الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطاعات» علاج داء الغفلة

«الطاعات» علاج داء الغفلة
27 يونيو 2015 20:55
أحمد شعبان (القاهرة) الغفلة من أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان، وهو مرض البعد عن ذكر وطاعة الله عز وجل كما قال تعالى: (... وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 205»، ومريض الغفلة لا يستطيع أن يفرق بين الخير والشر، ويظل مشغولاً بالدنيا وجمع المال، والشيطان لا يبذل مجهوداً مع هذا الغافل عن ذكر الله، ويحرضه على فعل المعصية بسهولة، وهؤلاء الغافلون خسروا الدنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين قال تعالى: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، «سورة الأنبياء: الآيتان 1 - 2». كثرة الضالين يقول الدكتور شعبان محمد إسماعيل، أستاذ أصول الفقه وعلم القراءات بجامعة الأزهر: ورد ذكر مرض غفلة القلوب في مواضع عدة في القرآن الكريم قال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)، «سورة الأعراف: الآية 179»، يتحدث الله تعالى عن كثرة الضالين المتبعين للشيطان وكيف صارت البهائم أحسن حالاً منهم لأن قلوبهم لا يفقهون بها وأعينهم لا يبصرون بها وآذانهم لا يسمعون بها، غفلوا عن طاعة الله والإيمان به، ووصف الله تعالى أعداءه الكافرين والعصاة الظالمين وأهل النار الخاسرين بالغفلة فقال: (وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ)، «سورة الأنبياء: الآية 97»، وقال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)، «سورة الكهف: الآية 28» يأمر تعالى نبيه محمداً أن يصبر نفسه مع المؤمنين الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون بذلك وجه الله تعالى، وعدم مصاحبة غيرهم ممن يريدون زينة الحياة الدنيا، وهؤلاء أعمالهم ضارة توجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار فيها وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقت الإنسان الغافل ويخسر الخسارة الأبدية، ولهذا قال تعالى: (... وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا...)، «سورة الكهف: الآية 28»، الذي غفل عن عبادة الله تعالى فعاقبه الله بأن أغفله عن ذكره واتبع هواه حيثما اشتهت نفسه فعله وسعى في إدراكه ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ...)، «سورة الجاثية: الآية 23». أسباب الحياة وأولئك الذين أعرضوا عن ذكر الله يظلمون أنفسهم لأنهم يحرمونها من أسباب الحياة ويوصدون أمامها أبواب النجاة، فالنفس إذا غفلت عن عبادة الله تصبح نهباً لوساوس الشيطان، وعرضة لإغراءات الدنيا وزخارفها، فلا علم يدلها على الخير ولا واعظ يحذرها من الشر، فهي نفس مظلومة محرومة ضعيفة والله عز وجل يدعو عباده الذين ظلموا أنفسهم وبالغوا في ذلك أن ينزعوا عن ظلمها وأن يكفوا عن إيذائها: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، «سورة الزمر: الآية 53». طاعة الله والإسلام عالج الغفلة بتذكر الغاية التي من أجلها خلق الإنسان. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 21»، وقوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، «سورة الذاريات: الآية 56»، هذه الآيات توجه نظر الإنسان إلى الغاية التي من أجلها خلقه الله تبارك وتعالى، وهي عبادة وطاعة الله، وإذا عاش الإنسان كما يريده ربه، تبارك وتعالى، نجا من الغفلة المهلكة، وعلى المسلم أن يتفكر في خلق الله قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)، «سورة آل عمران: الآية 190»، والاعتبار بأحوال السابقين: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ)، سورة الفجر: الآية 6»، وبيان قدر الدنيا وحقيقتها فأشار الله إلى حقيقة هذه الدنيا حتى لا يغتر الإنسان بوجوده فيها، وأنها متاع وغرور ولهو ولعب قال تعالى: (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)، «سورة الأعراف: الآية 51». والغافل يجب أن يتوب ويفيق ويستغفر ربه بعد ارتكاب المعاصي، وقبل أن يأتيه الموت بغتة، ثم إذا جاءت سكرة الموت بالحق قال تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)، «سورة الزمر: الآيات 56 - 58».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©