مصطفى الديب (أبوظبي)
بدت نتيجة التعادل السلبي، «مُرضية» للجزيرة والوصل، في قمة الجولة الخامسة لدوري الخليج العربي، رغم استمرارية مسلسل بحث «فخر أبوظبي» حامل اللقب عن انتصاره الثاني في البطولة، بعد تعثره في أربع جولات على التوالي للمرة الأولى، في الوقت الذي تنازل فيه «الإمبراطور» عن صدارة المنافسة بعد أسبوع واحد.
ومنحت الاستراتيجية الدفاعية للجزيرة الذي افتقد عدداً من عناصره الهجومية المؤثرة، بقيادة الثنائي الوطني علي مبخوت وأحمد خليل، الفرصة أمام الفريق، لإيقاف «المد الهجومي» لـ «الأصفر» الذي فشل في هز شباك المنافسين للمرة الأولى، خلال الموسم الحالي، ليوقف سلسلة استمرت لنحو ثماني مباريات على التوالي في الدوري، منذ آخر تعادل سلبي في الموسم الماضي أمام الأهلي في «الجولة 22»، في الوقت الذي توقفت فيه سلسلة الأهداف المتتالية للبرازيلي ليما هداف الوصل عند حاجز 7 مباريات سابقة على صعيد كل المسابقات، منذ مواجهة حتا في الجولة الأخيرة للموسم الماضي.
ولم يمنع الأداء المتميز للحكم عمار الجنيبي، والذي استحق إشادة الدولي السابق فريد علي، والمحلل التحكيمي لصحيفة «الاتحاد»، من أشهار البطاقة الصفراء لثمانية لاعبين من الفريقين، كثالث أعلى معدل للإنذارات في مباريات الدوري، قبل ختام الجولة الخامسة مساء أمس الأول، وشهدت مباراتا عجمان وشباب الأهلي دبي في الجولة الثانية، والوحدة وحتا في الجولة الخامسة أعلى معدل للإنذارات بنحو تسع بطاقات صفراء، مقابل 8 إنذارات في مباراة الجزيرة والوصل، توزعت على خماسي «فخر أبوظبي» سالم راشد، سالم عبدالله، محمد جمال، مبارك بوصوفة، محمد فوزي، مقابل ثلاثة إنذارات على لاعبي الوصل، عبدالله النقبي، وحيد إسماعيل، وعلي سالمين، حيث يغيب الأخير عن مباراة فريقه المقبلة أمام دبا الفجيرة في الجولة الثالثة، بداعي الإيقاف، بعد حصوله على ثلاث بطاقات صفراء.
من جانبه، وصف الهولندي تين كات مدرب الجزيرة أداء فريقه بأنه متميز للغاية، في ظل المتاح أمامه، والظروف التي يعاني منها الفريق في الوقت الراهن، وقال: لم نملك خيارات كثيرة في المباراة، وكان لزاماً علينا اللعب بطريقة حذرة، خاصة أننا نفتقد القوة الضاربة للفريق بسبب الإصابات. وشدد تين كات على أن الجزيرة سيطر على الشوط الأول، وكان قادراً على التسجيل، لكن لم يحدث ذلك، مشيراً إلى أن الوصل سيطر على الشوط الثاني، من دون فائدة على الإطلاق.
وأرجع تين كات، سيطرة الوصل إلى تراجع الجزيرة، وعدم وجود مهاجم صريح لخروج أحمد العطاس بسبب الإرهاق الذي عانى منه، خاصة أنه قادم من إصابة.
وأضاف: بكل صراحة الإصابات أرهقتنا، ولا نعرف من هو القادم، خاصة أن هناك أكثر من 6 لاعبين يعانون من الإصابة في الوقت الراهن، هم أحمد خليل وعلي مبخوت، ولاسانا ديارا، وخلفان مبارك، وأحمد ربيع، ومسلم فايز بعد الإصابة التي تعرض لها في المباراة.
وعن كثرة الإصابات في فريقه، أكد تين كات أن هناك شيئاً غير طبيعي حدث، ربما عندما كان اللاعبون مع المنتخب، وسوف يتم الاطلاع على التفاصيل كافة للوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابات المتكررة، وقال: الأمر المثير أن الدوليين فقط هم من يصابون، باستثناء لاعب واحد، فقد تعرض أحمد خليل للإصابة، وكذلك مبخوت والعطاس ومحمد فوزي وخلفان مبارك، والتواصل كان ضعيفاً مع المنتخب ولا نعرف السبب في ذلك، وسوف نتأكد منه، خاصة أن الأمر أصبح مؤرقاً في ظل غياب أكثر من لاعب مؤثر.
وقال: نريد فقط التعرف على حالة اللاعب من الجهاز الطبي للمنتخب، حتى يتم التعامل معه بحذر، ولكن مع كل أسف لا نحصل على أي تقارير خلال الفترة الماضية، وهو أمر يضعنا دائماً في مواقف صعبة للغاية.
على الجانب الآخر، اعترف الأرجنتيني رودولفو بأن المباراة لم ترتق للمستوى الذي يطمح إليه الجميع من جماهير الناديين، مؤكداً أن الحذر الشديد وراء عدم الاستمتاع باللقاء، وإظهار الإمكانيات الفنية الحقيقية للفريقين، وقال: كنا نطمح في الفوز بكل تأكيد، لكن لم يحدث ذلك، ولدينا ملاحظات كثيرة على الأداء، والوقت لا يزال متاحاً لعلاج الأخطاء التي حدثت، أبرزها عدم اللعب بإيجابية، وافتقاد اللاعب الذي ينهي الهجمة بشكل جيد.
وأشار رودولفو إلى أن فريقه افتقد للمسة الأخيرة الجيدة، وأن الوصل لم يترجم الفرص بشكل جيد أمام مرمى الجزيرة، والمباراة دفاعية بدرجة كبيرة في معظم فتراتها من الوصل والجزيرة، ورغم انتقاده لأداء فريقه في الجانب الهجومي، فإنه وجه الشكر للاعبين على الأداء الجيد، خاصة في النواحي الدفاعية.
وعن المنافسة، قال: من المبكر جداً الحديث عن سباق اللقب، ولكن المهم العمل جيداً، على مدار الموسم وليس على فترات متقطعة، مشدداً على أن الوصل أمامه موسم شاق، وعلى الجميع العمل بقوة، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة.
وأشار رودولفو بعدم وجود أفضلية لفريق في الدوري على الآخر، في ظل تقارب المستويات بين فرق القمة، وقال: في مباراة أمس الأول، لم يوجد فريق أفضل من الآخر، والجانب التكتيكي طغى بدرجة كبيرة، والدليل المخالفات الكثيرة التي حدثت على مدار التسعين دقيقة، والوصل افتقد للعب الكرة بأريحية، وبطريقة ممتعة، الأمر الذي أدى إلى التعادل في النهاية.
عدد اليوم
