الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال غزة.. ضحايا العدوان الإسرائيلي

15 يوليو 2014 00:31
سعود أبو رمضان وجوناثان فيرزيجر غزة بعد أن أصيبا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة هذا الأسبوع، رقد طفلان في الخامسة من عمرهما من عائلة واحدة في فراشين جنباً إلى جنب في الطابق الرابع من مستشفى الشفاء في غرب مدينة غزة. واستهدفت إسرائيل والد أحد الطفلين في شمال قطاع غزة الذي تعيش فيه العائلة. وقالت آمال حماد، جدة أحد الصبيين، إن والده البالغ من العمر 35 عاماً قتل في الهجوم مع خمسة آخرين من أفراد العائلة من بينهم والدة الطفلين أيضاً. ووصفت الجدة ما حدث قائلة إن أفراد العائلة كانوا يجلسون جميعاً في حديقة المنزل الصغيرة، وفجأة أصاب صاروخ المنزل. وأضافت أن الطفلين «لم يفعلا شيئاً، لم يطلقا صواريخ على إسرائيل. كانا يحتفلان بليل رمضان فحسب... ما ذنب هذين الطفلين؟ إنهما ليسا مجرمين». والقتلى الستة في عائلة حماد هم ضمن ما لا يقل عن 100 فلسطيني قتلوا الأسبوع الماضي في تصاعد العنف بسبب قصف إسرائيل المتواصل من البحر والجو على قطاع غزة الذي تحكمه «حماس». وتقول إسرائيل إن شن هجوم بري على غزة ما زال أحد الخيارات الممكنة، وقد عبأت بالفعل أكثر من 30 ألفاً من قوات الاحتياط، ولكن معظم الهجمات ما زالت جوية حتى الآن وأصابت نحو 1200 هدف في القطاع. ويتزايد الضغط الدولي الآن على الجانبين من أجل التهدئة. وتزعم إسرائيل أنها تسعى لتقليص الإصابات إلى أدنى حد جراء هجماتها على المسلحين الذين أطلقوا مئات الصواريخ على إسرائيل، من خلال تحذير المدنيين كي يفروا من حول المناطق المزمع ضربها. وزعمت أن التحذيرات تتضمن الطرق التي يمكن للسكان استخدامها بأمان. وتوعدت إسرائيل بأن قواتها ستهاجم «كل منطقة أطلقت منها صواريخ». وهذه هي المرة الأولى التي تحذر إسرائيل فيها الفلسطينيين مطالبة إياهم بمغادرة منازلهم في مثل هذه المنطقة الواسعة. وكانت التحذيرات السابقة تتم عبر الهاتف أو بإطلاق صواريخ دون شحنة ناسفة على منازل الأفراد المستهدفين. ولم يسقط أي عدد يذكر من القتلى جراء أكثر من 800 صاروخ قال الجيش الإسرائيلي إنها أطلقت على إسرائيل من غزة منذ بدء الهجمات. واعترض هذه الصواريخ نظام القبة الحديدية الإسرائيلي الذي ساهمت الولايات المتحدة في تمويله. وتعتبر إسرائيل كما هو شأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حركة «حماس» جماعة إرهابية وتدرج «الجهاد الإسلامي» أيضاً في نفس التصنيف. وقد أشار سياسيون إلى أن وقوع غزو بري قد يزيد على الأرجح عدد الضحايا. وآخر مرة أرسلت فيها قوات إلى داخل القطاع كانت في عام 2009 وقتل خلالها أكثر من ألف فلسطيني ولقي 13 إسرائيلياً أيضاً حتفهم. وفي سديروت، البلدة الإسرائيلية التي تبعد بضعة أميال عن غزة، جعلت صافرات الإنذار التي انطلقت بعد الظهيرة المتسوقين في سوق «فيكتوري» يهرولون بحثاً عن أي مكان للاختباء. وقال «إيلي سعد» البالغ من العمر 56 عاماً وهو مسؤول عن قسم الخضروات والفواكه في السوق إن الصافرات هي خامس تنبيه من سقوط صواريخ في اليوم، ولم يعد الزبائن يفزعون من ارتفاع أو انخفاض صوت التنبيه. وأشار سعد إلى أن طريقة العيش في ظل صافرات الإنذار جنونية ولكنهم تعودوا عليها على كل حال. وسوق «فيكتوري» يقصده عدد كبير من زائري البلدة. وكان حرف «في» في كلمة «فيكتوري» مرسوماً على شكل أصبعين أبيضين كبيرين. ولكن قبل سنوات أسقط صاروخ اُطلق من غزة حرف «في» هذا من على واجهة المبنى وظلت بقية الحروف العبرية من اسم السوق كما هي. وقال ساسة إسرائيليون إنهم يسعون إلى تحقيق نصر حاسم على «حماس» في الحملة الحالية. وهدد نتنياهو، يوم الجمعة الماضي، قائلاً إنه «لا حصانة لهدف إرهابي». وبدوره قال «يوفال شتاينيتس» وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخباراتية الإسرائيلي إن الهدف الأساسي من الهجوم ينصب على «محو القدرة العسكرية لحماس». ومن جانبهم تعهد زعماء «حماس» في غزة بأن يصمدوا أمام إسرائيل. وانتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بشدة استراتيجية إطلاق «حماس» للصواريخ ولكنه أدان أيضاً إسرائيل قائلاً إنه من غير المقبول أن يتعرض قطاع غزة لمثل هذا العدوان كل عامين. وشارك عباس الذي ينتمي إلى حركة «فتح» المسيطرة على الضفة الغربية في محادثات سلام مع إسرائيل، ولكن آخر جولة من المحادثات انهارت في أبريل الماضي. واحتلت إسرائيل قطاع غزة على مدار 38 عاماً وما زالت تفرض على القطاع حصاراً اقتصادياً منذ انسحابها منه في عام 2005. وقال سعد من سوق «فيكتوري» في بلدة سديروت إنه قبل عقدين من الزمن كان يزور مدينة غزة لشراء البضائع ولكن رحلاته الأسبوعية تقلصت بعد بداية الانتفاضة الفلسطينية في ديسمبر عام 1987. ورثى سعد لما يحدث «لأن هناك الكثير من الناس الطيبين في غزة ولسوء الحظ لديهم زعماء يريدون قتلنا». أما ماجد أبو مراحيل فيقول إن ابنه خالد البالغ من العمر سبعة أعوام في حالة حرجة بعد أن استقرت شظية من صاروخ إسرائيلي في رأسه. وجاء أبو مراحيل إلى مستشفى غزة ليسهر على راحة ابنه خالد الذي كان يلعب خارج المنزل في مدينة غزة «عندما سمعنا فجأة صوت انفجار كبير». وأضاف ماجد «آمل أن يتغلب ابني على إصاباته وأن يعود إلينا... ولكن ماذا عن الآخرين الذين فقدوا أسرهم؟». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©