الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي بن غافان: لرمضان عادات أصيلة لا تبرح خيالنا

علي بن غافان: لرمضان عادات أصيلة لا تبرح خيالنا
15 يوليو 2014 00:25
موزة خميس (دبي) على سفح جبل صغير يقع منزل علي بن سالم بن غافان، في منطقة تسمى الدفيّن وسط الجبال، وهي تقع بالقرب من الميدق ومن ناحية أخرى قريبة من الحنية على الطريق المؤدي إلى الفجيرة، ويوجد في المنطقة نحو عشرة بيوت، في كل منها خمس أسر، هم الأبناء والأحفاد والوالدين وربما الجد والجدة، ويقضي بن سالم جزءا من وقته يعتني بمزرعته الصغيرة، خاصة أنه يستفيد منها من حيث توفر له أصناف التمور، التي ينتفع بها مع أسرته. عن ذكرياته في رمضان، يقول بن غافان “التلاقي في رمضان عادة جميلة يعتبرها الجميع تراثا للأجداد يستعيده الأبناء متخلين عن حياة المدنية بتعقيداتها، حيث يتم استقبال الأقارب والأصدقاء، ونفطر نحن الرجال في الأسرة الواحدة مع بعضنا وتفطر النساء والفتيات مع بعضهن، مضيفا “العادات الرمضانية والذكريات لا تزال عالقة في ذاكرة الآباء والأمهات عن صيامهم وعباداتهم وتعاطفهم فيما بينهم، وكيف كان الأهل معنا في قديم الزمان، ورغم تشابه الذكريات عن العادات الرمضانية بين الشعوب المسلمة، إلا أن لكل منطقة ولكل مدينة نكهة تتردد في الروح، وكأنها تتذوق ذلك الماضي وتستشعر السنوات القليلة الماضية، وخاصة الصيام وقيام الليل والزكاة”. ويوضح “كنا نقلد آباءنا عندما تشتد الحرارة ونحن صيام، بأن نغمس ملابسنا في الماء ونرتديها كي تبرد علينا عن حرارة الشمس، لأن المنطقة لم يكن فيها كهرباء”. ومن الأمور المهمة التي كبروا عليها، يقول “لا بد أن يصطحب الأب الصبيان الصغار وهو في طريقه إلى المسجد، حتى لو لم يكن الصبي يعرف معنى الصلاة، وذلك حتى يعتاد على الخروج إلى المسجد، وعندما يفطر الرجال لا يتركه مع النساء، ولذلك نجد أنفسنا اليوم نفعل ما كان يفعل آباؤنا معنا. ومن أجمل الأوقات تلك التي نقضيها مع بعضنا وقت ما بعد صلاة التراويح”. ويوضح “نحن نعتبر من الجيل الجديد الذي أصبح اليوم على مشارف الخمسين من العمر، ولكن لا نزال نتذكر طفولتنا في هذا المكان النائي عن المدن البعيدة، ورغم ذلك الحمد لله بتوافر المركبات لم يعد هناك أي عائق في أن أنطلق وأنا صائم لأفطر في منطقة من مناطق الباطنة في سلطنة عمان، لأن بيننا وبينهم قرابة ونسب، وأعود في ذات اليوم”. وعن رمضان في طفولته، يقول بن غافان “لم نكن نعلم في طفولتنا الكثير عن أحكام الصيام، ولكن الأهل والجيران كانوا ينتهزون الفرص عندما نتجمع لنتعلم منهم معنى الصوم وكيف يكون، وما الذي يجب أن نصوم عنه كاللغو والثرثرة وذكر الغير في عدم وجودهم، وكنا نشارك الكبار في كل شيء فنحن علينا واجبات يجب أن نقوم بها”. ويتابع “بالنسبة للمرأة الجبلية فهي سيدة شجاعة قوية ومربية فاضلة وذات حياء كبير، وهي تربي الأبناء على السمو في الأخلاق مع التمسك بالدين والتقوى، وحتى اليوم هي المربية والمعلمة الأولى، وهي خير عون لأسرتها في رمضان، ومن واجباتها تربية الأبناء على العادات الرمضانية، وتوكل لأبنائها بعض الوجبات البسيطة، مثل تعليمهن بعض الأكلات والمساعدة في الطهي”، مشيرا إلى أن الناس كانوا قديما يعتمدون بشكل رئيس على التمر والبثيث، (اليقط أو الإقط)، الذي كان يتناوله سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء ذلك في الأحاديث، ونحن هنا كنا نفطر عليه مع التمور”. ويزيد “بالنسبة للشباب فإنهم يلحقون بالآباء ويعملون على مساعدتهم في المهن التي احترفوها، والغالبية كانوا يهتمون بالزراعة، ومن ذلك الإنتاج يأكلون ويبيعون بعض المحاصيل، وربما يركب أشخاص عدة على الحمير كي يذهبوا إلى الفجيرة أو دبا للبيع والشراء، ولكن في رمضان لا يذهبون لمسافات بعيدة بسبب الصوم”. وعن أشهر أطعمة رمضان قديما، يقول بن غافان “كان خير طعامهم التمر واللبن أيضا، كما تصنع النساء الروب أو الزبادي من حليب الماعز والخرفان، ويؤكل عند الإفطار أو السحور مع خبر القمح، أو يتم تناول الخبز بعد وضع بعض الدهن والسكر على وجه الخبرة، ويؤكل الخبز أيضا على شكل ثريد إما مع مرق اللحم أو مرق الخضراوات أو مرق الدجاج”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©