إعداد - محمد عبدالرحيم:
انتشرت في بريطانيا مؤخراً عمليات خداع واحتيال على الانترنت يمسك فيها المتسللون والقراصنة بملفات مستخدم جهاز الكمبيوتر كرهينة إلى أن يتم دفع فدية معينة· ويسمح الفيروس الذي أصبح يعرف باسم 'رانسوم وير' للمجرمين بالدخول إلى أجهزة الكمبيوتر الشخصية وتشفير الملفات بواسطة مجموعة معقدة من كلمات السر·
وبمجرد أن يتم الدخول إلى الكمبيوتر الشخصي يجد المستخدم نفسه عاجزاً عن فتح الملفات الموجودة· وعوضاً عن ذلك تظهر أمامه على الشاشة ملاحظة تشير إلى أن الموقع أصبح رهينة في الوقت الذي يتلقى فيه المستخدم ملفاً يأمره بعدم الاتصال بالشرطة·
وكما ورد في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً فقد أصبح هناك اعتقاد سائد بأن هيلين بارو الممرضة من منطقة ليتل بروغ في لانكشير هي الضحية الأولى في بريطانيا لهذا النوع الجديد من الفيروسات حيث أصابها الذعر والإحباط عندما اكتشفت اختفاء ملفاتها من على جهاز الكمبيوتر وتم استبدالها بملف محمي بواسطة كلمة جديدة للسر تتألف من 30 رقماً· واكتشفت بارو أيضاً وجود ملف آخر يحمل عنواناً نصه 'التعليمات والأوامر التي يجب أتباعها من أجل استعاده ملفاتك'· وعندما سارعت إلى فتح هذا الملف اكتشفت بارو أنها لن تتمكن من استلام أو تلقى كلمة السر إلا بعد أن تدفع مبلغاً مقابل شراء أدوية من صيدلية معينة موجودة على الخط·
ولكنها سارعت للاتصال بمركز الشرطة قبل أن يعمد أحد خبراء تكنولوجيا المعلومات إلى استرداد بعض البيانات الخاصة بها والتي تتضمن بعض المواد الخاصة بدراستها لنيل إحدى الدرجات العلمية في التمريض·
وتقول بارو التي تعمل كمساعدة طبيب أولى في مستشفى روشديل انفيرميري 'عندما أدركت حدوث هذه المشكلة أصبت بنوع من الإحباط والصدمة· إنه شعور فظيع واعتقدت أنني سأفقد كل ما قمت به من أعمال'· ومضت تقول: 'لدى كميات هائلة من الصور العائلية والرسائل الشخصية في داخل جهاز الكمبيوتر إلا أن مجرد الاعتقاد بأن أشخاصاً تمكنوا من الإطلاع على هذه المواد جعلني اشعر بالرعب'·
وكان فيروس 'رانسوم وير' قد ظهر في الولايات المتحدة الأميركية في أوائل هذا العام وبشكل أشعل المخاوف من أنه يمثل بداية لأشكال جديدة من جرائم فضاء الانترنت·
وقد أدركت بارو بأنها وقعت ضحية لهذا الفيروس عندما ظهرت أمامها على الشاشة رسالة تخطرها بأنها أصبحت تحت رحمة فيروس جديد مجهول الاسم· وعندما نقرت 'الماوس' على صندوق صغير وصف بأنه برنامج ضد الفيروسات سرعان ما وجدت نفسها عن غير قصد تحمل البرنامج القذر·
وهذه النسخة المهنية من الفيروس درجت على أخطار مالكي أجهزة الكمبيوتر المصابة بالفيروس بضرورة شراء أدوية صيدلانية تبلغ قيمتها 40 جنيها إسترلينيا على الأقل من احدى شركات الأدوية والمواد الكيميائية على الانترنت يعتقد بأنها تتخذ من روسيا مقراً لها وتحمل اسم 'ارشيفوس'·
وكانت النسخ المبكرة من فيروس 'رانسوم وير' قد درجت على إملاء أوامرها على الأشخاص بدفع أموال نقدية إلى المتسللين عبر مواقع معينة على الخط مثل موقع eGold أو موقع .yenom gew ويقول كريج داي، خبير الأمن في موقع eefAcM الذي يسوق أنظمة أمن الانترنت: لقد أصبحنا نشهد اتجاها بدأ في استهداف مجتمع الأعمال التجارية إلا ان المزيد من هذه الأنواع من الفيروسات والهجمات ازداد في الأشهر الأخيرة· وهو امتد الآن بشكل متزايد لكي يستهدف جموع المستهلكين·
وأضاف: سمعنا عن أفراد تم استهدافهم بأنواع مشابهة من هذا الابتزاز والاستغلال في الأشهر الستة الماضية'· ومضى يقول 'إذا أراد الأشخاص الحصول على الحماية ضد هذه الأنواع من الهجمات فإننا نوصيهم باستخدام الأنواع الجيدة من برامج المعلومات المضادة للفيروسات وتركيب الجدران النارية التي تراقب وتسيطر على المعلومات التي يمكن الدخول إليها من قبل الغرباء في أجهزة الكمبيوتر بالإضافة إلى التواصل اليومي مع الحزم الزمنية· وعليهم أيضاً الاتصال بأقرب نقطة للشرطة المحلية حال أن وجدوا أنفسهم ضحية للابتزاز والاتصال كذلك بأقرب بائع لمعدات أمن برامج المعلومات الذي ربما يمكنهم من استعادة أعمالهم وملفاتهم الضائعة'·
عدد اليوم
