الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نهاية مأساوية وختام مخيب للآمال في المشاركة الكارثية لـ «السليساو»

نهاية مأساوية وختام مخيب للآمال في المشاركة الكارثية لـ «السليساو»
14 يوليو 2014 01:16
هي نهاية حزينة، بل قل مأساوية للحلم البرازيلي، البرازيل تودع البطولة التي أقيمت على أرضها بأسوأ مشاركة في تاريخها، وكان الهولنديون يرشون المزيد من الملح على الجرح البرازيلي الغائر من خلال الفوز بثلاثية نظيفة والظفر بالمركز الثالث، ولم ينجح المدرب سكولاري في تقليص خسائره التي تعاظمت بهزيمة أخرى مهينة. ودع المنتخب البرازيلي البطولة بأسوأ خط دفاع في تاريخ مشاركات المنتخب في كأس العالم، حيث اهتزت شباكه 14 مرة في سبع مباريات وبمعدل هدفين في المباراة الواحدة، وكانت الأجواء جنائزية في المدرجات، وردود الفعل الغاضبة كانت متوقعة ولكن بوتيرة أقل من المباراة السابقة التي سقطت فيها البرازيل بسباعية أمام ألمانيا، وكانت صيحات الاستهجان حاضرة في الكثير من لحظات المباراة التي شكلت سقطة جديدة لـ «فرقة السليساو». كانوا كأنهم ذاهبين للعزاء، كان المشهد مختلفاً هذه المرة عن المباريات السابقة، اختفت الفرحة وغابت عن الوجوه، لم يكونوا سعيدين وكأنهم يجرون إلى الملعب جراً، هذا لا يحدث في العادة ولكن هكذا شاءت الظروف، وعلى مداخل الملعب لم تكن هناك أي إشارة إلى أن هذه إحدى مباريات كأس العالم التي تواصلت على مدى شهر من الزمان، لم تكن هناك أي مظاهر احتفالية، وغابت الآلات الموسيقية ولم تظهر الطبول، حتى التقليعات الغريبة لم تكن منتشرة مثل المباريات السابقة. لا نتحدث عن مباراة لفريق قادم من بلاد بعيدة وجماهيره ليست بالعدد المطلوب، ولكننا نتحدث عن أصحاب الأرض، فهذه هي مباراة المركز الثالث بين البرازيل وهولندا، ولطالما كانت الجماهير البرازيلية تنثر الفرح والبهجة في المناطق المحيطة بالملعب، وكذلك داخله وتستمر في الاحتفال بعد المباراة في الساحات والفان زون، ولكن ليس هذه المرة فقد كانت الصدمة لا تزال حاضرة في الأذهان، وبالنسبة للبرازيليين فالمركز الثالث لا يختلف كثيراً عن الخروج من الدور الأول أو المركز الأخير. صمت رهيب كان يغلف المكان، لم تسمع أصوات الموسيقى المعتادة ولا الأغاني الشهيرة التي تتحدث كلماتها عن المنتخب الأكثر تتويجاً بلقب كأس العالم في خمس مناسبات سابقة، وعند افتتاح البوابات في تمام الساعة الثانية ظهراً وقبل بداية المباراة بثلاث ساعات كانت العجلة المعتادة، من أجل الدخول إلى الملعب والذهاب إلى نقاط البيع، للحصول على الوجبات الخفيفة والمشروبات قبل الزحام، وبشكل عام فقد كانت الجماهير تذهب إلى المباراة، كما لو كنت مباراة ودية أو تحصيل حاصل، وليست مباراة في بطولة كأس العالم وطرفاها البرازيل وهولندا. على الملعب نفسه كانت البرازيل تواجه الكاميرون قبل 19 يوماً، وكانت المباراة الثالثة في دور المجموعات وبالتأكيد كانت المظاهر مختلفة، في تلك المباراة كسبت البرازيل، وضمنت صدارة المجموعة، وبدأت الاحتفالات قبل المباراة بساعات، وتواصلت فيما بعد، فقد كان الاعتقاد أن الطريق مفروش بالورود للبرازيل، من أجل الوصول إلى ماراكانا والتتويج باللقب، ولم يعتقد البرازيليون في يوم أنهم سوف يوجدون في برازيليا مرة أخرى في مباراة بالغة المرارة من أجل التنافس على المركز الثالث. لم تكن المظاهر مختلفة بالنسبة للجماهير فحسب، ولكن أيضاً بالنسبة للأمن، حيث كان عدد رجال الشرطة أقل من العادة وبشكل ملحوظ، ولكن كانت الإجراءات الأمنية كما هي مشددة، وتم تشكيل طبقات من الحواجز البشرية من