النجم الأرجنتيني، عندما أرى ما حققه، إنه الجنون! إنه قدوة بالنسبة لي». صحيح أن جوتزه ليس بمستوى ميسي ولا يملك فنيات نجم برشلونة الإسباني، لكن هو من وضع ألمانيا على خريطة الألقاب مجدداً بمنحها لقبها الأول منذ 1996 والرابع لها في كأس العالم بعد 1954 و1974 و1990، فيما سيضطر «البعوضة» إلى اختبار حظوظه مجدداً في روسيا 2018 على أمل أن يضيف هذا اللقب إلى سجله الرائع مع برشلونة الإسباني. (باريس - أ ف ب) «سوبر ماريو» يتفوق على «الساحر» بالمهارة الفائقة في «ماراكانا» سجل ماريو جوتزه هدف الفوز لمنتخب ألمانيا ليؤكد إعلان المدرب يواخيم لوف أن فريقه يزخر باللاعبين اليافعين الموهوبين الذين يمثلون مستقبلاً واعداً لمنتخب البلاد، كما أثبت جوتزه أن لوف كان على حق في أمر آخر، فقد أكد المدرب الألماني للاعبه الواعد فيما بين الشوطين الإضافيين لمباراة أمس الأول، أنه يستطيع أن يتفوق على النجم الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي في حال تسجيله هدف الفوز لألمانيا. وقال لوف: «قلت لماريو جوتزه: حسناً فلتظهر للعالم أنك أفضل من ميسي وأنك تستطيع حسم لقب كأس العالم، فقد راودني شعور جيد حياله». وكان جوتزه نزل الملعب في الدقيقة 88 من المباراة كبديل للمخضرم ميروسلاف كلوزه ليسجل في الدقيقة 113 من اللقاء هدف المباراة الوحيد بتلقيه تمريرة عرضية على صدره قبل أن يسدد الكرة في الهواء ليقود ألمانيا للفوز 1 - صفر ولإحراز لقب كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخها. وجاءت تمريرة الهدف من لاعب بديل آخر، أندري شورله الذي أثبت قدراته في هذه البطولة بتسجيله ثلاثة أهداف لمنتخب بلاده. وأسهب لوف في الإشادة بجوتزه «22 عاماً» الذي اضطر لقبول الاستبعاد من تشكيل ألمانيا الأساسي في وقت سابق من البطولة عندما قرر لوف العودة للاعتماد على كلوزه كرأس حربة متقدم بدلاً من اللعب بمهاجم متأخر، يذكر أن جوتزه هو أحد لاعبي خط الوسط في منتخب لوف الذين يمكن الدفع بهم في مركز «المهاجم غير الصريح». وقال لوف تعليقاً على لاعبه الشاب: «إنه ولد ساحر ورائع، فهو قادر على اللعب بأي مركز ويتمتع بمهارات فنية عالية، وأعرف أنه يستطيع دائماً حسم أي مباراة». ويعتبر جوتزه الذي فاز بلقب أفضل لاعب في نهائي أمس الأول، من أكثر اللاعبين المهاريين في الكرة الألمانية ولكنه لم يحجز لنفسه بعد مكاناً ثابتاً لتشكيل المنتخب الوطني للبلاد، كما أنه لم يكن لاعباً أساسياً دائماً بتشكيل المدرب بيب جوارديولا خلال موسمه الأول مع بايرن ميونيخ. وبدأ جوتزه مشواره في البطولة عندما قرر لوف اللعب بثلاثة لاعبي خط وسط مهاجمين ومن دون أي رؤوس حربة ليسجل الهدف الافتتاحي في المباراة التي تعادلت فيها ألمانيا 2 -2 مع غانا. ومنذ تلك المباراة، اضطر جوتزه للقبول بدور اللاعب البديل، خاصة مع عودة كلوزه الناجحة لقيادة الهجوم الألماني ليسجل رقماً قياسياً جديداً في عدد الأهداف التي سجلها لاعب ببطولات كأس العالم. وأصبح جوتزه أغلى لاعب ألماني في تاريخ مسابقة البوندسليجا عندما انتقل من بوروسيا دورتموند إلى بايرن ميونيخ مقابل 37 مليون يورو (50 مليون دولار) ليشعل قيمة الشرط الجزائي بعقد اللاعب، وهي الصفقة التي حولت جوتزه إلى نذل في أعين جماهير دورتموند لبعض الوقت. ووصل جوتزه الآن إلى مرتبة عظماء الكرة الألمانية السابقين هيلموت ران وجيرد مولر وأندرياس بريمه الذين سجلوا أهداف حامسة ليقودوا ألمانيا لإحراز لقب كأس العالم في المرات السابقة بأعوام 1954 و1974 و1990. (ريو دي جانيرو - د ب أ) جوتزه: شعور مذهل بالهدف فرحة طاغية عاشها ماريو جوتزه صاحب هدف الفوز لمنتخب ألمانيا في شباك الأرجنتين في نهائي المونديال مساء أمس الأول، وقال عقب التتويج: «يراودك شعور مذهل عندما تسجل هدفاً، إنك لا تفهم ما يحدث في تلك اللحظة، إنه شعور لا يمكن وصفه». وأضاف: «لم يكن عاماً سهلاً بالنسبة لي، ولم تكن بطولة سهلة، إنني أدين بالكثير لأسرتي ولأصدقائي المقربين الذين آمنوا بي». وتابع جوتزه: «كانت لحظة لا يمكن وصفها، لقد واظبت على التدريب مع بقية الفريق، وكل لاعب في المنتخب يستحق أن أذكره بالاسم هنا». (ريو دي جانيرو- (د ب أ)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©