الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

معرض «إحياء ــ إيحاء» يكشف عن طاقات تشكيلية واعدة

معرض «إحياء ــ إيحاء» يكشف عن طاقات تشكيلية واعدة
25 سبتمبر 2010 23:00
كشف المعرض الرابع لطلبة معهد الشارقة للفنون عن طاقات ومواهب محلية وأخرى وافدة تختزن الكثير من الرغبة والحماس والوعد بتقديم أعمال أكثر توهجا وحضورا في المستقبل، ذلك أن معظم الأعمال المنفذة بتقنيات وأساليب فنية مختلفة استطاعت أن تتحدث بلغة واثقة ومستندة على ركائز ومرجعيات بثها أساتذة المعهد في الوعي المعرفي والشغل العملي للطلبة والمنتسبين. حمل المعرض الذي افتتح مؤخرا بمقر المعهد في منطقة الشارقة القديمة عنوان “إحياء ــ إيحاء” ويستمر حتى السابع من شهر أكتوبر القادم، واشتمل المعرض على أعمال منفذة بتقنيات التلوين الزيتي، والألوان المائية والخزف المزجج والنحت الحديث، إضافة إلى تقنيات الجرافيك والكولاج، والجبس والطين والبرونز، حيث أسهم 58 طالبا وطالبة ومن جنسيات وأعمار مختلفة في ترجمة وتحويل الرؤى والأفكار والانطباعات الشخصية إلى لوحات ومجسمات وزخرفيات خطية ولونية مسكونة بالإبداع وبالإيحاء المتناوب على ضفتي التراث والحداثة، وموزعة على الأنماط الكلاسيكية، والأخرى المهجوسة بأسئلة وتحديات وأبعاد الفن المعاصر. وللوقوف على مضامين وحيثيات المعرض، التقت “الاتحاد” بمجموعة من الفنانات المشاركات في الحدث، واللاتي تحدثهن عن طموحهن المشترك في التواصل المستقبلي مع الدورات الثرية والمتنوعة التي يوفرها المعهد لهن وذلك للدخول بشكل جدي في معترك الإنتاج الفني المتوفر على عدة كافية من الثقافة الفنية والتدريب المتواصل والمتشعب في آن، حيث تشير الطالبة شيماء إبراهيم إلى أن انتسابها لمعهد الشارقة للفنون أتاح لها فرصة ذهبية لتطوير موهبتها الفطرية وإضفاء لمحة من الثقة والتمكن عند شروعها في صناعة المجسمات الخزفية التي قدمتها في المعرض، حيث استطاعت، كما تقول، أن تطبق المنهج الفني لعمل المجسمات من خلال إحساس فني مستقل ومتمازج في ذات الوقت مع الأصول والأساسيات الفنية القياسية التي شرحها لها أساتذة المعهد. وأضافت شيماء بأن أعمالها المنفذة في المعرض هي نتاج لستة دورات سابقة قدمها المعهد وشاركت بها كي تصقل أدواتها الفنية وتعمق مداركها في اتجاه التجويد والتماسك والحس الاحترافي أثناء التعامل مع الخامات والمواد التي تشتغل عليها وتستثمر إمكاناتها التعبيرية والإيحائية المختلفة. أما الطالبة كلثوم غلام التي قدمت مجسمات طينية وزجاجية في المعرض فأشارت إلى أن مشاركتها في الدورات التي يقدمها المعهد أتاح لها الخروج من ضغوط الحياة والدراسة وتكوين شخصية مختلفة وأكثر استجابة وتواصلا مع المجتمع والأصدقاء، وأكدت كلثوم على أن تواصلها مع الدورات الفنية أثرى وعيها بأهمية وقيمة الفن، كما أن هذه الدورات جعلتها تتحاور مع مدارس وأساليب فنية مختلفة كي تختار في النهاية الأسلوب الأمثل والأقرب لقدرتها الفنية وموهبتها الفطرية. وفي سؤال حول أهمية المعارض التي تجمع أعمال الطلبة تحت سقف ومكان واحد قالت كلثم “ هذه المعارض التي تحتضن أعمال الطلبة المنتسبين للمعهد تقدم فرصة ذهبية للطالب كي يتعرف على رأي الجمهور والنقاد وكذلك الفنانين المشاركين الذين يضيئون لنا مناطق مغيبة تتعلق بعيوب وايجابيات العمل الفني الذي نقدمه، وبالتالي فإن هذه الملاحظات والإنتباهات تقدم لنا دروسا أخرى مجانية في قدرة الفن على إثارة الجدل والحوار المطلوبين بالنسبة للمواهب الشابة والواعدة”. من جهتها تشير الطالبة نادرة عبدالله إلى رغبتها في أن تأخذ دورات المعهد منحى أكاديميا أكثر إيغالا وتعمقا في أصول وأساسيات وتطورات الفن الحديث، وأضافت نادرة بأن مقر المعهد بحاجة لعمليات توسيع في بنيته الإنشائية حتى يمكن له استيعاب الكم الكبير من أعمال الطلبة وحتى تكون الورش وقاعات الدراسة أكثر رحابة وأكثر مرونة من ناحية التواصل والتجاوب بين الطالب وبين المحاضرين والمدرسين. أما الطالبة وضحة الدوبي فتحدثت عن عملها بحماس فني واضح وقالت إنها اختارت أن تشارك في عمل جماعي أشبه بالموزاييك الذي يجمع الأفكار والخيارات المفاهيم المستقلة داخل إطار واحد يعتمد على خامة الخزف المزجج الذي تحول في هذا العمل ــ كما تقول ــ : “إلى خارطة فنية كبيرة تعتمل بالحنين وبالثيمات والمناخات التراثية المتوفرة على صور وذكريات وإشارات يعكسها الماضي الجميل الذي نخاف عليه من الاندثار والتشويش والمسخ”. وحول أثر الدورات التي يقدمها معهد الشارقة للفنون في تطوير أدواتها الفنية، أكدت وضحة على أن الدورات التي يقدمها المعهد هي بمثابة البوابة التي تتفتح على آفاق وأساليب وأنماط علمية وعملية يمكن من خلالها التواصل مع المدرسين ومع الطلبة الآخرين الذين يجتمعون على الحماس والرغبة ويتفرقون في الرؤى والتصورات الشخصية، ولكنهم في النهاية يساهمون ــ كما تشير ــ “في تعدد الشكل الفني، وإقامة حوار متنامي ومتفاعل حول ضرورة الفن ومعناه بالنسبة للجيل الحالي والأجيال القادمة والمبشرة بما هو جديد ومفرح ومتطور”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©