الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الجيش العراقي» يقلب ميزان القوى ويمحو الصورة الضعيفة

«الجيش العراقي» يقلب ميزان القوى ويمحو الصورة الضعيفة
21 أكتوبر 2017 01:05
بغداد (أ ف ب) استطاعت القوات العراقية بمواجهتها المقاتلين الأكراد وسيطرتها السريعة خلال الأيام الأخيرة على مناطق متنازع عليها مع إقليم كردستان، وأبرزها كركوك، وبعد طردها تنظيم داعش من مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، قلب ميزان القوى بشكل جذري في البلاد، واستعادة مكانته وفق ما يؤكد خبراء. خلال 14 عاماً، وفي مواجهة جيش حكومي ضعيف، سيطرت قوات البشمركة بشكل منهجي على مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل. لكن الأوضاع انقلبت تماماً خلال الأسبوع الحالي، إذ لم يستغرق الأمر سوى 48 ساعة كي تستعيد قوات الجيش العراقي المركزية السيطرة على جميع تلك المناطق من دون أي مقاومة تقريباً.ورحب المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الكولونيل راين ديلون بهذا التطور، قائلا إن القوات العراقية حسمت معركة الموصل التي «تعد من أصعب المعارك منذ عقود، ثم سيطرت على تلعفر والحويجة»، وأضاف «يقال إنهم الآن، من أوائل قوات الأمن في المنطقة»، وتطلب الأمر سنوات لإعادة تشكيل القوات العراقية بمساعدة العديد من جيوش الدول الغربية.بعيد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أقدم الحاكم المدني الأميركي حينها بول بريمر على حل القوات الأمنية العراقية التي اعتبرها آنذاك أداة بيد نظام صدام حسي، وفي ذلك الوقت، كان أكثر من نصف القوات العراقية عبارة عن «جنود أشباح»، أي أسماء وهمية يتلقى أصحابها رواتب من دون أي تواجد لهم على الأرض، وفق ما يقول أحد المدققين. كانت القوات العراقية في أسوأ حالاتها خلال الهجوم الواسع لتنظيم داعش في يونيو 2014، عندما سيطر التنظيم الإرهابي على نحو ثلث مساحة البلاد. ويقول الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية إميل حكيّم إن «معنويات القوات كانت متدنية جداً»، وكانت «تعاني من الفساد والمحاباة في القيادة». في عهد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أقدمت الحكومة على إصلاحات في المؤسسة الأمنية، مستعينة بمدربين أجانب كانوا غادروا البلاد في العام 2011. ويؤكد التحالف الدولي أنه درب منذ سنتين 119 ألف عنصر من القوات الأمنية بينهم 43900 عسكري، 20700 شرطي، 14400 من قوات مكافحة الإرهاب، و22800 من البشمركة. ويوضح حكيم أن الإصلاحات «المهمة» التي قام بها العبادي والمصحوبة بجهود أميركية واسعة لتسليح ودعم» العراق، أثمرت «قوة أكثر انضباطاً والتزاماً وأفضل مستوى في التماسك الذي أظهر قدراتها العسكرية في ساحة المعركة، ويرى رئيس تحرير مجلة «جاينز» الأسبوعية المتخصصة بشؤون الدفاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن قوات الجيش العراقية حاليا هي ثمرة ثلاث سنوات من تدريب وتسليح من جانب التحالف. لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن «العراقيين أيضاً حسنوا على الأرجح أسلوبهم في مواجهة مشاكل الفساد والضعف اللوجستي وفي كيفية رفع المعنويات المتدنية» للقوات. في المقابل، حصلت القوات الحكومية على دعم قوات الحشد الشعبي التي تضم فصائل ذات غالبية شيعية مدعومة من إيران، تعد أكثر من 60 ألف مقاتل، وتشكلت في العام 2014 بعد فتوى من أكبر مرجعية شيعية في البلاد لمواجهة تنظيم داعش، وتخضع تلك الفصائل حتى الساعة لقيادة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي. في المقابل، انعكست صورة قوات البشمركة التي كانت تتغنى بمقاتليها الأشداء، خصوصاً أنها لم تكن القوات الرئيسية في الحرب ضد تنظيم داعش في العراق. ولم تشارك البشمركة في معركة استعادة الموصل، وكانت تقف على بعد ثلاثين كيلومتراً إلى شرق المدينة، ولم تخض أيضاً معارك لاستعادة تلعفر أو الحويجة، ولم تشارك في أي من معارك محافظة الأنبار في غرب البلاد. ويعتبر حكيم أن الجيل الجديد من البشمركة «ليست لديه القسوة والتماسك اللذين يمتلكهما القدامى»، لأن «الاستقرار والتطور الاقتصادي لكردستان العراق منذ العام 2003، أثرا على العقلية العسكرية للمجتمع الكردي». في المقابل، لم يعد مقاتلو البشمركة يتسلمون إلا نصف رواتبهم منذ العام 2005، بسبب الخلافات السياسية بين بغداد وأربيل، ما ينعكس سلباً على معنويات هؤلاء المقاتلين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©