أجل التأكد من عدم دخول أي متطفل لا يحمل تذاكر المباراة إلى المنطقة المحيطة بالملعب، وكذلك التأكد من عدم حدوث أي أعمال شغب أو متاجرة بالتذاكر في السوق السوداء، ولم يتم تسجيل أي حادثة من هذا النوع، حيث لم يكن هناك طلب من الأساس على تذاكر المباراة. كان المنتخب البرازيلي في المباراة أقل من مستوى الطموح، ولم يكن لدى اللاعبين النية لتغيير الصورة السلبية من المباراة السابقة، حتى نيمار الذي جلس على الدكة لم يكن لوجوده تأثير إيجابي على زملائه، وتأكدت ظنون البرازيليين بختام مخيب للآمال لمشاركة كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالأرقام لا تكذب والمنتخب الذي دخل إلى البطولة كمرشح أول للفوز بالبطولة خرج بثلاثة انتصارات وتعادلين وهزيمتين. ولم تفلح محاولة سكولاري الأخيرة في تغيير نصف عدد اللاعبين من التشكيلة التي تعرضت للهزيمة أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي، وبمشاركة 6 لاعبين لم يظهروا في تلك المباراة المشؤومة، أحدهم قائد الفريق المدافع تياجو سيلفا الذي لم يلعب أمام «الماكينات» بسبب الإيقاف، وكان اللاعبون يخوضون المباراة وعلامات الإحباط تغلف الأداء الضعيف الذي يقدمونه على أرض الملعب وكان العقاب الفوري من المدرجات والجماهير التي بدأت في إطلاق الهتافات وصيحات الاستهجان ضد اللاعبين لحظة نهاية الشوط الأول، وكذلك عند خروج اللاعبين عبر النفق المؤدي إلى غرفة الملابس بعد المباراة والخسارة وللمرة الثانية بعد مباراة ألمانيا السابقة. (ريو دي جانيرو- الاتحاد) التعبير عن الغضب دون مظاهر عنف قبل بداية المباراة كانت الجماهير البرازيلية تواصل التعبير عن غضبها الشديد بطريقة إيجابية للغاية ودون اللجوء إلى مظاهر العنف، وفي اللحظة التي بدأت فيها الشاشة الداخلية في ملعب ماين جارنيشيا في العاصمة برازيليا بعرض أسماء اللاعبين البرازيليين في المباراة وقبل بداية فترة الإحماء كانت الجماهير البرازيلية تتفاعل مع الشاشات بطريقتها الخاصة. وتلقى المدافع ديفيد لويز الذي كان من النادرين الذين قدموا مستوى جيداً في التشكيلة البرازيلية خلال البطولة ترحيباً وتصفيقاً كبيراً من الجماهير الحاضرة، وكان اللاعب الذي حصل على النصيب الأكبر من الإشادة والاستحسان. أما النصيب الأكبر من صيحات الاستهجان، فقد تلقاه المدرب فيليب سكولاري أثناء عرض صورته على الشاشات، وكذلك المهاجم الاحتياطي فريد الذي لم يشارك في التشكيلة للمرة الأولى منذ بداية البطولة، ولكنه حصل على نصيبه الوافر من صيحات الغضب والإساءة من الجماهير. أما المهاجم الغائب الحاضر نيمار والذي منعته الإصابة في الظهر أمام كولومبيا من إكمال مشواره في البطولة، ولكن تكريماً له فقد تم اصطحابه إلى المباراة وجلس على دكة الاحتياط، وبمجرد ظهور اسم اللاعب رقم 10 على الشاشة فقد كان المشهد مختلفاً، حيث اضطرت الجماهير البرازيلية للوقوف في أماكنها، واستقبلت صورة اللاعب بعاصفة من التصفيق. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) «إقالة» بتوقيع الشعب! جاءت مباراة تحديد المركز الثالث لتكون فرصة متاحة أمام جماهير البرازيل للتعبير عن الغضب الذي يعتريهم، تجاه العديد من الأمور السلبية التي أدت إلى المشاركة الكارثية لمنتخب «السامبا» في كأس العالم، والتي تقام على الأرض البرازيلية للمرة الثانية. وقامت الجماهير برفع العديد من اللافتات التي تعبر عما يجيش في صدورهم، وكان هناك هدفان رئيسيان اتفقت الجماهير على توجيه أكبر قدر من اللوم لهما، وتم تحميلهما المسؤولية العظمى في هذه المشاركة وهما المدرب فيليب سكولاري