السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الموبايل.. ملجأ آمن لشركات الوسائط المتعددة

الموبايل.. ملجأ آمن لشركات الوسائط المتعددة
13 يونيو 2006
إعداد - محمد عبد الرحيم:
قد يبدو غريباً أن كبريات شركات الإعلام العالمية مثل نيوزكورب وتايم وارنر ويونيفيرسال ميوزيك لم تتمكن حتى الآن من تحقيق العائدات المتوقعة في الصين برغم شغف واهتمام أكثر من 1,3 مليار نسمة بمشاهدة الأفلام والاستماع إلى الموسيقى والأخبار والمعلومات ووسائل التسلية الأخرى· ويبدو أن المشكلة حتى الآن ما زالت تتمثل في أن كميات هائلة من المحتويات الإعلامية المتعددة المستهلكة معظمها من النسخ المقرصنة لجميع هذه المحتويات·
فأقراص دي في دي والسي دي يمكن شراؤها بسهولة بأعداد هائلة من المتاجر إلا أن معظمها غير قانوني· وكذلك فإن الانترنت أفضى أيضا إلى انتشار أعمال القرصنة بحيث أضحى أحد أكبر استخدامات محركات البحث الصينية تركز على الحصول على ملفات الموسيقى الرقمية غير المشروعة·
وكما ورد مؤخراً في صحيفة الفاينانشيال تايمز فإن النمو المتسارع الوتيرة في استخدامات الهاتف المتحرك 'الموبايل' حالياً في الصين أصبح بإمكانه أن يمهد الطريق أمام عمالقة الوسائط المتعددة في العالم لتحقيق الأرباح بصورة غير مسبوقة، وهو الأمر الذي أدركه روبرت موردوخ رئيس مجلس ادارة والمدير التنفيذي لشركة نيوزكورب في الأسبوع الماضي والذي حاول النفاذ إلى داخل السوق الصيني قبل أن يعترف في العام الماضي بأنه 'اصطدم بجدار أسمنتي'· وفي هذه الأثناء فإن السلطات الصينية وما زالت تحظر على الشركات الأجنبية ملكية المحتويات الإعلامية ما جعل القراصنة يحققون أموالاً هائلة لعدد لا يمكن حصره من المتاجرين· بيد أن موردوخ آثر الآن أن يغير من تكتيكاته ومن المتوقع أن تتبعه الشركات الإعلامية الأخرى عما قريب·
حيث عمدت شركة نيوزكورب مؤخراً إلى بيع نسبة من حصتها في شركة 'فونيكس ساتلايت تيليفيجن' المشتركة مع إحدى شركات البث الصينية إلى الشركة الأم 'تشاينل موبايل' وهو الأمر الذي يتسق مع خطة تهدف إلى بيع المحتويات إلى مستخدمي 'الموبايل' الذين يقدر عددهم بحوالي 400 مليون نسمة في الصين، السوق الأكبر في العالم للموبايل، اذ يقول وانغ جيانزهو رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة تشاينا موبايل بعد الإعلان عن صفقة فونيكس 'مما لا شك فيه أن تشاينا موبايل سوف تصبح في وضع ممتاز فيما يختص بتوفير خدمات الوسائط الإعلامية اللاسلكية إلى زبائنها'·
ولعل السبب في التحول إلى هواتف الموبايل يكمن في أن هذه الشبكات تتسم بقدر اكبر من الأمان بحيث توفر سبلاً ناجحة في بيع المحتويات التي يصعب قرصنتها أو تقليدها· وهي الحقيقة التي توصلت إليها أيضاً شركات الموسيقى التي تقدر أنها تتكبد خسائر سنوية تبلغ 400 مليون دولار بسبب مبيعات المواد المقرصنة· وكما يقول جون كينيدي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العالمي لصناعة الفوتوغراف 'الاسطوانات والمواد الصوتية المسجلة' الذي يمثل كبريات شركات الموسيقى العالمية إن ' الموبايل يختص بميزتين فريدتين أولهما تتمثل في وجود نظام عملي ناجح لدفع وتحصيل الفواتير على الزبائن أما الأخرى فهي أنها - على خلاف ما يحدث في الإنترنت- تشهد نوعاً أفضل من الرقابة والتحكم· لذا فالفرصة ما زالت قائمة لأداء أعمال تجارية جديدة أكثر انتعاشاً ومشروعية'· أما ايدجار برونغمان المدير التنفيذي لشركة وارنر ميوزيك فقد سلط الضوء مؤخراً على امكانيات الموبايل على توزيع هذه المحتويات في جميع أنحاء القارة الآسيوية قائلاً إن 'النمو المدهش الذي تشهده التكنولوجيا وبخاصة اللاسلكية منها بالإضافة إلى السبل المتعددة الجديدة التي أصبح بإمكانها توزيع الموسيقى عبر قنوات آمنة أخذت جميعها توفر فرصاً رائعة لصناعة الموسيقى في آسيا الباسيفيكية'· وتشير تقديرات شركة وارنر بأن منطقة آسيا الباسيفيكية قد شهدت في العام الماضي أكثر من 800 مليون مشترك في التكنولوجيا اللاسلكية كما أنها ستنمو إلى 1,2 مليار مشترك بحلول عام ·2010
وفي الحقيقة فإن موسيقى الموبايل آخذة في الانتشار أصلا في القارة الآسيوية حيث تتركز معظمها في اليابان وكوريا الجنوبية وبقيمة اجمالية بلغت 3,2 مليار دولار في العام الماضي·
ويشير برونغمان إلى أن هذا الإنفاق بات من المتوقع أن يصل إلى مستوى 8 مليارات دولار بحلول عام ·2009 ورغم جميع هذه الإمكانيات الهائلة المحتملة الا انه ما زال من المبكر الحكم عما اذا كانت هواتف الموبايل الصينية سوف تشكل الطريق الى الربحية بالنسبة الى مجموعات الوسائط المتعددة العالمية· ومع ذلك فإن شركات الميديا في جميع أنحاء العالم أصبحت في طريقها لاقتفاء اثر المسار الذي اتبعه موردوخ اذ أصبح من المفهوم عدداً من الشركات الإعلامية الأميركية دخلت في محادثات مع الشركات المشغلة لهاتف الموبايل في الصين بشأن صفقات لتوزيع المحتويات·
وإذا قدر النجاح لهذه المفاوضات فإن هذا النموذج الجديد سوف يصبح محط تركيز العديد من الشركات الصينية المشغلة الأخرى· ولما كان النمو في محتويات الوسائط الإعلامية يشهد نوعاً من التباطؤ في أوروبا واميركا حالياً فإن الاهتمام بإغراء واجتذاب 1,3 مليار مشترك جديد من شأنه أن يجعل الشركات لا تكف من محاولة استدرار الأموال من الصين وبشكل يزيد من أعداد اللاعبين الراغبين في اقتلاع جذور القرصنة!
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©