عاش الناس في سنوات ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي حياة أكثر سعادة واستقراراً، بل وكانت الخصوصية عنواناً للحياة الزوجية الهادئة المتينة، لكن بمجرد ظهور تلك المواقع والتطبيقات، بدأت الكثير من العلاقات الاجتماعية في الانهيار.
وتعددت أسباب الانهيار الاجتماعي ذلك، فكثير من الخبراء والباحثين في هذا المجال يرون أن مواقع التواصل الاجتماعي فعلياً تهدم العلاقات الاجتماعية ولا تبنيها، بل إنها تجعل الفرد أكثر انشغالاً بصفحاتها الافتراضية عن علاقاته الفعلية في الواقع الأصلي.
وتصاعدت حدة التأثيرات السلبية التي أثرت على العلاقات الزوجية والعائلية عموماً، بعدما دأب مستخدمو تلك المواقع على نشر كل ما يتعلق بخصوصيات وتفاصيل حياتهم اليومية على الملأ جهاراً نهاراً دون اكتراث أحياناً ودون وعي أحياناً أخرى.
يقدم لكم موقع "الاتحاد نت" اليوم مجموعة من الأسباب التي ستجعلك تجحم عن الاستمرار في نشر كل ما يتعلق بأمور حياتك الشخصية عبر فضاء مواقع التواصل الاجتماعي، وهي كما استعرضها موقع businessinsider:
1- اختلاف وجهات النظر:
قد تنشر ما تعتقد أنه مفيد ومناسب واعتيادي في حياتك اليومية وطباعك الشخصية، من وجهة نظرك. لكن الناس قد لا تتقبل ذلك لأنهم مختلفون في تفكيرهم عنك، فتتعرض بالتالي للنقد والإساءة والإهانة والتجريح بلا أي داع.
بنشرك مجريات حياتك اليومية لن تجعل الناس تشعر بسعادتك ولن تمنحهم سعادتهم، لأن الكل ينظر للأمور بمنظور مختلف.
2- نذائر الشؤم تهل عليك:
باستعراضك ما وهبه الله لك وحرم غيرك منه، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قد تتسبب بتشكيل رأي عام سلبي ضدك، حيث سيعتبرك كثيرون بأنك متكبر ومغرور ولا تكترث بمشاعر الآخرين المحرومين، علاوة على أن أحدهم قد يدعو بالشر عليك.
بخلاف ذلك، لا تنس أنك قد تكون، وبكل تأكيد، عرضة للحسد وما أكثر الحساد هذه الأيام، وما أكثر ما نبتلى به بسبب شرورهم.
3- المصطادون في الماء العكر:
تعصف بكل بيت من بيوتنا العديد من المشكلات، التي قد تكون تافهة ويمكن حلها ببساطة لو بقيت بين جدران المنزل. لكن للأسف بنشر تفاصيل تلك المشكلة أو التلميح بها، فسوف تجد كثيراً من الناس يتقمصون دور الطبيب النفسي ويدلون بدلوهم في المشكلة.
كثير من تلك الآراء تكون غادرة ماكرة، هدفها خراب البيوت أصلاً لأنها تكون صادرة عن أشخاص لا يتمنون الخير والعمار لك.
4- الاكتئاب نفق مسدود الأفق:
تشير الدراسات إلى أن إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فيسبوك" ونظرائه، يسبب الاكتئاب والضيق، نظراً لأنك تهرب من الواقع الذي تعيش فيه بحثاً عن سعادة وهمية، فتصدمك بعض الوقائع الافتراضية لتفشل في العودة لواقعك الحقيقي سليماً.
ابحث عن راحتك وسعادتك بين أهلك وفي بيتك ومع أصدقائك الفعليين، لأن كل ما هو مستتر قد يحمل لك هماً وغماً بلا حدود.
5- الاستغلال غير الشرعي:
سواء نشرت صوراً ومقاطع مرئية وسمعية أو شاركت معلومات وبيانات خاصة عن حياتك الأسرية، فإن كل تلك المنشورات ستكون وجبة دسمة لكثير من المستغلين، الذين قد يستخدمون كل ما يتعلق بك استخداماً لا أخلاقياً أو غير شرعي، وأنت حينها الخاسر الأكبر.
ويستغل آخرون تفاصيل عن سوء علاقتك بأهل بيتك ليبدأوا النخر كالسوس في جسد العلاقة المريض، وتكون الطامة بعدها أكبر.
عدد اليوم