والمهاجم فريد. وحسب الجماهير ومن خلال اللافتات المرفوعة فإن سكولاري ليس سوى مخادع كبير، والذي لم يكن له وجود في المباراة التي تعرضت فيها الكرة البرازيلية للإهانة الكبرى أمام ألمانيا في نصف النهائي، ودارت التساؤلات خلال الفترة الماضية حول اقتراح كل من روكي جونيور وألكسندر جالو وهما من أعضاء اللجنة الفنية في الاتحاد البرازيلي ونصائحهما للمدرب، بالاعتماد على ثلاثة مدافعين، واستبعاد المهاجم فريد من التشكيلة ولكن لم يجد الاثنان آذاناً صاغية من المدرب سكولاري. ولم يتخذ خوسيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي، أو خليفته القادمة المنتخب ماركو بولو ديل نيرو أي قرار بخصوص المدرب سكولاري سواء بإقالته أو التجديد له، ولكن الجماهير اتخذت قرارها، وقامت برفع لافتات خلال مباراة تحديد المركز الثالث تطالب بإقالة المدرب ومذيلة بإمضاء الشعب البرازيلي. كما قام أحد المشجعين برفع لافتة ضد المهاجم فريد وتضمنت معلومات رقمية وإحصائيات من المباراة الأخيرة التي خاضها المنتخب البرازيلي في نصف النهائي ضد ألمانيا، حيث تشير الإحصائية إلى أن المهاجم قطع في تلك المباراة مسافة 6960 متراً، وهو أكثر بـ1120 متراً من المسافة التي قطعها الحارس الألماني نوير، وبلغت 5840 متراً. (ريو دي جانيرو - الاتحاد) بيليه: لا تنصبوا المشانق لسكولاري قال بيليه إنه لم يكن أحد يتوقع أن يكون هذا هو مصير المنتخب البرازيلي في البطولة، ولا يعرف ما هي الأسباب، ولكنها حالة من الحزن الشديد التي أصابت الشعب البرازيلي، ويجب أن يبدأ العمل منذ الآن لتصحيح الأخطاء، وإعادة الهيبة للكرة البرازيلية. ودافع بيليه عن سكولاري الذي تعرض لحملة شرسة خلال الأيام الماضية، وقال إن المدرب الذي يخسر مباراة أو يفشل في بطولة لا يجب أن تنصب له المشانق، أو تتم إقالته بعد نهاية البطولة، خصوصاً أنه لا يوجد تفسير لما حدث للفريق في المباراتين الأخيرتين، وأنه على المسؤولين في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم تجديد الثقة في سكولاري، فما حدث كان كارثة حقيقية، ولكن المدرب لا يتحمل المسؤولية بمفرده. وطالب بيليه بالحفاظ على الأسماء القادرة على اللعب في كأس العالم القادمة بعد 4 سنوات في روسيا، وقال إن هذا الفريق قادر على البقاء والمشاركة في البطولة القادمة، حيث إن معدل الأعمار ليس كبيراً وبهذه الطريقة سيكون للبرازيل فريق رائع في «روسيا 2018». (ريو دي جانيرو - الاتحاد) شباك «السامبا» تستقبل 102 هدف شكلت الأهداف الثلاثة التي سجلها منتخب هولندا في مرمى البرازيل، خلال مباراة تحديد المركز الثالث، علامة سلبية في سجل المشاركات البرازيلية في كأس العالم، حيث كان الهدف الذي سجله فان بيرسي من ضربة جزاء بعد مرور 3 دقائق فقط من بداية المباراة هو الهدف رقم 100 في مرمى البرازيل، خلال جميع مشاركاتها في مسابقة كأس العالم. كما أن الأهداف الثلاثة جعلت عدد الأهداف في مرمى «السامبا» عبر كل المشاركات تصل إلى 102 هدف، منها 14 هدفاً في هذه البطولة فقط، وهو أسوأ رقم تسجله البرازيل عبر تاريخها حيث كان الرقم القياسي السابق هو 11 هدفاً في مرمى البرازيل خلال كأس العالم التي أقيمت في فرنسا عام 1938. وقبل بداية البطولة كان خط الدفاع البرازيلي يصنف كأقوى خط دفاع في البطولة بوجود المدافعين تياجو سيلفا وديفيد لويز، وهما أغلى ثنائي دفاعي في العالم بعد انضمام لويز إلى مواطنه سيلفا للدفاع عن ألوان فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في الموسم المقبل. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©