الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اليابان تحلق مجدداً في عالم الصناعة

اليابان تحلق مجدداً في عالم الصناعة
4 ديسمبر 2016 19:58
ترجمة: حسونة الطيب تبذل اليابان جهوداً كبيرة في سبيل استرداد جزء من سطوتها الصناعية، في ظل المنافسة التي تشكلها بعض الدول التي تقل فيها تكلفة العمالة مثل الصين والهند وغيرها. وتراهن اليابان بشكل كبير على صناعات الفضاء من طائرات وصواريخ، لتستعيد الوظائف المفقودة ومجدها الصناعي الذي يتركز في منطقة جيفو والمحافظات التي حولها. وأغلقت كل من سوني وباناسونيك خلال العقد الماضي مصانعها التي كانت تعمل في إنتاج السلع الإلكترونية الاستهلاكية. وفي الوقت الذي أصبح فيه قطاع السيارات أكثر قوة، تساور المسؤولون مخاوف تقلص القاعدة الصناعية في المنطقة. ولا يقتصر تطوير قطاع الفضاء على رهان النمو الاقتصادي فحسب، بل تبلورت أكثر الرموز الوطنية لهذا الجهد، في وصف طائرة ميتسوبيشي ريجونال جت، كرمز للعزة الوطنية والتجديد الصناعي، الفرصة التي تؤهل اليابان لاستعادة مجدها السابق. وفي رحلة تجريبية للطائرة التي قامت بصناعتها شركة ميتسوبيشي، أعلن وزير الاقتصاد الياباني عن بدء حقبة جديدة لقطاع الطيران في اليابان. لكن الدخول في قطاع الفضاء ليس بالأمر السهل. وكانت آخر طائرة ركاب صنعتها اليابان قبل 40 عاماً، عند نهاية حقبة المروحيات. ومنذ ذلك الحين لم تقم اليابان بصناعة طائرة مدنية، لكنها عملت في تجميع بعض الطائرات العسكرية. ويهيمن على القطاع الذي يتطلب بداية الدخول فيه أموال طائلة، عدد قليل من الشركات الضخمة. وظلت إمبراير البرازيلية وبومبارديه الكندية، تشكلان احتكاراً ثنائياً على سوق الطائرات المتوسطة الذي تستهدفه ميتسوبيشي اليابانية. ومؤخراً حاولت بعض الشركات الصينية والروسية الدخول في القطاع بنتائج متباينة. وفي غضون ذلك، انضمت صناديق دافعي الضرائب للركب، حيث اكتتبت الحكومة اليابانية ما يقارب ثلث تكاليف تطوير طائرة ميتسوبيشي، التي بلغت تكلفتها المبدئية 1,5 مليار دولار، ومن المتوقع ارتفاعها نتيجة عمليات التأجيل المتكررة. ويقول ياسو أناكامي، المحلل في الشركة اليابانية للتمويل، مجموعة البحث الاستثمارات المدعومة من قبل الحكومة،:«يعتبر وصول المشروع لهذه المرحلة في هذا التوقيت، إنجازا كبيراً. وفي حالة نجاح اليابان في هذا المشروع، ربما يكون ذلك واحداً من القطاعات الضخمة، رغم أن احتمال وجود عقبات على المدى القصير، كبير». ولبلد مثل اليابان، فخور بإرثه الصناعي، فإن حقيقة عدم مقدرته على صناعة طائرة ركاب حديثة، مؤلمة للغاية. ومن المعلوم أن اليابان فرض عليها حظر صناعة الطائرات في أعقاب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية. ورغم انتهاء هذا الحظر قبل عقود، إلا أن الجهود التي بُذلت لإحياء القطاع تعثرت. ومُني مشروع صناعة طائرة واي أس 11 المروحية، شراكة بين ميتسوبيشي وشركات أخرى إبان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، بفشل ذريع. ويقول هيديكي أوميا، مدير ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، الشركة المسؤولة عن تطوير الطائرة،:«لا شك في أن العالم مليء بالمنتجات اليابانية، إلا أنه للأسف لا توجد طائرة ركاب واحدة مصنوعة في البلاد منذ 40 سنة. وهذا حلم طال انتظاره». وطائرة ميتسوبيشي، هي الأبرز من بين المشاريع العديدة قيد التنفيذ، حيث تعمل هوندا أيركرافت، الفرع التابع لشركة هوندا للسيارات، في صناعة طائرة خفيفة سعة خمسة أو ستة ركاب، لكن تتم صناعتها في ولاية كارولينا الشمالية الأميركية. وبدأت شركات التعاقد العسكرية اليابانية، في طرق الأبواب الخارجية بعد سنوات من الحظر الذي تم رفعه في 2014. وتتفاوض على سبيل المثال، شينمايا إندستريز، لبيع طائرة بحرية يو أس 2 ذات السعة الكبيرة، للبحرية الهندية. وفيما يتعلق بمجال الفضاء، تعمل ميتسوبيشي حالياً في إنتاج ناقلة جديدة أتش 3، تقول إنها قادرة على خفض تكلفة إطلاق الأقمار الصناعية في المدار الجوي، بنحو النصف. وتعتبر ميتسوبيشي طائرة الركاب الجديدة، امتداداً منطقياً لنشاط نما ليحتضن الصواريخ حاملة الأقمار الصناعية وأعمال المقاولات الكبيرة من الباطن في طائرات بوينج. وأعلنت ميتسوبيشي، عن تزويد طائرتها الجديدة بمواد تكفل لها كفاءة استهلاك الوقود بدرجة تتفوق على منافساتها. لكن تختلف صناعة القطع والأنظمة المساعدة، عن تنسيق مهمة شديدة التعقيد لتجميع طائرة ركاب حديثة. وتسببت عمليات تأجيل المشروع، في زيادة التكلفة والتقليل من المميزات التقنية، ما أعطى الشركات المنافسة فرصة اللحاق بها. وتم إطلاق أول رحلة تجريبية للطائرة في السنة الماضية، بعد ثلاث سنوات من التاريخ المستهدف. وكان مخططاً أن تتم أول عملية تسليم في بداية 2014، إلا أنها تأخرت حتى نهاية 2018. وبصرف النظر عن التحديات، تشكل ميتسوبيشي جزءاً هاماً من خطط الحكومة الرامية لاحتضان قطاع واسع ولدعم اقتصاد البلاد المتعثر. وتقدر عائدات قطاع صناعة الطيران بنحو 1,5 تريليون ين (15 مليار دولار) في الوقت الحالي، بزيادة تقارب النصف بالمقارنة مع قبل خمس سنوات، وفقاً لجمعية شركات الفضاء اليابانية. نقلاً عن: إنترناشونال نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©