الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عملاق مصرفي جديد بانتظار "النور" في أبوظبي

عملاق مصرفي جديد بانتظار "النور" في أبوظبي
5 سبتمبر 2018 00:07

يوسف البستنجي (أبوظبي)

تتجه أنظار المستثمرين وقطاعات الأعمال في أبوظبي ودولة الإمارات نحو بوادر ولادة عملاق مصرفي جديد في العاصمة الإماراتية، بإجمالي موجودات يتوقع أن تبلغ نحو 420 مليار درهم، في حال تمخضت المحادثات الأولية عن عملية دمج كبرى جديدة، لدمج كل من بنك أبوظبي التجاري وبنك الاتحاد الوطني ومصرف الهلال في كيان مصرفي واحد.
وفيما أعلن بنكا «أبوظبي التجاري» و«الاتحاد الوطني» أمس، انطلاق المحادثات المبدئية لعملية الدمج، يؤكد محللون ماليون وأكاديميون أهمية الخطوات الاستراتيجية التي تتبناها أبوظبي بهدف خلق كيانات مالية ومصرفية واقتصادية عملاقة، تستطيع المنافسة بقوة على مستوى المنطقة والعالم، وقادرة على تحمل المخاطر، والتعامل مع تعقيدات وتحديات الأسواق العالمية.
ويعد مجلس أبوظبي للاستثمار، وهو الجهة المسؤولة عن الاستثمار بحكومة أبوظبي، المساهم الرئيس والأكبر في البنوك الثلاثة، إذ تبلغ حصة المجلس نحو 62.5228% من رأسمال بنك أبوظبي التجاري ونحو 50.0075% من رأسمال بنك الاتحاد الوطني، فيما يعتبر المالك الوحيد لكامل رأسمال مصرف الهلال.
وتقدر الأرباح الصافية المجمعة للبنوك الثلاثة بنحو 3.25 مليار درهم خلال النصف الأول من 2018.
وفي نهاية يونيو 2018 بلغت السيولة النقدية المباشرة المتوافرة لبنك أبوظبي التجاري نحو 22.05 مليار درهم، وتجاوز النقد وما يعادله لدى بنك الاتحاد الوطني بنهاية يونيو 2018 نحو 4.03 مليار درهم، بينما كانت السيولة لدى مصرف الهلال بنهاية 2017 ما قيمته 2.74 مليار درهم.
وفيما يتعلق بالموجودات، كانت في بنك أبوظبي التجاري 272 مليار درهم بنهاية يونيو 2018، وبلغت نحو 101 مليار درهم بنك الاتحاد الوطني بنهاية النصف الأول من العام الجاري، بينما ناهزت 44.8 مليار درهم في مصرف الهلال بنهاية 2017.
ويقدر الخبراء أن مستويات الربحية سترتفع بمعدلات عالية جداً في حالة الدمج نتيجة تخفيض التكاليف التي تعتبر مرتفعة لدى بعض البنوك المشمولة في محادثات عملية الدمج المحتمل.
ويقارب مجموع حقوق الملكية للمساهمين في البنوك الثلاثة «أبوظبي التجاري» و«الاتحاد الوطني» ومصرف الهلال نحو 56 مليار درهم، وتملك البنوك الثلاثة نسبة مرتفعة من السيولة المؤهلة، التي تظهر ضمن بند النقد وما يعادله، والتي تبلغ نحو 29 مليار درهم تقريباً.
كما توقع الخبراء أن يؤدي الاندماج في حال اكتماله، إلى زيادة كبيرة في قدرة الكيان الجديد على المنافسة في سوق الصيرفة الإسلامية العالمية، حيث تقدر موجودات مصرف الهلال بنحو 44.8 مليار درهم بنهاية عام 2017، فيما بلغ صافي موجودات التمويل الإسلامي في بنك أبوظبي التجاري نحو 22.05 مليار درهم بنهاية يونيو 2018.
وأكد الدكتور علي أبورحمة عميد مشارك في كلية إدارة الأعمال بجامعة أبوظبي، أن المستقبل سيكون للكيانات المصرفية الكبيرة، كما أن تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدولة، يحتاج إلى كيانات مصرفية قادرة على تقديم التمويل اللازم بأسعار مقبولة لقطاعات الاقتصاد الوطني، وفقاً لآليات عمل حديثة ومتطورة ومناهج تمويل عالمية المستوى.
وأوضح أن التعامل مع الأسواق الخارجية، يحتاج إلى مؤسسات تمويل ومؤسسات صرفية ذات هوية عالمية، من حيث ملاءتها المالية وقوة قاعدة رأسمالها، ومستويات السيولة المتوافرة لديها، وقدراتها في توفير السيولة من الأسواق الدولية بأسعار منافسة إذا تطلب الأمر، كل هذه عوامل ستكون لها كلمة الفصل في المستقبل القريب، لتحديد مكانة أي بنك أو مؤسسة مالية، وإمكانات تطورها.
وأشار إلى أنه في ظل المعايير المعقدة والمتشددة، التي يخضع لها القطاع المصرفي والمالي سواء في السوق المحلية أو في الأسواق العالمية، فإن الكيانات المصرفية الكبيرة هي التي ستكون قادرة على العمل فقط، وأما الكيانات الصغيرة فعليها إعادة النظر في واقعها والبحث عن شركاء استراتيجيين أو النظر في عمليات اندماج لكي تتمكن من البقاء والعمل والتطور، وإلا ستبقى مؤسسات مصرفية هامشية في السوق.
