الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تنقذ بيئة المستقبل بالطاقة المتجددة

الإمارات تنقذ بيئة المستقبل بالطاقة المتجددة
28 يونيو 2015 01:20
حوار: أحمد عبدالعزيز أشادت الدكتورة جين جودال المبعوثة السابقة بالأمم المتحدة للسلام ورئيسة مؤسسة «روتس أند شوتس» المعنية بنشر الوعي البيئي والإنساني بين دول العالم، بجهود دولة الإمارات في الاهتمام بالبيئة وذلك منذ عقود على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه الرجل الذي احترم البيئة والأرض، قائلة: أحببت المحميات التي أنشأها وتستمر هذه المساعي الحثيثة لتتجسد في عدة أوجه لحماية الطبيعة والكائنات الحية من الانقراض ليس فقط في الإمارات بل أيضا في عدة بقاع حول العالم. ووصفت المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بالشخصية الحكيمة، حيث كان ينظر إلى المستقبل من خلال الحفاظ على البيئة من خلال إطلاق المحميات الطبيعية والحفاظ على أشجار القرم، وإنقاذ الحيوانات والمخلوقات النادرة المهددة بالانقراض، مضيفة أن جهود الشيخ زايد رحمه الله التي بدأها تستمر إلى الآن وهذا ما تعتبره شيئا رائعا. وأشارت في حوار لـ«الاتحاد» إلى أن الجهود الرائعة التي بذلتها هيئة البيئة أبوظبي والتي تعمل مع مؤسسة «روتس آند شوتس» للبيئة، على برنامج ينطلق من أبوظبي ويذهب لمختلف مناطق الإمارات، مؤكدة أن هذا يعد خطوة مهمة إضافة إلى برامج الهيئة للحفاظ على أشجار القرم (المانجروف) والأحياء المهددة بالانقراض، الأمر الذي أدى إلى أن المجتمع يعي بأهمية البيئة، ولمزيد من الحفاظ على البيئة، لفتت إلى ضرورة الاعتماد على الطاقة المتجددة وأهمية الاستثمار في هذا الشأن، موضحة أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في الدخول إلى هذا المجال الحيوي الذي ينقذ البيئة في المستقبل. فيما أعربت، عن أسفها لما يدور الآن في بعض مناطق الشرق الأوسط، حيث استخدام جماعات إرهابية للدين الإسلامي وقيامهم بارتكاب جرائم بشعة ضد المسلمين أنفسهم، مشيرة إلى أن الإمارات نموذج لدولة مسلمة تحترم الجميع وتعمل على رفعة مجتمعها. وتحدثت عما شاهدته في زيارتها الرابعة لدولة الإمارات، التي تبدو مختلفة هذه المرة، حيث حلت ضيفة خلال زيارتها التي تزامنت مع أيام شهر رمضان الذي له طقوس وعادات مميزة في المجتمع الإماراتي ومن أهمها المجالس الرمضانية التي وصفتها بالحوارات التي تمارس في دول غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية. وأضافت أنها تعرف الكثير عن الإسلام وعن شهر رمضان حيث إن المجتمع الإسلامي في بريطانيا ضخم، مشيرة إلى أنها عرفت معلومات عن الدين الإسلامي من أصدقائها المقربين من المسلمين، ولديها معرفة إلى حد ما عن شهر رمضان وفرض الصوم وكيف تكون حياة المسلمين في هذا الشهر الفضيل. ولفتت إلى أنها أيضا ناقشت مع أصدقاء مسلمين أن ما يحدث الآن هو تطويع مجموعات إرهابية للدين الإسلامي ولتعاليم القرآن الذي لا يمكن أن يأمر بمثل هذه الأفعال، وهو أمر غريب ولا يعدو أن يصدق وغير منطقي على الإطلاق بل ما يحدث هو تدمير للدين وتشويه له، وأن أي شخص لديه قدر من الإيمان بالله وجزاء الجنة لا يمكن أن يقدم على القتل للنساء والأطفال والضعفاء وربط هذه الأفعال الوحشية والجرائم بالدين. وأرجعت جودال أسباب ظهور هذه