إعداد - عدنان عضيمة:
بالرغم من المشاكل والعقبات الضخمة التي واجهتها شركة إيرباص لاختبار وإنتاج طائرتها التجارية العملاقة 'إيه ،'380 إلا أنها قد تواجه المزيد من المشاكل عند إطلاقها الرسمي للخدمة العام المقبل، وتتعلق المشاكل الجديدة بما تثيره الطائرة من ضجيج، وما ينتج عن محركاتها النفاثة العملاقة من دوّامات هوائية أثناء تشغيلها·· وذكر تقرير نشرته صحيفة 'ذي وول ستريت جورنال' أن المسؤولين عن متابعة تنفيذ التشريعات والقوانين الدولية المتعلقة بتنظيم صناعة الطيران التجاري فشلوا الأسبوع الماضي في التوصل إلى وضع تصور دقيق للصعوبات التقنية التي تترتب على تشغيل الطائرة·
ويعكف فريق مكلف بالدراسات المتعلقة بالجوانب السلبية لإطلاق 'إيه ،'380 على إجراء الدراسات المفصلة لهذا الموضوع وراء أبواب موصدة في مدينة مونتريال الكندية· وأعلن الفريق الفني الذي يضم خبراء ومسؤولين حكوميين من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي عن عدم اقتناعه بالإجراءات المتخذة لضمان عدم تأثير الدوامات الهوائية التي تصدر عن محركات الطائرة إيه 380 على حركة الطائرات الأخرى أثناء الإقلاع والتحليق والهبوط· وفي اسوأ الحالات يمكن لهذه الدوامات أن تفقد الطائرات الأخرى توازنها وتجعلها خارج السيطرة·
ويعتقد بعض الفنيين أن أضخم طائرة تجارية في العالم سوف تدخل الخدمة وهي تخضع لأنظمة خاصة في التشغيل لا تنطبق على أي من الطائرات النفاثة الأخرى· وكانت شركة إيرباص أعلنت مراراً أنها عمدت إلى تصميم وتسويق 'إيه '380 التي يبلغ سعرها 300 مليون دولار، بحيث تنسجم خصائصها التشغيلية مع المعايير السائدة حالياً فيما يتعلق بتنظيم الحركة العالمية للطيران؛ ويتم تشغيلها تحت نفس الظروف والإجراءات التي تخضع لها الطائرة بوينج 747 التي كانت فيما مضى أضخم طائرة ركاب في العالم حتى ظهور الإيرباص إيه ·380
ويؤدي فرض بعض الإجراءات والقيود الخاصة عند تشغيل الإيرباص إيه ،380 وحاجتها إلى اهتمام أوسع من مراقبي الحركة الجوية إلى نتائج مهمة تتعلق بتسويق الطائرة ذاتها· ويمكن لهذه المتطلبات الاستثنائية أن تخلق مشاكل أخرى لأن الطائرات التي تنتظر دورها للإقلاع بعد 'إيه '380 سوف يتعين عليها أن تبقى لمدة أطول حتى تضمن زوال تأثير الدوامات الهوائية مدة أطول ولتتمكن من الإقلاع تحت ظروف آمنة· ومع تزايد عدد النسخ التي يتم تسليمها من طراز 'إيه '380 سوف تزداد الصعوبات في حركة إقلاع وهبوط الطائرات في المطارات الكبرى مما سيتطلب زيادة الفترات الفاصلة بين إقلاعها وإقلاع الطائرات الأخرى، وسوف يؤدي ذلك إلى اضرار بسمعة الطائرة العملاقة كما سيؤثر على معدل مبيعاتها على المدى البعيد·
وكانت إيرباص أعلنت أن طائرتها الجديدة التي تتضمن 555 مقعداً يمكنها أن تحمل عددا من الركاب يزيد بنحو 35 بالمئة عما يمكن أن تحمله أكبر نسخة من الطائرة بوينج 747؛ ووصفت هذا التطور بأنه يمثل 'حلاً اقتصادياً لمشاكل الخطوط المزدحمة الطويلة'· وبدأت الانتقادات التقنية تظهر بعد ذلك عندما أعلنت المنظمة العالمية للطيران المدني أن مسافة الفصل الصغرى التي ينبغي تركها فارغة على المدرج خلف الإيرباص 380 أثناء إقلاعها أو هبوطها حتى يمكن للطائرات الأخرى الإقلاع والهبوط بأمان تبلغ 10 أميال·
وفضل مسؤولو شركة إيرباص المملوكة بنسبة 80 بالمئة للشركة الأوروبية للصناعات الدفاعية (إيدس) وبالنسبة الباقية لشركة (بي إيه إي سيستيمز) البريطانية، عدم الخوض في الحديث المتعلق بالدوامات الهوائية فيما عبر بعض خبرائها عن رغبتهم في البحث عن حلول وسط لهذه المشكلة·
عدد اليوم
