الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فقاعة العقارات تلقي بظلالها على الاقتصاد الإسباني

فقاعة العقارات تلقي بظلالها على الاقتصاد الإسباني
26 سبتمبر 2010 22:55
كان يفترض أن يكون مجمع فالديلوز السكني في إسبانيا عامراً بمن يحلمون بالإقامة في عش أحلامهم. وهو عبارة عن حي عمراني مبني حول محطة قطارات عالية السرعة قريب من مدينة جوادا لاجارا شمال شرق مدريد في منطقة شبه ريفية هادئة قريبة من العاصمة ومن مدينة إقليمية جيدة الخدمات. افتتح هذا المجمع السكني في عام 2006 في ذروة ازدهار العقارات السكنية في إسبانيا وهو مصمم لاستيعاب 30 ألف نسمة ومزود بالمدارس والمنشآت الرياضية وأنشطة تجارية وكافة المتطلبات والكماليات التي يحتاجها حي سكني في القرن الحادي والعشرين. غير أن الفقاعة العقارية انفجرت في عام 2007 قبل إعمار حي فالديلوز وغيره العديد من الضواحي السكنية الجديدة في سائر أرجاء إسبانيا، إذ انعدمت مبيعات المساكن وبناؤها مع نضوب التمويل المصرفي. وراح عدد من مطوري مشروع فالديلوز منها شركة أورباليا تتقدم بطلب حماية الدائنين أمام محاكم الافلاس الاسبانية في نهاية العام الماضي ضمن مئات من الشركات العقارية وشركات التشييد ومواد البناء. وباتت ضاحية فالديلوز رمزاً للتخلف عن تسديد القروض السهلة وحمى المضاربة بما لديها من 1400 مقيم فقط وصفوف وراء صفوف من المنازل الساكنة جزئياً أو الشاغرة وعدد من المتاجر المتناثرة وقطع أراض سكنية غير مطورة بعد. وقال أحد المقيمين في الضاحية: "كان كثير من الناس يشترون من على الرسم التخطيطي أملاً في تحقيق أرباح سريعة". وتفيد تقارير الحكومة الإسبانية بأن عدد مبيعات المنازل الجديدة والقائمة في النصف الأول من هذا العام لم يتجاوز 226000 مسكن ما يساوي نحو نصف مبيعات ما قبل الأزمة لنفس الفترة. والأهم من ذلك أن معدل بناء مساكن جديدة انخفض انخفاضاً حاداً إذ سيبلغ إجمالي عدد المساكن الجديدة أقل من 100 ألف مسكن هذا العام مقارنة مع 800 ألف مسكن في عام 2006. كما هبطت أسعار المساكن 20 في المئة من سعرها الابتدائي في السنوات الثلاث الماضية بحسب تقارير الحكومة المركزية مقارنة بزيادة سنوية بلغت 17 في المئة في أسعار المساكن قبل الأزمة وفي ذروة الازدهار العقاري. غير أن الإحصائيات الرسمية لا تعكس تماماً الضغوط التي تضطر البنوك والمطورين إلى بيع عقارات بأي سعر وخصوصاً في الضواحي شبه الريفية مثل فالديلوز وفي سوق منازل العطلات والتي يعرض فيها الوكلاء حسومات تصل إلى 50 في المئة من سعرها وقد عمل هذا الحسم من جهة وضعف اليورو بالنسبة للجنيه الأسترليني وعملات أوروبية أخرى على بدء إنعاش الإقبال على شراء مساكن العطلات. ويقول فميكتور ساجي رئيس التسويق والمبيعات في شركة تايلور ويمبي سبين: "في الواقع لم ينعدم أبداً إقبال الأجانب على شراء المساكن وهناك دائماً استفسارات كثيرة". ويضيف أن تايلور ويمبي باعت 150 مسكناً حتى الآن هذا العام مقارنة مع 175 مسكناً العام الماضي و212 مسكناً في عام 2008 ومتوسط 400 مسكن (أو أكثر من مسكن واحد في اليوم) خلال فترة الازدهار وتؤمن تايلور ويمبي بأن الطلب بدأ يتعافى من جديد لدرجة أن الشركة استعجلت مؤخراً تطوير مجمع سكني مؤلف من 54 وحدة قريب من ماربيلا على ساحل كوستا ديل سول. غير أن العديد من المطورين الآخرين لم يتعافوا من الأزمة بل انهاروا بفعل الديون الطائلة. في الواقع بعد ثلاث سنوات من حالات الإفلاس والتخلف عن التسديد وحجوزات الرهن العقاري ومقايضات ديون بأصول وديون بأسهم وتصفية عدد من الصناديق العقارية أضحت بنوك إسبانية أكبر مالك عقارات ووكيل عقارات في إسبانيا. فحسب بنك إسبانيا كان لدى البنوك ما يساوي 60 مليار يورو (76 مليار دولار) من المنازل والمباني التجارية في كشوفات موازنتها في نهاية العام الماضي. كذلك تعد المؤسسات المالية أكبر مقدم حسومات عن طريق التخلص من عقارات من خلال مزادات ومبيعات مدعومة للموظفين وعروض ترويجية خاصة. ويعزى ذلك في المقام الأول إلى اضطرارها إلى التخلص من الأصول غير المشغلة تفادياً لمخاطر المزيد من الخسارة. وتقوم كبريات مؤسسات الإقراض بصفة مستمرة بالإعلان عن حسومات تزيد على 30 في المئة لمن يشتري منزلاً أو شقة مع قرض تصل مدته إلى 40 سنة. ويقول كاجا مدريد ثاني أكبر بنك توفير في إسبانيا إن مبيعاته جيدة إذ باع 1240 منزلاً في خمسة أشهر إلى نهاية مايو بزيادة بلغت 700 في المئة عن مبيعات الفترة ذاتها من العام الماضي. غير أنه رغم تزايد المبيعات وركود أنشطة بناء جديدة يقول معظم الخبراء إن الأمر قد يستغرق ثلاث إلى أربع سنوات أخرى لاستيعاب الفائض من المعروض من المساكن. وكشف بحث مسحي أجراه موقع ايدياليسنا دوت كوم على الشبكة أن هناك نحو 690 ألف منزل جديد غير مبيع في إسبانيا. وبعد إضافة مشاريع التطوير العقاري غير المشطبة والمساكن العامة غير المبيعة قد يصل الرقم إلى نحو مليون منزل غير مبيع. وتشكل فالديلوز نحو 1000 من هذه المساكن وبحسب مقيم محلي آخر هناك 120 شقة من إجمالي 150 شقة في مجمعهم السكني لم تبع بعد الأمر الذي يزيد رسوم صيانة الضاحية العمرانية. ومع تردي أحوال المطور لا يوجد مال لصيانة حمام السباحة الذي يظل مغلقاً خلال الصيف الحارق، ويقول أحد السكان: "ربما تصبح هذه الضاحية عامرة يوماً ولكنها الآن فإنها مقبضة إلى حد ما". نقلاً عن - "فاينانشيال تايمز" ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©