الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«مكاني بينهم».. رسالة لدمج ذوي «متلازمة داون»

«مكاني بينهم».. رسالة لدمج ذوي «متلازمة داون»
21 أكتوبر 2017 22:44
هناء الحمادي (أبوظبي) نظرة إنسانية غيرت مجرى حياة علي الجنيبي رأساً على عقب، فعزوف الأطفال الأسوياء عن اللعب مع أخيه «عبدالله» الذي يعاني من متلازمة داون، أصابت عبدالله بالكثير من الألم لكونه تمنى أن يكون مثل بقية هؤلاء الأطفال، لكن نظرته إلى أخيه الأكبر «علي الجنيبي» كانت تحمل رسائل كثيرة وكأن حال لسانه يقول «يا ليت لي مكاناً بينهم».. هذه المواقف دفعت علي الجنيبي، إلى إنشاء صفحات توعية على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، ونشر بها كل ما يتعلق بمتلازمة داون لتتحول الفكرة إلى واقع من خلال فريق «مكاني بينهم». الشرارة الأولى وعلي الجنيبي الطالب الجامعي (تخصص قانون)، لم يكن يدرك منذ انطلاق الموقع سرعة تجاوب الجميع معه، حيث إن الكثير من الأهالي والزملاء والمتطوعين كانوا الداعمين الأول لنجاح الفكرة، والتي استطاع عبرها ومنذ انطلاقها عام 2014 أن يسعد الكثير من أصحاب الهمم «متلازمة داون»، وقد بلغ عدد المتطوعين ما يقارب 50 متطوعاً من كلا الجنسين. ويقول الجنيبي: حبي لأخي «عبدالله» الذي يبلغ من العمر 16 عاماً، ويدرس بمدرسة زايد للرعاية الإنسانية، كان الشرارة الأولي التي دفعتني لإطلاق «مكاني بينهم» الذي يسعى لزرع السعادة والقدرة والإرادة في نفوس هذه الفئة، وتكمن رسالتنا في اندماج فئة متلازمة داون مع الأسوياء، والمساهمة بطبيعة الحال في تنمية المجتمع بأسلوب مبتكر وطريقة مبدعة وبجودة عالية في إطار القيم النبيلة، لغرس السعادة في قلوب هؤلاء وإبراز قدراتهم وإرادتهم. بسمة على الشفاه ويضيف الجنيبي: «الغاية من تكوين هذا الفريق هو تغير نظرة المجتمع إلى ذوي متلازمة داون، وقد استطعنا أن نقطع شوطاً طويلاً كي نمنع بعض أفراد المجتمع من التلفظ بكلمات قد تؤذي مشاعر هذه الفئة مثل: «مصابون، يعانون، مرضى، متضررون، متوحدون»، مشيراً إلى أنه يسعى دوماً إلى رسم البسمة على شفاه الأطفال من ذوي «متلازمة داون» من خلال الكثير من الفعاليات والأنشطة الوطنية والاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون. بالإضافة إلى فعاليات يوم العلم واليوم الوطني ويوم الشهيد وغيرها، ولكن تظل مبادرة «إفطار صائم»، التي نظمها فريق «مكاني بينهم» من أجمل تلك الفعاليات التي شارك فيها الكثير من أصحاب الهمم من متلازمة داون، وكان من بينهم أخي عبدالله وبقية زملائه، وقد تمت كتابة المبادرة «مكاني بينهم» على «كراتين وجبات إفطار صائم»، لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس، وبالفعل لاقت هذه المبادرة تجاوباً كبيراً من أشخاص كثيرين، تواصلوا معنا عبر الموقع، وطلبوا المشاركة في المبادرة على قدر استطاعتهم. لجان مصغرة ويشير الجنيبي، قائلاً: حاولنا الوصول إلى الأطفال الذين يعانون من أمراض أخرى، حيث زرنا مرضى السرطان في عدد من المراكز في العين وأبوظبي، وقد تم تقسيم أعضاء الفريق إلى لجان مصغرة منها الإبداع، والإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمالية، والتوثيق، والدراسات، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات وتنظيم عمل الفريق بصورة ملائمة وناجحة. «سبب التسمية» يرجع سبب تسمية الفريق بـ«مكاني بينهم»، إلى الدعوة لدمج فئة متلازمة داون مع الأسوياء ليكونوا بيننا في كل الأفراح والمناسبات والاحتفالات الوطنية، باعتبارهم جزءاً من أفراد المجتمع، فالتجارب أثبتت قابلية هؤلاء للتعلم والدمج، حتى أصبحنا نشاهد مدارس وجمعيات خاصة بهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©