الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخبات تستعيد «الهيبة» وفرق تفقد «الهوية»!

منتخبات تستعيد «الهيبة» وفرق تفقد «الهوية»!
22 أكتوبر 2017 11:55
عمرو عبيد (القاهرة) لم تتوقف حركة تغيير مدربي المنتخبات في العالم طوال العامين السابقين، سواء عبر الإقالة أو الاستقالة، بسبب البحث عن حلم المونديال، فالبعض يتمنى فقط بلوغ النهائيات والبعض يبحث عن التتويج بالكأس العالمية، وبين هذا وذاك كان المدرب هو الضحية الأولى دائماً عند حدوث أي إخفاق، وبالفعل كان تغيير بعض الأجهزة الفنية بمثابة عامل السحر الذي أعاد البريق لمنتخبات نجحت في استعادة هيبتها، لكن في المقابل فشل آخرون في مهماتهم ليضيع معهم حلم المونديال وفقدت عدة منتخبات هويتها! ولأن السليساو كان أول المتأهلين إلى مونديال روسيا، فإن هذا يعنى نجاح الجراحة الكروية الدقيقة التي أجراها اتحاد الكرة البرازيلي بإقالة دونجا من قائمة الجهاز الفني، وتعويضه بمواطنه تيتي الذي أعاد كامل الهيبة لعمالقة السامبا خلال التصفيات الأخيرة، فعودة دونجا في صيف 2014 لم تأتِ بجديد إذ لم يتمكن منتخب البرازيل من الفوز بنسختي كوبا أميركا عامي 2015 و 2016 على التوالي ليبتعد الكناري لأول مرة عن المشاركة في كأس القارات منذ 20 عاماً، وزادت الأمور سوءاً الخروج من الدور الأول في بطولة القرن اللاتيني للمرة الأولى منذ عام 1987، ولم يتردد الاتحاد البرازيلي في اتخاذ قرار الإقالة واللجوء إلى تيتي الذي أتم مهمة تصفيات المونديال على أكمل وجه، بعدما قاد راقصي السامبا إلى صدارة مجموعة أميركا الجنوبية عبر عشر انتصارات وتعادلين دون أي هزيمة رسمية، حيث خسر مباراة ودية واحدة فقط أمام الأرجنتين من إجمالي 15 مباراة رسمية وودية خاضها الكناري تحت قيادته. أما غريمه التقليدي، الأرجنتين، فشهد عدة تغييرات على مستوى الأجهزة الفنية لم تؤتِ ثمارها بالشكل المنتظر، فبعد الإخفاق في بطولتي كوبا أميركا الأخيرتين، استقال جيراردو مارتينو رغم البداية الجيدة في تصفيات المونديال بالفوز على بوليفيا ثم تشيلي، ووقع الاختيار على إدجاردو باوزا الذي فقد منصبه سريعاً بعد أقل من 8 شهور فقط من توليه مهمة تدريب الألبيسيليستي بسبب ثلاث هزائم كارثية دفعت براقصي التانجو إلى التقهقر في التصفيات ودخول في دوامة خطيرة، ومع محاولة الاتحاد الأرجنتيني لإنقاذ ما يمكن إنقاذه تولى خورخي سامباولي المهمة الثقيلة في يونيو الماضي، لكنه خيب الآمال بثلاثة تعادلات متتالية، كادت أن تودي بالألبيسيليستي وتقصيه عن الوجود في المونديال لولا انفجار الأسطورة ليو ميسي في الجولة الأخيرة ليقود بلاده إلى روسيا بهاتريك تاريخي في شباك الإكوادور! وبعد انتهاء الحقبة الأسطورية للقدير فيسنتي ديل بوسكي مع الماتادور الإسباني بخروج دراماتيكي من مونديال 2010 من الدور الأول ثم السقوط أمام إيطاليا في ثمن نهائي يورو 2016، كان على الاتحاد الإسباني البحث عن استعادة هوية أبطال العالم وأوروبا في السنوات الأخيرة وأثبت التعاقد مع جولين لوبيتيجي أنه الاختيار الأفضل بالفعل لمنتخب لاروخا، إذ لم يخسر أي مباراة خلال 14 مواجهة قاد فيها الماتادور للفوز في 11 والتعادل في 3 مباريات ليحجز بطاقة السفر إلى روسيا مباشرة بعد تصدر المجموعة السابعة على حساب الطليان وبأداء ونتائج باهرة، في حين عانى الآتزوري منذ رحيل أنتونيو كونتي في يوليو