الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا اللاتينية والشريك الهندي الصاعد

27 يونيو 2015 23:58
ذكر تقرير غير مؤكد نشرته صحيفة «ايكونيميك تايمز أوف إنديا»، في الآونة الأخيرة أن قطب الاتصالات المكسيكي كارلوس سليم، أغنى رجل في العالم بعد بيل جيتس، زار الهند الشهر الماضي بشكل متكتم لاستكشاف المشروعات الاقتصادية التي يمكن تدشينها مع شركات الاتصالات الهندية. وقد يساعدنا في فهم سبب هذه الزيارة المزعومة أن الهند ستحقق لأول مرة في الذاكرة القريبة نمواً أكبر من الصين هذا العام، وهي ظاهرة قليلا ما يلتفت إليها أحد. وأكد صندوق النقد الدولي أن اقتصاد الهند سينمو بنحو 7.5? هذا العام، بينما ستحقق الصين نمواً بنسبة 6.8?. ويتوقع كثير من الاقتصاديين استمرار هذا التوجه على مدار السنوات القليلة المقبلة. وربما حان الوقت لتبدأ أميركا اللاتينية في النظر بجدية إلى الهند، بعد أكثر من عقد من الاعتماد التجاري المتزايد على الصين. وبالنسبة لعدد من دول المنطقة، ومن بينها البرازيل، تقدمت الصين على الولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية باعتبارها الشريك التجاري الأول. وتستثمر بالفعل أكثر من 20 شركة من أميركا اللاتينية مليارات الدولارات في الصلب ودور السينما وشركات قطع غيار السيارات في الهند. لكن بيانات للجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية والكاريبي التابعة للأمم المتحدة تشير إلى أن الهند لا يصلها من صادرات أميركا اللاتينية إلا 0.9? وأن واحداً في المئة فقط من واردات أميركا اللاتينية يأتي من الهند. وهناك عدة أسباب قد تجعل دول أميركا اللاتينية تولي الهند المزيد من الاهتمام. أولا: ينمو اقتصاد الهند بمعدل أسرع من اقتصاد الصين كما ينمو عدد سكانها بمعدل أسرع أيضاً. وبحلول عام 2028 سيتجاوز عدد المستهلكين الهنود المحتملين عدد نظرائهم في الصين، وهو ما سيوفر فرص تصدير هائلة لأميركا اللاتينية. ثانياً: بينما لا تشتري الصين شيئاً آخر تقريباً غير المواد الخام، مثل النفط والمعادن وفول الصويا، من أميركا اللاتينية، وتصدر البضائع المصنعة التي تنافس منتجات أميركا اللاتينية، تعمل الهند بشكل أكبر في الخدمات التكنولوجية التي تخلق عدداً أكبر وأفضل من الوظائف في أميركا اللاتينية. وأشار مسؤولون هنود إلى أن هناك نحو 24 شركة استشارة تكنولوجية هندية تعمل في أميركا اللاتينية، توظف ما يزيد على 24 ألف شخص في 14 دولة في أميركا اللاتينية. ثالثاً: ربما تكون الهند التي يتحدث قسط كبير من سكانها الإنجليزية أسهل في التعامل معها اقتصادياً عن الصين. وأشار «إيفان إليس»، الأستاذ في معهد الدراسات الاستراتيجية في الكلية الحربية التابعة للجيش الأميركي، إلى أن الشركات الهندية أقل اعتماداً على حكومتها ومعتادة أكثر على القيام بعمل مع الشركات الغربية. ومن المؤكد أن الهند مازالت متخلفة كثيراً عن مرحلة النمو التي بلغتها الصين. وبعد زيارة للهند والصين قبل بضع سنوات كان انطباع كاتب المقال أن الهند متخلفة عن الصين 20 عاماً على الأقل. وبينما بلغت تجارة الصين مع أميركا اللاتينية 289 مليار دولار العام الماضي، بلغت تجارة الهند مع المنطقة 45 مليار دولار فقط في العام ذاته. لكن إليس يجادل بأن التجارة الثنائية للهند مع أميركا اللاتينية نمت 20 مثلا في السنوات الخمس عشرة الماضية، وهو تقريباً المعدل الذي نمت به تجارة الصين مع المنطقة. وقد تنمو تجارة الهند بمعدل أكبر مع تزايد نموها الاقتصادي. ويوافق كاتب المقال على هذا، رغم أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لا يستكشف أميركا اللاتينية كما فعل الرئيس الصيني شي جين بينج وسلفه هو جين تاو. وبينما زار الرئيس شي أميركا اللاتينية مرتين وأنفق عشرة أيام في زيارة البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكوبا عام 2014، زار مودي المنطقة مرة واحدة ولفترة قصيرة لحضور قمة الدول الأسرع نمواً، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. وزار عدد قليل من زعماء أميركا اللاتينية نيودلهي في الآونة الأخيرة، مقابل زياراتهم المتكررة لبكين. لكن هذا سيتغير على الأرجح مع بدء نمو الهند بمعدل أسرع من الصين ومع عدم احتمال شروع الولايات المتحدة في تدشين خطة اقتصادية كبيرة على امتداد المنطقة على الأقل حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر 2016. أندريس أوبنهايمر *كاتب أرجنتيني متخصص في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «تريبيون نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©