الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دهيروبهاي أمباني من عامل إلى مالك لأكبـر مصفـاة وقود فـي العالم

دهيروبهاي أمباني من عامل إلى مالك لأكبـر مصفـاة وقود فـي العالم
21 أكتوبر 2017 21:37
ريم البريكي (الاتحاد) ولد دهيروبهاي أمباني الشهير باسم ظهير أمباني، بقرية تشورواد في منطقة جوناغاره، وكان والده يعمل مدرسا، فيما كانت والدته ربة منزل، وبسبب سوء صحة والده وتقدمه في السن، والظروف المعيشية الفقيرة للأسرة، لم يعد قادرا على الوفاء بنفقات أسرته ودراسة أولاده، ما جعله يستدعي أبنه الأكبر دهيروبهاي ويخبره أنه لم يعد قادرا على الاستمرار في تحمل النفقات العديدة التي أثقلت كاهله، وطلب من دهيروبهاي أن يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، بعد أن استطاع بواسطة أصدقاء له توفير فرصة عمل لابنه في اليمن، ليعمل في ثاني أكبر محطة تزويد الوقود في العالم بعد لندن في ذلك الوقت. وغادر دهيروبهاي حدود قريته للمرة الأولى، مستقلا باخرة تنقل الركاب من الهند إلى اليمن، حيث يعمل العديد من الهنود هناك، وكان دهيروبهاي مصدوما فلم يتوقع يوما أن يغادر قريته يوما ما، إلا أنه أدرك أن عليه دورا ليعيل أسرته، ويساعد والده، فهو يعلم جيدا أوجه القصور التي تعاملت معها الأسرة بسبب ضعف دخل والده ونفقاته الكبيرة. وفي عدن، تولى وظيفة كتابية في «البيس آند كو»، واحدة من أكبر الشركات التجارية العابرة للقارات. وكانت الشركة تتعامل مع جميع أنواع السلع للشركات الأوروبية والأميركية والأفريقية والآسيوية، من خلال عمله وجد نفسه يميل إلى التجارة وعمليات البيع والشراء أكثر من العمل مع شركات النفط، واكتسب مهارة عاليه في طرق الإقناع والبيع، واستفاد دهيروبهاي من تعلمه العربية، التي سحر بها، إلى جانب الإنجليزية من خلال الاختلاط، وكان طموحه في أن يكون تاجرا، لكن قلة راتبه الذي يفي بمستلزمات أسرته في الهند جعله يفكر في العمل ساعات إضافية في مكان آخر، فعمل في «الشركة التجارية الغوجاراتية»، ومن خلال عمله في هذه الشركة تعلم المحاسبة، وإمساك الدفاتر وإعداد أوراق الشحن والوثائق. كما اكتسب مهارات التعامل مع البنوك وشركات التأمين. وسرعان ما بدأ في المضاربة في جميع أنواع السلع وعقد لشركته صفقات مربحة، ما جعل منافسيه يعتقدون أنه لديه موهبة للتجارة. في الوقت نفسه، قوضت الحركة اليمنية من أجل الاستقلال فرص الهنود الذين يعيشون في عدن، وهكذا انتقل دهيروبهاي إلى الهند عام 1958 وبدأ استكشاف الفرص التجارية في بومباي، ولأنه لم يتمكن من تحقيق مدخرات كبيرة، عمل في تجارة التوابل، واستفاد من علاقاته بأصدقائه من التجار في عدن والخليج، فعرض عليهم توريد التوابل وبعض المنتجات الهندية، وعرض عليهم أن يتحمل مسؤولية استرجاع أموالهم إن لم تنل هذه المنتجات إعجابهم واستحسان العملاء، وقد نجح في كسب ثقة التجار وسرعان ما بدأ في تجارة التوابل والسكر والمكسرات، ليتطور للتعاقد مع جهات كبرى، وركز في كل ذلك على انخفاض الأرباح والجودة الغنية. ورغم نجاح تجارته بشكل كبير إلا أن دهيروبهاي تحول لتجارة الغزل التي حازت اهتمامه وتركيزه، رغم حجم المخاطرة بها. وبدأ هو وابن عمه مشروعا في نطاق صغير، وبالفعل حقق له الثراء فأنشأ أول مصنع للمنسوجات في ناردوا بمنطقة أحمد آباد عام 1966، وأسس شركته المعروفة باسم «ريلاينس لبيع الملابس»، إلا أن خلافه مع ابن عمه أدى إلى إنهاء الشراكة، ليبدأ دهيروبهاي رحلة جديدة في تصنيع الأقمشة وتمكن من إنتاج أرقى نوعية من النايلون، وعرضه على التجار اليابانيين الذين بهروا بجودته ووقعوا عقودا لشرائه، إلا أن مصنعه مر بظروف قاسية. وبدأت أحلام دهيروبهاي تكبر يوما بعد يوما، وبدأت تراوده العبارة التي قالها لرفقائه في عدن وقت توديعهم له بأنه سيغادر محطة عدن النفطية، ويعود مالكا لمصفاة نفط يوما ما، ما جعله يستدعي أبنه الأكبر موكيش عام 1981، لانضمام إليه ومعاونته في أعماله التجارية، ليتوسع نشاط الأب إلى تطوير مرحلة التصنيع بيلاينس للمواد المخلفة من المنسوجات وتحويلها إلى ألياف البوليستر، ثم إلى مزيد من التجارة في البتروكيماويات وتكرير البترول والارتقاء إلى التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجه، وفي عام 1983، انضم ابنه الأصغر، أنيل أمباني للعمل معه. وخلال الفترة من 1984 و1996، شهدت الأعمال الجارية لدهيروبهاي تحولا كبيرا، مع إدخال المزيد من الآلات الحديثة والآلات المحوسبة والتكنولوجيا فائقة، لتحل محل التقليدية القديمة، التي جعلت «ريلاينس» أكبر شركة مصنعة للمنسوجات والمواد المركبة في البلاد، وعلى مدار الفترة الزمنية، تنوعت أنشطة «ريليانس» في قطاعات أخرى، مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والطاقة وتجارة التجزئة والمنسوجات وخدمات البنية التحتية وأسواق رأس المال والخدمات اللوجستية. مترجم عن.thefamouspeople.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©