وأوضح الدكتور أبورحمة أن عمليات الدمج التي شهدتها شركات عدة في أكثر من قطاع بأبوظبي خلال العامين الأخيرين، تعبر عن رؤية واضحة وآلية عمل تقرأ بشكل دقيق متطلبات وشروط المنافسة في الأسواق الدولية خلال السنوات القادمة، وتحضر الشركات الوطنية، ومن ضمنها القطاع المصرفي لكي تكون قادرة على المنافسة بقوة، والقيام بمهامها الاقتصادية الضرورية، لتحقيق أهداف خطط التطوير والتنمية التي تتبناها الإمارة.
إلى ذلك، قال وضاح الطه عضو المجلس الاستشاري لمعهد الأوراق المالية والاستثمار البريطاني في الإمارات، إن هذا الاندماج كان متوقعاً على خطى اندماج بنكي «أبوظبي الوطني» و«الخليج الأول» الذي انبثق عنه كيان مصرفي عملاق.
وأضاف: هذه خطوة استراتيجية ومهمة لإيجاد كيانات مصرفية قوية قادرة على تمويل المشاريع الوطنية الاستراتيجية، لافتاً إلى أن عملية الاندماج تقلل أيضاً المخاطر.
وقال الطه: إن التطورات الاقتصادية العالمية تحتاج إلى كيانات مصرفية كبيرة وقوية قادرة على مواجهة التغيرات في السوق الدولية، وبالإضافة لذلك فإنها تقلل التكاليف والمخاطر، مشيراً إلى أن المتطلبات المصرفية الدولية في تزايد وتشدد أكبر، وهذا واضح في معايير «بازل 3» والتي ستكون إلزامية مطلع 2019.
وأوضح أنه من المتوقع أن يشكل هذا الاندماج، خامس أكبر كيان مصرفي خليجي بأصول قد تصل إلى 113 مليار دولار، مضيفاً أن النوافذ الإسلامية في بنكي «أبوظبي التجاري» و«الاتحاد الوطني» سيتم تعزيزها من خلال مصرف الهلال؛ ولذا فإن أعمال الصيرفة الإسلامية سيتم تعزيزها بشكل كبير، ما يسهم بزيادة حصتها في السوق المصرفية الإسلامية.
وقال الطه: إنه من المهم الإشارة إلى أن أداء أسهم البنكين المدرجين في سوق أبوظبي للأوراق المالية كان أداءً جيداً، حيث ارتفع سهم بنك أبوظبي التجاري بنسبة 17.6% حتى صباح أمس، منذ بداية العام الحالي.
وأضاف أن سعر سهم بنك الاتحاد الوطني ارتفع بنسبة 16.6% منذ بداية العام الحالي حتى يوم أمس أيضاً، في حين أن مكررات الربحية للسهمين تعتبر منافسة جداً لآخر 12 شهراً، حيث بلغت لسهم بنك الاتحاد الوطني 7 مرات ونحو 8.2 مرة لبنك أبوظبي التجاري، وبناءً على ذلك فإن أسعار السهمين مغرية جداً.
وأضاف: يتوقع لهذا الكيان في حال إتمام الدمج أن يلعب دوراً أكبر في خطة التنمية ورؤية 2030 في أبوظبي، وأن يكون أحد روافع الاقتصاد المهمة.
وقال رضا مسلم المدير الشريك في شركة تروث للاستشارات الاقتصادية والإدارية، إن الاندماج في القطاع المصرفي جيد لخلق كيانات مصرفية عملاقة قادرة على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة حالياً.
وأضاف أن هناك عدداً كبيراً جداً من البنوك ومكاتب التمثيل ومكاتب الدفع وشركات التمويل والاستثمار والمحافظ الاستثمارية التي تعمل ضمن القطاع المصرفي والمالي في الدولة، معبراً عن اعتقاده بأن العدد أكبر مما يحتاج إليه السوق، مؤكداً «السوق يحتاج إلى كيانات مالية ومصرفية قوية قادرة على التمويل وفقاً لأدوات تمويل عصرية، وتستطيع تحمل المخاطر».
وقال إن المطلوب أيضاً مؤسسات عملاقة قادرة على خفض التكاليف، كنتيجة لقوتها المالية من جهة، وكذلك نتيجة عمليات خفض التكلفة من جهة أخرى.
وأشار إلى أن عملية الدمج المتوقعة يمكن أن تخفض القوة العاملة الحالية؛ لأنه سيحل محل العمالة الزائدة، أنظمة عمل مؤتمتة، ونظام إلكتروني متطور وخدمات تقنية، وآليات عمل جديدة أكثر فاعلية وإنتاجية وأقل تكلفة.
وأضاف: نتوقع ولادة عملاق مصرفي اقتصادي كبير، يمكنه تحمل الأعباء وقادر على الإقراض وفقاً لأسس مصرفية مدروسة، وقادر على تحمل مسؤولياته في إعادة الخريطة الاستثمارية ودوران العجلة الاقتصادية في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات. وأكد أنه يجب على البنوك دعم الاقتصاد؛ ولذلك فإن الكيانات المصرفية العملاقة ضرورة اقتصادية ومطلب حيوي مهم.
وقال أليكس كويلو الرئيس التنفيذي لمصرف الهلال في تصريحات سابقة لـ «الاتحاد»، إن المصرف يمضي قدماً بخطى ثابتة، ويتمتع بوضع قوي للغاية، خاصةً بعد الموافقة على طلب المصرف زيادة رأسماله في شهر يونيو 2018.
وأشار الرئيس التنفيذي للمصرف إلى «استراتيجية مصرف الهلال 2020» التي وضعت في مطلع عام 2017 لتعظيم إمكانات المصرف كمؤسسة مالية إسلامية رائدة، تستهدف تحقيق أفضل النتائج الممكنة في السوق المحلية.