الجماعات الإرهابية إلى المستوى المتدني للتعليم، ومنهم من ليس لديه أي قدر من التعليم علاوة على استغلالهم من قبل بعض هذه التيارات المنحرفة والتي تعمل على غسل عقول الأشخاص الذين لم يحصلوا على قدر من التعليم، وبعض النماذج من مرتكبي هذه الجرائم تعود إلى غضبهم الشديد الذي نتج عن عدم العدالة التي عاشوها بالعالم، ولكن من سوء الحظ أن هذا الغضب والكراهية تم توجيههما للأشخاص الخطأ، وأن الضحايا أبرياء ويحاول هؤلاء الإرهابيون أن يلصقوا هذا السلوك بالدين. وأرسلت جودال رسالة إلى العالم بأنه لا يمكن أن يكون باقي الشعوب المسلمة تابعين لهذه الجماعات الإرهابية أو لأشخاص تمارس القتل باسم الإسلام، مضيفة أن الإسلام الذي يجمع الأسر والمجتمعات في شهر الصوم على الخير وعلى خدمة الفقراء، من سوء الحظ أن يظهر هؤلاء المتطرفون والإرهابيون لتسويد وتشويه صورة الإسلام في العالم، ويمكن وصفهم بأنهم يحاولون هدم الدين وما يرتكبونه هو بعيد كل البعد عن صلب الدين الإسلامي. وقالت إن الحدود في الإسلام تقضي في حال جلد إنسان أذنب أو أجرم بضرورة أن يضع الجلاد المنفذ للحكم الشرعي، المصحف تحت إبطه ومن المخالفة للشرع أن يسقط المصحف وذلك حتى لا يجلده بقسوة أو قوة مفرطة، متسائلة من يعرف هذه الحدود والشريعة؟ وما يحدث للإسلام هو تشويه لتعاليمه. وعن المجالس الرمضانية، قالت: إنها بالفعل فكرة رائعة ومتميزة وإيجابية وتحمل معاني كثيرة، حيث إنها ذكرتني بحكم الأمريكيين الأصليين حينما كانوا يجتمعون لمناقشة قضايا المجتمع والعمل على حلها، وهي امتداد لاجتماع الأسرة الواحدة التي تجتمع لحل مشكلاتها ومناقشة قضاياها ما يدل على تماسك الأسر في الشرق، بينما في الغرب فإن الأسرة غير مندمجة ومفككة، وكان في الماضي يحدث أن تجتمع الأسر أما الآن في هذا الوقت المعاصر لم يعد يحدث في المجتمعات الغربية. وأوضحت أن هناك قيما لابد أن تتحلى بها المجتمعات حتى ترتقى ومنها الاحترام والحب والأمل والتي تضيف للإنسان القوة والطاقة التي تدفعه إلى النجاح والبناء والحفاظ على كل ما حوله وكل من يعيش بجانبه أو من يختلف معه. وأشارت إلى أن ما شاهدته في الإمارات يعكس أن الدين الإسلامي ليس دين عنف بل هو دين يدعو للتفكير والتدبر علاوة على أنه دين يدعو للتعامل بالحسنى مع الآخرين حتى يحسنوا إليك وهذه قاعدة ذهبية وموجودة في كل الأديان وإذا كانت قاعدة أساسية تضبط إيقاع الحياة وتنتج مجتمعات مسالمة. أديان وأعراق مختلفة ولفتت إلى أن برنامج مؤسسة «رونتس أند روتس» يعمل على تجميع طلاب المدارس من أديان وأعراق مختلفة وجنسيات متباينة للعمل على زيادة التفهم بين الشعوب والأديان وهذا ما حدث بالفعل في مدرسة أمريكية وكانت نتائجه إيجابية خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر حيث كانت الصورة سلبية إلا أن بعد التقارب بين الطلاب وتفهم كل منهم للآخر أدى إلى نتائج رائعة. كادر 4// جين جودال بدأت جين جودال دراستها الرائدة حول سلوك الشمبانزي في (حديقة غومبي ستريم الوطنية) عام 1960، حيث شكلت هذه الدراسة فيما بعد الأساس الذي قامت عليها البحوث حول الحيوانات الراقية وأعادت رسم العلاقة بين البشر والحيوانات. وأسست (معهد جين غودول) عام 1977م، ثم أسست شبكة «روتس آند شوتس» (جذور وبراعم) عام 1991، وتم تعيينها رسولة سلام لدى منظمة الأمم