مسجد الفاروق.. منارة التعايش والتسامح في دبي

ماجد الحاج (الشارقة) كان شهر رمضان المبارك في العام 2011 موعداً لافتتاح مسجد الفاروق بدبي بعد أن أعيد بنائه ثانية علي نفقة خلف أحمد الحبتور لتخرج من خلاله رسالة مجتمعية ثقافية روحية حضارية لنشر الوسطية والتسامح الذي يحث عليه ديننا الحنيف، ويعد جامع الفاروق في منطقة الصفا الأولى بالجميراء واحداً من أجمل مسجد الإمارات، حيث استغرق تنفيذ الزخارف وحدها في مسجد الفاروق عاماً كاملاً عكس بنائه، الذي لم يستغرق سوى 10 أشهر فقط، الأمر الذي يدل بكل جلاء أهمية الزخارف في هذا الجامع ورغبة صاحب المبادرة الجليلة ليجعل منه تحفة فنية رائعه تمتزج فيها فن ألعماره العثمانية والأندلسية والمغربية. شكل بانورامي جلب لبناء جامع الفاروق أكثر من 60 حرفياً من مدينة فاس المغربية التي اشتهرت بحرفييها المهرة وبنقوشها الإسلامية المميزة، إذ تعد مدينة فاس مدرسة من مدارس الفن الإسلامي العريق حيث النقوش الجبسية البديعة تكسو واجهة المحراب لتضيف الفسيفساء ألقا آخر علي المحراب ليقف المشاهد أمام لوحة رسمت بريشة فنان، وتضم قاعة الصلاة الرئيسية 99 نافذة زجاجية تنساب في جدار القباب بشكل بانورامي ويضم المسجد بكاملة 124 نافذة من هذا النوع تساعد في تقليل استهلاك الطاقة، لينعكس ذلك الضوء على القاعة الرئيسية للجامع في عبقرية تصميمية فذة. تناغم رائع أما المنبر فنحت من خشب ألاش وزخرف بقطع من النحاس في تناغم رائع كما تم إنشاء له درج خاص من الرخام البني تتخلله عروق صفراء، و يمتاز جامع الفاروق بقبة رئيسية ترتفع عن سطح ألأرص 24 متراً إضافة إلى أنصاف القبب، التي بنيت من الخرسانة المسلحة وكسيت من الخارج بألواح من الخرسانة الديكورية المقواة بالألياف الزجاجية وطليت باللون الأزرق الفاتح وإجمالي عدد القباب 21 قبة يصل ارتفاع بعضها 30 متراً، أما المآذنة فهي تقليد للطراز العثماني، حيث الجزء المخروطي منها علي شكل قلم الرصاص، ويبلغ ارتفاع هذا الجزء لوحده 8 أمتار إضافة إلى الهلال، الذي يعلوها والذي يبلغ 3 أمتار، أما ارتفاع المآذن الأربع فتبلغ الواحدة 55 متراً في علو شاهق يتضح من خلالها عنوان ذلك الصرح الرائع.