الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

10 مشاهد تخلد ذكرى «مونديال البرازيل»

10 مشاهد تخلد ذكرى «مونديال البرازيل»
14 يوليو 2014 01:18
انتهى العرس العالمي، وحطت السفن رحالها، وكتب السطر الأخير في مسيرة 32 يوماً و64 مباراة دولية هي عمر كأس العالم بالبرازيل، عشنا فيها أجواء البطولة وتجولنا بين مدنها، ونقلنا للقارئ من قلب الحدث أدق التفاصيل والكواليس الخاصة بمباريات أم البطولات، بالتوازي مع ما يشهده الشارع البرازيلي، في أرض راقصي السامبا، التي استضافت 32 منتخباً بجماهيرها التي زحفت من مختلف بقاع الأرض، براً وجواً وبحراً، لمتابعة البطولة. انتهى كأس العالم «البرازيل 2014»، لكن المشاهد التي ارتبطت به، وسجلناها في «الاتحاد» ونقلناها من قلب الحدث وعشناها على مدار ما يقرب من 40 يوماً في بلد المونديال وعشنا خلالها في أروقته وداخل شوارع مدنه المستضيفة، بحلوها ومرها، بسلبياتها وإيجابياتها، ستظل حدثاً ثابتاً يخلد مونديالاً أقيم على «أرض السامبا» التي تعتبر بحق «جمهورية كرة القدم» في العالم. بما تضمه البرازيل من تنوع وغنى كروي غير متوافر لمجتمع آخر، لا يقلل من قيمته المستوى الهزيل الذي ظهر عليه «السيليساو» تحت قيادة سكولاري، ولخصنا أبرز تلك المظاهر في 10 مشاهد يُذكر بها كأس العالم بالبرازيل لسنوات قادمة. أسلوب حياة 01 عندما تجد شعباً يتنفس كرة القدم، فأعرف أنك في البرازيل، وعندما تجد وقت مباريات المنتخب الوطني، تخلو شوارع المدن من البشر إلا قليلاً، لتتحول لما يشبه مدن أشباح، فاعرف أنك في أرض «السيليساو»، حيث لاحظنا منذ اليوم الأول للبطولة أن مباريات كرة القدم هي الثقافة التي تجمع الشعب كله خلفها، وتوحده رغم اختلاف الأشكال والألوان، بل وحتى اللهجات والطباع وعندما يعزف السلام الوطني في ملعب المباراة، تجده يتردد على المقاهي والكافيتريات التي تصبح أماكن تجمعات برازيلية، كما تتحول أسطح العمارات أيضاً لأماكن تجمع الجيران والأقارب لمتابعة مباريات المونديال، أما المحال وبقية الوظائف، فالحل يكون بالإغلاق والحصول على «أجازة مؤقتة»، وعندما يسجل «السيليساو» تسمع الصرخات والضحكات في شوارع البرازيل، وعندما كسر وانهزم وودع البطولة دون ألقاب، خيم الحزن على محيا البرازيليين، وتحول الأمر إلى مأتم وحداد وطني، بشكل عام يمكننا القول: إن الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه التحديد، هي أسلوب حياة للبرازيليين تجدها تمارس على رمال الشاطئ والشوارع والأندية والأزقة والملاعب الجانبية للأحياء. احذروا السرقة 02 أينما ذهبنا أو توجهنا، نحمل ما يدل على طبيعة مهنتنا، إما كاميرا لالتقاط الصور وتوثيق الحدث بالصورة أو جهاز «لابتوب» لوصفه بالكلمات، تتبادر إلى أسماعنا نصائح مخلصة من برازيليين وزوار للبطولة على حد سواء، مفادها «احذروا السرقة» والسطو المسلح منتشر والتعرض للسرقة بالإكراه أمر شائع، لكن رغم ذلك، لم نتعرض لهذا الموقف على أرض الواقع، حيث إن الأمن موجود بكثافة أينما حللنا أو ارتحلنا، غير أنه من