من العام الماضي بعد قيادة إيطاليا إلى ربع نهائي يورو 2016، قبل الخروج بركلات الترجيح أمام الألمان، ونجح مدرب تشيلسي الحالي وقتها في تكوين منتخب من عناصر لم تصنف ضمن كبار النجوم بعد اعتزال جيل الأساطير الأخير، وكانت قيادته للآتزوري رائعة بعد إحباط مونديال 2014، ولم يقدم جيان بيرو فنتورا أوراق اعتماده حتى الآن بعد احتلال وصافة المجموعة السابعة خلف إسبانيا وبأداء مخيب خاصة عقب الهزيمة المذلة أمام لا روخا بثلاثية نظيفة في سبتمبر الماضي ودخوله إلى ملحق التصفيات الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه، وسيكون على فنتورا بذل كل الجهد للمرور من عقبة السويد في مواجهتي الملحق خشية تكرار كارثة عدم تأهل صاحب الألقاب المونديالية الأربعة التي لم تحدث منذ 60 عاماً! المنتخب الهولندي هو الآخر مر بفترة عصيبة للغاية منذ الفشل الذريع الذي تعرض له تحت قيادة جوس هيدينك ثم داني بليند بعدم التأهل إلى بطولة اليورو الأخيرة، بالإضافة إلى عدم بلوغ المونديال القادم بسبب نتائجه المتراجعة في التصفيات، ولم يفلح التعاقد في مايو الماضي مع العجوز ديك أدفوكات في تعديل المسار، حيث احتل البرتقالي المركز الثالث في المجموعة الأولى، وفشل بالتالي في التأهل إلى كأس العالم، بعكس ما حدث مع المنتخب الإنجليزي مؤخراً تحت قيادة جاريث ساوثجيت الذي بدأ مسيرته في سبتمبر من العام الماضي بعد رحيل صاحب الـ70 عاماً، روى هودجسون، عقب الخروج المهين أمام آيسلندا في بطولة اليورو ثم فضيحة سام ألارديس التي أطاحت به من تدريب الأسود الثلاثة بعد 67 يوماً فقط، واستطاع ساوثجيت منح الإنجليز بطاقة التأهل إلى المونديال بعد تصدره للمجموعة السادسة، وخلال 12 مباراة فاز المنتخب معه بسبع منها منها مقابل 3 تعادلات وهزيمتين وديتين فقط. أخيراً فإن المنتخب الجزائري دفع ثمن التخلي عن مدربه المتميز، البوسني وحيد خليلوزيتش، الذي قاده لنتائج رائعة في مونديال البرازيل حيث تأهل إلى دور الـ16 وخرج بصعوبة أمام الماكينات بنتيجة 2/‏1 بعد الوقت الإضافي، وخلال ثلاثة أعوام لم ينجح أي مدرب في إعادة محاربي الصحراء إلى الطريق الصحيح، فشل الفرنسي جوركوف وبعده الصربي رايفيتش ثم البلجيكي ليكينز والإسباني ألكاراز، وخرج المنتخب الجزائري من سباق تصفيات المونديال الأفريقية بعد تذيل المجموعة الثانية دون أن يحقق أي فوز وقبلها كان الخروج صفر اليدين من الدور الأول لكأس الأمم الأفريقية 2017، وهو عكس ما يمر به منتخبا مصر وتونس حالياً حيث نجح الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي خلف المصري شوقي غريب قبل عامين في قيادة الفراعنة إلى نهائي الكان مطلع العام الحالي بعد غياب عن الوجود في المحفل الأفريقي لثلاث دورات متتالية، والأهم أنه منح المصريين هدية كبرى بصعوده إلى المونديال بعد غياب دام لمدة 28 عاماً، في حين أن التونسي نبيل معلول يقود نسور قرطاج منذ أبريل الماضي بنجاح باهر في نفس التصفيات، إذ يتصدر المجموعة الأولى بفارق 3 نقاط عن الكونغو الديمقراطية معوضاً إخفاق سلفه، البولندي هنري كسبرزاك، الذي خرج بتونس من الدور ربع النهائي ويبقى للنسور نقطة واحدة فقط على العودة إلى المونديال في إنجاز كبير يحسب لمعلول بعد أن مرت الكرة التونسية بالعديد من الصدمات خلال الـ12 عاماً الماضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©