الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ينتشر في منطقتنا وعمره مئات السنين

ينتشر في منطقتنا وعمره مئات السنين
17 فبراير 2009 00:35
توارثت ابنة الإمارات الكثير من العادات والتقاليد عن جداتها، سواء كانت تتصل بسلوكيات اجتماعية، أو تفاصيل تراثية تعنى بالحياة اليومية الخاصة بالزي والمظهر والزينة· كتقليد نقوش الحناء المتوارث في المنطقة، والمحبب إلى جميع الفتيات والنساء· وقد دخلت على رسوم أو مهنة نقش الحناء، في عصرنا الحالي، تصاميم عديدة مبتكرة، منها ما يتصل بنقوش على أعلى اليد أو الرقبة أو البطن، خاص بالعرائس، كنقش اسم، أو تخطيط لبيت شعر كعقد حول الرقبة أو كحزام على محيط البطن، خلال الاحتفال بليلة الزفاف· ويستخرج الحناء من شجرة جميلة الهيئة تشبه شجرة الرمان، ويصل طولها إلى 3 أمتار، مستديمة الخضرة، وأوراقها صغيرة، بطول 3ـ 4 سنتيمترات، ومعظم خصائصها تتجلى في أوراقها، التي استفاد الناس منها منذ زمن قديم· حيث تجمع وتجفف وتطحن وتباع كمسحوق يستعمل كصبغة للنساء والرجال (يضع الرجال الحناء على الرأس واللحية لتغطية الشعر الأبيض)· وتتزين بها النساء في المناسبات والأعياد، عبر نقوش ترسم على اليدين، في كل البلاد العربية، خاصة الإمارات ودول الخليج، التي تنتشر فيها زراعتها، وكذلك في المناطق الحارة من مصر والسودان والهند· الحناء والعروس وعن ارتباط الحناء بالعروس وما يسمى ''ليلة الحنة'' تقول رشيدة المغربي- ناقشة حناء: ''تعتبر الحناء بعد تجميل الوجه والشعر؛ من أساسيات زينة المرأة في الإمارات، تستخدمها في مناسبات عديدة، بخاصة ''الزفاف'' فالحناء من أهم معالم الزواج في المجتمع· لذا اكتسبت ''ليلة الحنة'' التي تسبق يوم الزفاف أهمية كبيرة لدى فتاة الإمارات والخليج عموماً· حيث تقوم العروس بارتداء ثياب ''ليلة الحنة'' الفاخرة والمطرزة، كما ترتدي قطع الذهب المختلفة '' الطاسة والمرتعشة والحيول والكف والخواتم'' وتجلس على منصة ''دوشق'' مذهب، غالبا ما يكون قماش حريري فاخرا، ثم تضع قدميها فوق ''تكيه'' أي وسادة تحضرها معها عاملة الحناء ''المحنية'' فتضع الحناء على راحتي العروس أولا، وتنقش لها إما على شكل ''قصّه'' أو أشكال مستمدة من البيئة (الورود والنخيل والطيور ونقوش هندسية) باستخدام خوصة نخيل أو ريشة أو أنبوب، فتغمس طرفها في الحناء، ثم ترسم الشكل المراد رسمه، وتقوم كذلك بعد الانتهاء من نقش باطن وظهر الكف، بتقميع الأصابع ووضع الحناء على الأظافر لتطليها بلون واحد يتناغم مع نقوش الكف· ثم تنتقل إلى القدمين فتضع عجينة الحناء في أسفل قدم العروس، أو تكتفي برسم نقوش لزهور على سطح القدم، مع تقميع الأصابع ورفع الحناء على جانبي القدم، وبعد جفاف الحناء يوضع على اليدين والقدمين قماش يلف بطريقة محكمة· بينما حالياً لا يحتاج سوى أن تترك يديها وقدميها مكشوفتين نحو ساعة من الوقت إلى تجف الحناء وتتقشر عن الجلد، فتظهر النقوش بلون بني جميل، يكسب العروس مظهراً بهياً، بحيث يعبر طقس الحناء عن تقليد متبع يشير إلى فرحة الفتاة بيوم زفافها''· تحضير الحناء وعن كيفية تحضير الحناء تقول المغربي: ''تتوفر في الأسواق أنابيب جاهزة (تشبه القمع) من شتى أنواع ومصادر وألوان الحناء، بدءاً باللون البني الأشقر