الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

العلماء يحثون المسلمين على ترسيخ ثقافة التسامح

العلماء يحثون المسلمين على ترسيخ ثقافة التسامح
28 يونيو 2015 01:10
إبراهيم سليم (أبوظبي) حث العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، المجتمع الإسلامي على ترسيخ فضيلة التسامح، وغرس قيم العفو لدى الناشئة وتعويدهم عليها، كما شددوا على أهمية أن يتصف المسلم بهذه الصفات النبوية، والمتمثلة في العفو والتسامح، والأخذ باللين وكظم الغيظ، وعدم مقابلة السيئة بالسيئة، وما أحوج الأمة إلى مثل تلك الأمور، وأن الواجب على المسلم أن يكون سمحاً ليناً، بساماً مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر. وحاضر العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في اليوم العاشر من رمضان حول محورين مهمين الأول كان حول عنوان «للصائم دعوة لا ترد»، والثاني كان عن موضوع «كيف نربي أبناءنا على ثقافة التسامح»؟ مكارم الأخلاق وأكد الدكتور ماهر أحمد محمد إبراهيم عامر، أستاذ أصول الفقه أهمية تربية الأبناء على ثقافة التسامح، لافتاً إلى أن أبناءنا اليوم هم رجال المستقبل، لا بد أن نغرس فيهم كل مكارم الأخلاق ومنها ثقافة التسامح والعفو، لافتاً إلى أن الآيات أشارت إلى أن الأمة صنفان، صنف يقابل السيئة بالسيئة، وصنف يقابل السيئة بالصفح وهم قلة. وقال إن العفو والصفح والتسامح لها آثارها في الدنيا وفي الآخرة، في الدنيا حب الناس وقد يكون سبباً في هدايتهم، فاستدل بأحاديث وردت في ذلك، وفي الآخرة يدخلون الجنة بلا حساب والفوز بالحور العين. واستدل بحديث أن النبي كان في مكة فاستوقفته عجوز معها متاع. فقالت له هلم يا أخا العرب احمل علي، فقال لا بل أحمل عنك، فحمل عنها وقالت له وهو يسير بجوارها، «إن في مكة، رجل يسمى محمداً إياك أن تتبعه أو تصدقه، فإنه كذاب، فقال لها يا أمي أنا محمد، فقالت المرأة: أشهد ألا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأنك على خلق عظيم»، فبخلقه أسلمت المرأة، وهكذا على المسلم أن يغير نظرة العالم غير المسلم إلى المسلمين بأنهم أهل عفو وتسامح. ثقافة التسامح وتناول العلماء في محاضراتهم الحديث عن موضوع «ثقافة التسامح»، مؤكدين أن هذا التوجيه المهم في حياتنا هو مسؤولية الأسرة، إذ إن تربية الأسرة للأبناء على عدم الأثرة والأنانية وحب الذات، يشجع الأبناء على الإيثار والتراحم منذ الصغر، وهذه التربية على ثقافة التسامح سيقطف المجتمع كله آثارها الطيبة. وقال العلماء ما أحوج المجتمعات إلى ثقافة التسامح ثم التعاون والتعايش الإنساني بين جميع مكونات المجتمع مهما كان دينه أو مذهبه أو انتماؤه، فقد أصبح العالم مفتوحاً، ولأن الفضاء والاتصال والسفر مفتوح، ويعد من أبرز سمات عصرنا، فعلى المسلم أن يستفيد من كل هذا الانفتاح ويبرز قيم أخلاقه الراقية التي تجتذب الفطر السليم إليه، لا ينفر منه الناس، ولا يشقى بالتعامل مع أحد، إذ المفروض أن يكون سعيداً في نفسه ومصدر سعادة للآخرين. وتحدث العلماء عن الدعاء وبيّنوا فضله وحاجة الإنسان المخلوق إلى مدد الخالق، وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي ورد فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن للصائم دعوة لا ترد، وذلك في وقت السحور وعقب الصلوات وعند الإفطار وفي كل ساعة من ساعات الصيام، إذ إن الدعاء المستجاب للصائم قد وعد به رب العالمين سبحانه وتعالى عقب آيات الصيام في سورة البقرة، حيث توّج الله سبحانه وتعالى تكريم الصائمين بقوله عز وجل وهو أصدق القائلين: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي، وليؤمنوا بي، لعلهم يرشدون). واستجابة الدعاء فضل وكرم إلهي لمن قدّم بين يديه عملا صالحاً مخلصاً، والصائم يمارس عبادة سرية لا يطلع عليها إلا الذي يعلم السر وأخفى، يدع الصائم طعامه وشرابه وجميع ملذات الدنيا استجابة للأمر الإلهي (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام..) وفي الحديث القدسي الصحيح أن الله سبحانه وتعالى يباهي ملائكة السماء بعبادة الصائمين، إذ (يدع أحدهم طعامه وشرابه لأجلي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له). كادر// العلماء يحثون المسلمين على ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش الإنساني تخصيص الدعاء وجه العلماء المحاضرون بأن يخصص الصائمون بدعائهم لولي الأمر الحاكم أولاً، ثم الوالدين، ثم يوسعوا دائرة المدعو لهم من الأزواج والأبناء والإخوة والأرحام.. فالله واسع المغفرة وهو ذو الفضل العظيم، وقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يدعو بجوامع الكلم، من مثل قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، ففي هذه الآية الكريمة جمع الله لنا كل ما نتمنى من نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، والنجاة من النار، فعلى المسلم أن يدعو بما علمه الله في القرآن الكريم من أدعية الأنبياء، كما عليه أن يقتدي برسول الله، صلى الله عليه وسلم، في دعائه ..(اتقوا الله وأجملوا في الطلب) أي ليس الأمر بطول الدعاء. ثم أوضح أصحاب الفضيلة العلماء آداب الدعاء التي من أهمها أن يحسن العبد الظن بمولاه، ويدعوه وهو موقن بالإجابة، وأن يتحرى الحلال فيما يكتسب ويطعم، فقد بيّن ذلك رسول الله، إذ كيف يدعو العبد ويرتجي الإجابة (ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام فأنّى يستجاب له)، وكذلك عليه أن يصل رحمه فصلة الرحم من أسباب استجابة الدعاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©