المتحدة عام 2002، وحاصلة على وسام الشرف الفرنسي، ووسام تنزانيا، وجائزة كيوتو اليابانية المتميزة، ومُنحت لقب سيدة الإمبراطورية البريطانية سنة 2003م. كادر 3/ جين جودال «روتس أند شوتس» قالت الدكتورة جين جودال: ان مبادرة منظمة «روتس أند وتس» التي تضم في عضويتها 136 دولة حول العالم، مشيرة إلى أن الهدف هو تربية أجيال جديدة من مختلف الثقافات والأعراق والجنسيات والأديان، وجمعهم في 11 فريق، ويعملون في ورش عمل بأبوظبي، وكانت هي أحد الأسباب التي تم اختياري مبعوثة للسلام للأمم المتحدة. وأوضحت أن منظمة «روتس آند شوتس» (جذور وبراعم)، هو برنامج بيئي وإنساني عالمي يحقق التواصل بين مئات الآلاف من الشباب في أكثر من 136 دولة حول العالم. ويشهد البرنامج نمواً في أبوظبي، حيث يتمّ تمكين الشباب من مختلف الأعمار من أجل اختيار ثلاثة مشاريع تساعد مجتمعاتهم المحلية، وحيواناتهم، وبيئتهم التي يشترك الجميع في ملكيتها. كادر 2/ جين جودال حماية المها العربي قالت الدكتورة جين جودال «إن مشروع حماية المها العربي وإنقاذها من الانقراض يعد من المشروعات المهمة للغاية والتي تدعو للاهتمام بها، علاوة على أن المشروع حقق هدفا وهو زيادة الوعي البيئي علاوة على برامج إعادة المها العربي». وأضافت أن مشروع حماية المها جاء بعد أن كان يتم صيدها وأوشكت على الانقراض بل انتهت بالفعل في عدة مناطق، مشيرة إلى أن نتائج مشروع حماية المها العربي مبهرة، معربة عن سعادتها البالغة بعد أن رأت 500 من المها العربي في مناطق بتشاد لتعود إلى الحياة مرة أخرى بعد أن انقرضت في مناطق بشمال أفريقيا، علاوة على زيادة الوعي بين المجتمعات بضرورة الحفاظ على الأحياء. وأشادت بصندوق الشيخ محمد بن زايد لصون الكائنات الحية، حيث إن الصندوق دعم أكثر من 1200 مشروع حماية كائنات مهددة بالانقراض في 150 دولة، وتعمل من أجل 900 نوع من الحيوانات والمخلوقات المهددة بداية من الحشرات وصولا إلى النمور والقطط الكبيرة. كادر// جين جودال/ 1 نقص مصادر المياه العذبة حذرت جين جودال من النقص الشديد في مصادر المياه العذبة وإنها مشكلة كبيرة وخطيرة تواجه دول المنطقة ولابد من زيادة الوعي البيئي بهذه المعضلة التي تواجه دولا كثيرة في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، حيث إن المياه هي أساس الزراعة والصناعة وبالتالي تشكل مشكلة ضخمة في الوقت الذي يتم فيه الاعتماد على تحلية مياه البحر ما يؤدي إلى الإضرار بالشعاب المرجانية ويضر بالبيئة البحرية على المدى البعيد ليس فقط في الخليج بل أيضا في العالم أجمع. ولفتت إلى أن هناك أخطارا أخرى على البيئة تتمثل في انتشار برامج تخصيب اليورانيوم في مناطق متفرقة في العالم، حيث إنها تشكل خطورة بالغة كما شاهدناه في الكارثة البيئية وما حدث في مفاعل فوكوشيما باليابان، وما فعلته القنبلة الذرية في الحرب العالمية الثانية وما خلفته من دمار. وقالت: إن إحداث التوازن البيئي يؤدى إلى حل مشكلات تغير المناخ وآمن لحياة الإنسان ويحمي من إهدار البيئة، وأكدت أهمية وجود مطبوعة «ناشيونال جيوجرافيك» باللغة العربية حيث إن هذا النوع من الثقافة يزيد الوعي البيئي. ولفتت إلى أهمية إدخال مناهج دراسية في الأعوام المختلفة والتي تركز على البعد البيئي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©