«الاتحاد الوطني» يؤكد بدء محادثات الدمج مع «أبوظبي التجاري»
قال بنك الاتحاد الوطني، في بيان صادر عنه أمس، إنه تعليقاً على الأخبار المنشورة مؤخراً في بعض وسائل الإعلام، يؤكد بنك الاتحاد الوطني عن بدء محادثات مبدئية بشأن عملية دمج محتملة مع بنك أبوظبي التجاري.
وأشار إلى أن هذه المناقشات مازالت في طورها المبدئي وقد لا ينتج عنها أي صفقة فعلية.

سعيد الكعبي: الكيانات المصرفية العملاقة تدعم خطط التنمية الاقتصادية
قال الدكتور سعيد الكعبي الرئيس التنفيذي لمجموعة أسكورب القابضة، إن خلق كيانات مصرفية وطنية عملاقة قادرة على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية، يعتبر مسألة حيوية مهمة، لتعزيز أدوات النمو الاقتصادي، ودعم جهود وخطط التنمية الاقتصادية بالدولة.
وأكد الكعبي، أن الكيانات المصرفية الكبرى أكثر قدرة على تحمل المخاطر؛ ولذا لديها هامش أكبر في تقديم القروض والتسهيلات لتمويل قطاعات الأعمال بنسبة فائدة أو مرابحة أدنى من معدلات الفائدة السائدة في السوق، الأمر الذي يعزز الاستثمار، ويرفع وتيرة الاستهلاك والطلب في السوق المحلية، وهي عوامل حاسمة في دعم النمو الاقتصادي، وتعزيز الثقة بالسوق المحلية وزيادة جاذبيتها للاستثمار، وكذلك تعزيز الثقة بالقطاع المصرفي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©