اللافت أن البرازيل لا يوجد فيها منزل أو بيت تقريباً دون سياج حديد وكاميرات أمنية للمراقبة، خصوصاً في الأحياء الغنية، وكأن الجار لا يأمن جاره هنا. حاجز اللغة 03 رغم الاستمتاع بتغطية البطولة في أرض «سحرة السامبا»، على مدار فترة إقامة امتدت لأكثر من 40 يوماً، قمنا خلالها برصد وتوثيق ما دار في أروقة البطولة عبر حوارات وتحقيقات وتقارير ومشاهدات، لم يكن ينغص علينا طبيعة حياتنا اليومية وعملنا هنا سوى «حاجز اللغة» الذي بدا وكأنه سد منيع يحول دون تواصل أي زائر مع أهل البلد، فلا أشد من معاناة يمكن أن تمر بها، وأنت تحاول أن تشرح لسائق تاكسي أين تريد أن تذهب، أو أن تصف لصيدلي اسم دواء ما، أو رغبتك في إيصال مفهوم أنك مسلم، وتستفسر عن الطعام واللحوم، هل «حلال »، حتى في الكلمات البسيطة الشائعة عالمياً باللغة الإنجليزية مثل «مياه أو شكولاته» تجد أنها لوغاريتمات لدى طائفة كبيرة من الشعب البرازيلي، والملاحظ أن جميع القنوات البرازيلية المحلية تعتمد اللغة البرتغالية فقط، فلا شيء يسمى بالترجمة، بل يتم دبلجه الأفلام والبرامج والمسلسات الأجنبية والأميركية لتصبح بلغة البرازيل فقط. غياب الخدمات 04 رغم أنها بلد يتمتع بإمكانيات سياحية هائلة وطبيعة خلابة وفوق كل ذلك احتفالات وكرنفالات ومجالات جاذبة للاستثمار والسياحة، إلا أن وفرة الخدمات السياحية المتميزة، ومعايير الجودة العالية لمعظم تلك الخدمات يعتبر من الأمور النادرة، وفنادق ساو باولو مثلا هي الأكثر فخامة من ريو دي جانيرو، رغم أن الأخيرة تعتمد على سياحة الشواطئ والأولى على سياحة «البيزنس» والتجارة، بخلاف غياب المطاعم التي تلبي طلبات كافة الأذواق. جمهور غير 05 من تابع البطولة شاهد في مدرجاتها صوراً وتقاليع تختلف عن غيرها من البطولات، لكن من عاش في أجواء البطولة وتجول بين شوارعها وحضر مبارياتها، شاهد ورأى جنوناً أكبر وأعمق، وقصص جماهير المونديال كانت تحتاج إلى كتب ومجلدات، فما بين جمهور حضر بالسيارات وافترش الشوارع، فقط ليشجع فريقه من المنطقة المخصصة للجمهور بالمدن، وليس من ملاعب المباريات، أو في حافلة جابت 12 بلداً من كندا، حتى وصل إلى البرازيل، لحضور مباريات كأس العالم، كانت كلها قصص تستحق أن تروى وأن تنقل بالصوت والصورة، فقد تبارى عشرات الآلاف من الجماهير في إظهار أنفسهم، كل بتقليعة جديدة بألوانها وشعاراتها وأشكالها، أما فاكهة البطولة، فكان جمهور أميركا اللاتينية، الذي كان أشد تعصباً وأكثر جنوناً وأضخم تكاتفاً، وأعمق عشقا لـ «الساحرة المستديرة» ولمنتخب بلاده، فلن ننسى «تشي تشي تشيلي» كما لن ننسى جماهير «الالبيسليستي»، أو «عشاق السيليساو». التنظيم الجيد 06 مهما عانينا أو شاهدنا من صعوبات، لا يمكن إلا أن نعترف بنجاح البطولة تنظيمياً، فقد اهتمت اللجنة المنظمة بكل التفاصيل، ولم تعكر صفو المظاهرات والاحتجاجات التي ظهرت في بعض أيام البطولة، من حالة الاستقرار الأمني الذي توافر على مدار الأيام التي عشناها في المونديال، وراهنت البرازيل بقوة على عامل الأمن الذي كان هاجس جميع