الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القوات العراقية تسيطر على «كركوك» بالكامل

القوات العراقية تسيطر على «كركوك» بالكامل
21 أكتوبر 2017 02:41
سرمد الطويل و باسل الخطيب (بغداد ـ اربيل) استعادت القوات العراقية أمس السيطرة على التون كوبري، آخر البلدات التي كانت تحت سيطرة القوات الكردية في محافظة كركوك والتي تبعد 50 كلم عن اربيل، كبرى مدن إقليم كردستان. وتهدف السلطات الاتحادية إلى إعادة نشر قواتها في جميع المناطق التي بسطت حكومة إقليم كردستان سيطرتها عليها وسط أجواء الفوضى التي نتجت عن هجوم داعش على شمال البلاد وغربها عام 2014. وقال مصدر أمني إن «وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب دخلت إلى وسط ناحية التون كوبري وسط اشتباكات لكنها تمكنت من اقتحامها ورفع العلم العراقي على مبنى الناحية». وأعلنت قيادة العمليات المشتركة أن «قطع جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي تعيد انتشارها وتفرض الأمن والنظام في ناحية التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك، والمدينة تحت سيطرة قواتنا الاتحادية». من جهته، أوضح مدير المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر حمادة لفرانس برس «على بركة الله بدأت عملية فرض الأمن وإعادة انتشار قواتنا البطلة في ناحية التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك»، مضيفا «مستمرون بإعادة الانتشار وفرض السلطة الاتحادية».وتواصلت المعارك بقذائف الهاون والأسلحة الأوتوماتيكية في المنطقة، لكن «القوات العراقية تمكنت من شن الهجوم ورفع العلم العراقي على مقر بلدية» ألتون كوبري.واقتحمت القوات العراقية الناحية من محورين وبُثت صورا للقوات المشتركة وهي تجوب شوارع البلدة الواقعة شمال مدينة كركوك وعلى الطريق الرئيسية باتجاه أربيل.وأكد المسؤول الأمني أن «السكان استقبلوا القوات العراقية بالفرح والزغاريد». وانسحبت القوات الكردية باتجاه مدينة اربيل، لكنها فجرت بشكل جزئي الجسر الرئيسي الذي يربط أربيل بمحافظة كركوك لإعاقة تقدم القوات العراقية.ويهدف تفجير الجسر إلى وقف تقدم القوات ومنعها من الوصول إلى حاجز التفتيش الرئيسي الذي أقامته سلطات اربيل في يونيو 2014 داخل حدود كركوك الإدارية. لكن مصدرا أمنيا آخر، أكد استمرار الاشتباكات بين القوات الاتحادية والبشمركة على أطراف البلدة. وقتل خلال الاشتباكات ضابط في قوات البشمركة برتبة لواء، بحسب مصادر أمنية. وقال قائد محور جنوب كركوك في قوات البشمركة القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وستا رسول إن «المعركة في كركوك أسفرت عن استشهاد 26 مقاتلاً من البشمركة وإصابة 67 آخرين بجروح».وأعلن مسؤول محور جنوب أربيل في البشمركة كمال كركوكلي، أن الاشتباكات مستمرة مع الحشد الشعبي الذي هاجم منطقة سيراوة التي تبعد خمسة كلم شمال التون كوبري. واستغلت القوات الكردية انهيار الجيش العراقي عام 2014 لإقامة هذا الحاجز الأمني الكبير، الذي يطلب من المواطنين العراقيين غير الأكراد الراغبين في الدخول إلى اربيل، الحصول على تأشيرة.ويبدو أن القوات العراقية الاتحادية تسعى إلى إعادة القوات الكردية إلى الحاجز الأمني القديم قرب اربيل. وشاركت أربعة أفواج من مكافحة الإرهاب ومثلها من الجيش ولواء من الشرطة الاتحادية والفرقة التاسعة في العملية. وقال المسؤول إن «أمن كركوك سيتعزز أكثر بعدما وصلت القوات الأمنية إلى ألتون كوبري». ويأتي هذا التقدم غداة ترحيب حكومة إقليم كردستان بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي للحوار الثلاثاء بعد العملية العسكرية الواسعة واستعادة المناطق المتنازع عليها وضمنها مدينة كركوك التي كان يسيطر عليها الأكراد. وفرضت السلطات الاتحادية هذا الأسبوع السيطرة على جميع الحقول النفطية في محافظة كركوك بعد انسحاب قوات البشمركة ما يقضي إلى حد كبير على أحلام إقليم كردستان العراق بالاستقلال. وقال مسؤولون أكراد إن عشرات الآلاف من الأكراد فروا من كركوك وطوزخورماتو إلى أربيل والسليمانية، المدينتان الرئيسيتان في إقليم كردستان.في غضون ذلك، قال رئيس الجبهة التركمانية العراقية، امس إن هناك خيارات لمستقبل كركوك الإداري بعد نجاح خطة فرض القانون في محافظة كركوك بجميع حدودها.وقال النائب أرشد الصالحي في تصريح صحفي «إن هناك خطة لمستقبل كركوك الإداري، وهي خيارات منها إعادة تنصيب محافظ من الكرد ورئيس المجلس من التركمان ونائب المحافظ من العرب وهذا ما يتبناه الكرد»، وأضاف «أن المشروع الثاني المطروح هو رأي مقدم من البعض بحل مجلس المحافظة وتنصيب محافظ بأمر من رئيس الوزراء، وأن يكون له أربعة نواب على أن يكون المحافظ شخصية تركمانية، ونحن من طرفنا نطالب أن يكون المحافظ من القومية التركمانية لإعطاء الفرصة للتركمان حول هذا التمثيل»، وذكر «في الجبهة التركمانية تدرس هذه الخيارات مع الأحزاب التركمانية جميعا، والهيئة التنسيقية العليا التركمانية للخروج برؤية موحدة، وليس بفرض رأي واحد». وكلف رئيس الوزراء حيدر العبادي لشغل منصب محافظ كركوك شخصية عربية هو روكان الجبوري بعد فرار المحافظ السابق نجم الدين كريم على خلفية عملية إعادة انتشار القوات العراقية في أربيل. ونفى محافظ أربيل نوزاد هادي، امس وجود أي خطر على أمن مدينة أربيل على خلفية تقدم القوات العراقية جنوبي المدينة، وقال للصحفيين: «إن الاتصالات جارية من أجل إيقاف تقدم القوات العراقية عند حدود ناحية التون كوبري التابعة لمحافظة كركوك»، وأضاف «أن القوات الأمنية والبيشمركة في حالة تأهب تام ونأمل أن تتوقف المواجهات المسلحة بين الطرفين». وطمأن هادي الأهالي قائلا «إن الاشتباكات التي رصدت في ناحية التون كوبري جنوب أربيل، دارت خارج حدود المحافظة في كركوك، وأن قوات البيشمركة متمسكة بالدفاع عن حدود المحافظة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©