الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنون التحنيط تخلّد أجساد الحيوانات

فنون التحنيط تخلّد أجساد الحيوانات
26 سبتمبر 2010 21:11
أسود ونمور، وغزلان وطيور.. أنواع كثيرة من الحيوانات المحنطة اصطفت جنباً إلى جنب عند مدخل معرض الصيد والفروسية الذي اختتم فعالياته يوم السبت الماضي، لتشكل مجسمات حقيقية غاية في الجمال والإتقان، أحيت في الأذهان فنون التحنيط التي سادت قديما، ولكنها أصبحت نادرة الوجود في عصرنا الحالي. لفتت الحيوانات المحنطة انتباه الزوار، وجذبتهم إليها ليطرحوا على أصحابها الكثير من الأسئلة، أجاب عنها عبد الله محمد آل علي- صاحب معمل “المها” لتحنيط الحيوانات، موضحاً أن فن تحنيط الحيوانات والطيور هو فن معروف منذ قديم الزمان، ابتكره قدماء المصريين بهدف حفظ أجساد الموتى من التحلل والفناء، والاحتفاظ بالمظهر الخارجي للميت والإبقاء على ملامحه الشخصية. يضيف آل علي: “لم تعد عادات تحنيط الموتى وحماية أجسادهم قائمة لدينا، لكن ما بقي منها هو فنون التحنيط التي أصبحت تستخدم في حفظ أجساد الحيوانات وعرضها كمناظر جمالية في بعض البيوت والقصور ولدى المهتمين بهذا الفن وعشّاقه”. يتناول فن التحنيط، بحسب آل علي، عملية حفظ جلود الحيوانات المختلفة بما يغطيها من فراء أو ريش أو قشور أو حراشف لكي تحتفظ ببعض صفاتها الطبيعية، وتستخدم الجلود التي يتم حفظها بهذه الطريقة إما كنماذج للأغراض العلمية والدراسية وإما للعرض في المتاحف أو في القصور والمنازل. ويوضح عبد الله أنه يقوم باستيراد الجلود من الخارج، لا سيما من أفريقيا، والتي توجد بها أنواع كثيرة من الحيوانات، ثم تبدأ عملية تجفيفها من الماء والسوائل والرطوبة، وكذلك تعقيمها وتطهيرها بواسطة مواد معينة، بهدف حمايتها من التآكل والتعفن وإزالة الرائحة الخاصة بالحيوانات، وتستغرق هذه العملية مدة شهر، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة وضع الجلود في قوالب خاصّة لإعطائها شكل الحيوان المطلوب تحنيطه، تعقبها عملية وضع الحشوة بداخله، وهي عبارة عن مادة خاصة تسمى “فوم” وذلك لتعبئة المساحات الفارغة من الداخل، وتثبيت الحيوان على قاعدة أو هيكل حديدي للمحافظة عليه لمدة أطول. ويلفت آل علي إلى أن الماء والرطوبة الزائدة أو الشمس والحرارة الزائدة وعدم نظافة المكان الذي يوضع به الحيوان المحنط، كلها من العوامل التي تؤدي إلى تلفه وقصر عمره، في حين أن العناية به ووضعه في أجواء معتدلة تؤدي إلى طول عمر الحيوان المحنط حيث يمكن أن يعيش لأكثر من مئة عام. والعمل في مهنة تحنيط الحيوانات أمر تتخلله المتعة بالنسبة لعبد الله آل علي، لا سيما مع الاهتمام المتزايد الذي يبديه الإماراتيون تجاه الحيوانات خاصة الموجودة في البيئة المحلية مثل الغزلان والصقور والكلاب التي تلقى رواجا أكبر في البيع وكذلك فيما يتعلق بالطلبات الخاصة للزبائن. ويضيف قائلا إن هنالك العديد من الطلبات التي تصل يومياً لتحنيط أنواع مختلفة من الحيوانات، من بينها طلبات لتحنيط أسود ونمور وإبل، لافتاً إلى أنه قام بتحنيط جملين بحجمهما الطبيعي وذلك تنفيذاً لأمر زبائن طلبوا ذلك، كما قام بتحنيط زرافة أيضا، وقد كلف ذلك عشرات الآلاف من الدراهم. ويذكر آل علي إن لا شيء يعكر صفو هذه المهنة سوى أن غالبية المواد المستعملة في التحنيط غير متوفرة في الدولة، ويتم استيرادها من الخارج وذلك بما فيه الإبرة التي تستخدم في خياطة الجلود والخاصة بعملية التحنيط.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©