زوار البطولة، ورغم ذلك لم تسلم بعض الوفود من التعرض لسرقات «بسيطة»، ولكن لم يحدث ما يعكر صفو البطولة، بفضل نشر أكثر من 150 ألف عنصر أمني، وهو رقم لم يتوافر في بطولات عدة تم تنظيمها خلال السنوات الماضية. النقل الإعلامي 07 تميزت بطولة البرازيل باهتمام إعلامي غير مسبوق في كل بطولات كأس العالم الماضية، ويكفي أن عدد رجال الإعلام بمختلف فنونه، تخطوا حاجز 18 ألفاً و700 إعلامي، ما بين فني وتقني وصحفي ومذيع ومراسل ومصور، بزيادة 3 آلاف إعلامي عن مونديال جنوب أفريقيا و4 آلاف عن ألمانيا 2006، كما تميزت البطولة بتباري القنوات المختلفة في النقل الحي للأحداث، ليس من الملعب فقط، ولكن حول الملعب وبين الجماهير وفي تجمعاتها المختلفة، وكانت «الاتحاد» موجودة في قلب الحدث، وقدمت للقارئ مادة دسمة للمتابعة اليومية لكل التفاصيل الخاصة بالمونديال، وعين «الفيفا» 8 مخرجين للبطولة هم الأفضل في العالم، ويعملون في ابرز الدوريات العالمية للقيام بنقل مبارياتها بأحدث التقنيات. الاستوديوهات التحليلية 08 حمى التميز في التغطية والنقل وجذب أكبر قدر من المشاهدين وأيضاً المعلنين، كانت هاجساً مسيطراً على عشرات القنوات من مختلف دول العالم، وهو ما أطلق سباقاً من نوع آخر في أروقة المونديال، وهو جذب نجوم الكرة العالميين للعمل كمحللين أو مذيعين أو مقدمين، وحفل مونديال البرازيل بتنوع غير مسبوق من نجوم «كل العصور» في كرة القدم، بداية من جيل 70 وكارلوس ألبيرتو توريس، مروراً بلوثر ماثيوس ومارادونا ، ثم فالدانو وتشيلافيرت، فابيو كانافارو، باتريك فييرا، ليزورازو، تيري هنري، شيرر، أرسين فينجر، ديجوركاييف، وغيرهم من النجوم اللامعة، ولم تكن هذه الاستوديوهات في مركز البث الفضائي، ولكنها كانت أيضاً في ملاعب البطولة، حيث تم بناء منصات خاصة بالاستوديوهات، خصوصاً في ملعب الماراكانا بريو دي جانيرو التي احتضنت جميع الاستوديوهات العالمية. التاكسي البرازيلي 09 من بين وسائل المواصلات المتعددة في البرازيل، لمن قرر أن يعيش في البرازيل خلال أيام البطولة أن يركب التاكسي البرازيلي، وبعيداً عن عدم إتقان أكثر من 99% من سائقي التاكسي البرازيلي للغة، كان اللافت أيضاً هو وجود شاشة تلفزيون محمول صغير، لا يزيد على 7 إنشات في أفضل الأحوال، ويلتقط البث الأرضي الداخلي في البرازيل، بنقل المباريات مباشرة من ملاعب البطولة، أو المعادة في أوقات مختلفة. الكلاب الأليفة 10 من أبرز ظواهر البطولة التي برزت في مختلف الشوارع والتجمعات المرتبطة بالمونديال، انتشار جميع أنواع الكلاب الأليفة، ذات الحجم الصغير، والتي يبدو أنها عادة برازيلية بامتياز، وعلى شواطئ كوباكابانا تجد عشرات السيدات أو الرجال يهرولون وإلى جوارهم كلب أليف صغير، تارة يجري مثلهم وأخرى يحملوه بأيديهم، حتى إن محال تنظيف الكلاب الأليفة وبيع أزيائها المميزة، حاضرة بقوة في المشهد، ويكفي انتشار الكلاب التي ارتدت قمصان المنتخب البرازيلي بقوة في أروقة البطولة. (ريو دي جانيرو- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©