مروراً بالبني الأحمر وصولاً إلى البني الأسود· تُقص من طرفها أو تثقب بإبرة كي ينزلق مزيج الحناء منها خلال النقش على الكف· حيث ترسم ''المحنية'' نقوشاً مبتكرة وعفوية أو بحسب رغبة الفتاة أو المرأة ''المتحنية'' إذ تتوفر كتيبات وصور وتصاميم مختلفة منها آسيوي كالرسوم الهندية، أو العمانية أو السودانية أو المحلية أو الحديثة ذات التصاميم الفنية الرائعة''· وتضيف المغربي: ''كانت النساء قديماً، تقطع أوراق الشجرة، أو يشترين أوراق الحناء الخضراء من ''دكان العطارة'' ثم يوضع في وعاء فخاري، ويترك في مكان جاف تحت حرارة الشمس لمدة طويلة حتى تجف أوراقه· بعدها يدق ورق الحناء ليصبح ناعماً ويعجن مع الماء· كما كانت النسوة تضيف عليه الشاي أو عصارة الليمون ليعطي صبغة جميلة داكنة اللون''· من جهتها، تشير الباحثة شيخة الجابري في كتابها ''زينة وأزياء المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة'' إلى أسماء بعض نقوش وتصاميم الحناء، تقول: ''كانت النساء قديماً يضعن الحناء على أيديهن وأرجلهن في مناسبة الأعياد والأعراس· ويصاحبهن منذ صغر سنهن إلى أن تصبح واحدتهن أماً وجدة، وكانت النسوة سابقا يتوقفن عن وضع الحناء وأزواجهن في الغوص، ويضعنه مع قرب ''القفال'' ورجوعهم، أما باقي أيام السنة فتكون رؤوس الأصابع ''الروايب'' محناة، كوضع طبيعي بالنسبة للمرأة المتزوجة· حيث كانت هناك أشكال مختلفة ونقوش رائعة، منها: القصة، الغمسة، الختم، هلال ونجمة، الزهرية·· وغيرها· وما يوضع على الأصابع يسمى ''الروايب''· إذ جرت العادة عند استخدام المرأة الحناء، أن تزيين ''روايبها'' وتعمل ''القصة'' أي الرسمة التقليدية في راحة كفها· وتسمى المرة الأولى التي تضع فيها المرأة الحناء على كفها ''الطرق الأول'' وبعده يصبح لون رؤوس أصابعها، أصفر مائل إلى البرتقالي، فتضيف عليه ''طرق ثان'' ليصبح مائلا إلى البني أو الأحمر الغامق، حيث لم تكن المواد في زمن جداتنا متوفرة لتركيز لون الحناء من المرة الأولى، بل كان عليهن إعادة وضع الحناء على الكف عدة مرات لتتوصل إلى اللون المرغوب''· كما تشير الجابري، إلى بعض أبيات الشعر التي تطرق فيها الشعراء إلى الحناء، وتقول: ''كفوفه محنايه ونقشه بدلع مرسوم····طرفهن بالرايب ومزينه بختوم'' وكذلك قول الشاعر سعيد بن عتيج الهاملي ''حنا يتلا الروايب في كفه عله ثلاث سطور''· ويقول في قصيدة أخرى ''روس اصبوع الروايب''· وللحناء فوائد أخرى على صعيد الاستخدامات الطبية، يشير إليها كتاب ''النبات العربي'' في فصل خاص عنها: ''من ميزات الحناء أنها تمنع تساقط الشعر، وتغذيه وتقويه وتضفي عليه بريقاً ورونقاً جذاباً· كما تساعد على إزالة الإصابات الفطرية في أصابع القدم، وبعض التهابات الجلد والقروح· وتقوي الأظافر بفضل توفر مواد قابضة ومطهرة في خصائصها· كما تستخدم لعلاج القشرة والتهاب فروة الرأس، وآلام الصداع''· وقد روى ابن ماجة في سننه: ''أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا صُدع غلَّف رأسه بالحناء، ويقول : إنه نافع بإذن الله''· كما روى أيضاً ابن ماجة: ''كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحةٌ ولا شوكةٌ إلا وضع عليها الحناء''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©