الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شحنات النفط الإيرانية وآلة الحرب السورية

27 يونيو 2015 00:39
ليس خافياً أن إيران تقدم دعماً حيوياً لنظام بشار الأسد، بيد أن الأمر الأقل وضوحاً هو حجم هذا الدعم، وكم تنفق إيران عليه، وما أشكال الدعم الذي تقدمه؟ هنا تتباين تقديرات الدعم الإيراني إلى حد كبير، استناداً إلى مصدر المعلومات. ويعتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا «ستيفان دي ميتسورا» أن إيران تنفق 6 مليارات دولار سنوياً على دعم نظام الأسد، ويعتقد آخرون أنه ينبغي أن يؤخذ في الحسبان دعم إيران لـ«حزب الله»، الذي يزود الأسد بالمقاتلين، وفي هذه الحالة يقترب الرقم من 15 إلى 20 مليار دولار سنوياً. وبغض النظر عن إجمالي قيمة المساعدات، فإن شحنات النفط الخام تعد عنصراً أساسياً في دعم إيران لنظام الأسد، فقد كان لدى سوريا في السابق فائض من النفط الخام، وقامت بتصدير كميات صغيرة من حقولها النفطية في شرق البلاد، بيد أن الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011 دمرت إنتاجها من النفط الخام، الذي انخفض من نحو 400000 إلى 20000 برميل يومياً، وفقاً لتقديرات صدرت مؤخراً عن وزارة الطاقة الأميركية. وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة الخارجية الأميركية الصيف الماضي أن إيران كانت تساعد في تعويض هذا النقص من خلال إرسال النفط مباشرة إلى سوريا، وظلت وتيرة هذه الشحنات وحجمها غير واضحين إلى حد كبير. ويشير تحليل «بلومبيرج» لحركة الناقلات إلى أن إيران قد أرسلت نحو 10 ملايين برميل من النفط الخام إلى سوريا حتى الوقت الحالي خلال هذا العام -بمعدل 60000 برميل يومياً. ومع وصول متوسط أسعار النفط إلى 59 دولاراً للبرميل خلال الستة أشهر الماضية، فإن القيمة تقترب من 600 مليون دولار من المساعدات منذ شهر يناير. وحتى هذا الوقت من العام الجاري أيضاً، سافرت نحو 10 سفن من إيران إلى ميناء بانياس السوري، الذي لا يزال تحت سيطرة نظام الأسد، ويبدو أن الناقلات تغادر من موانئ في جزر «خرج»، أو «سري» في إيران، وهما في الخليج العربي. وتستغرق الرحلة من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، حيث تسلك مضيق هرمز، وتدور حول شبه الجزيرة العربية، حتى البحر الأحمر، ثم عبر قناة السويس. وتستخدم إيران ثلاث ناقلات فقط لإرسال النفط إلى سوريا، وهذه الناقلات من فئة «سويز ماكس» وكل منها قادرة على نقل مليون برميل، وتعد هذه أكبر فئة من السفن التي تستطيع المرور عبر قناة السويس بحمولة كاملة، وقد تم تسليم آخر شحنة في 26 مايو، عندما حملت الناقلة «أمين» نحو مليون برميل إلى ميناء بانياس. أما السفينة الأخرى «تور 2»، فقد وصلت إلى بانياس في 16 يونيو وهي الآن ترسو خارج الشاطئ مع تسليم واضح للنفط. ويرى «أندرو تابلر»، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن نظراً لأن معظم مناطق إنتاج النفط والغاز في سوريا تقع تحت سيطرة الأكراد أو تنظيم «داعش»، فإن هذه الشحنات من النفط الخام تعد حيوية لتعزيز قدرة نظام الأسد على الاحتفاظ بالسلطة، وأضاف أن من المرجح أن هذا النفط الخام يتم تحويله إلى زيت الوقود في مصفاة بانياس، حتى يتسنى استخدامه في تدفئة المنازل وتوليد الكهرباء وكوقود لآليات ما تبقى من جيش الأسد. ومن جانبه، يقول «أنتوني كوردسمان»، من مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، إن «إيران تقوم بشكل أساسي بتزويد تلك الدولة بأكملها بالوقود»، ويعتقد «كوردسمان» و«تابلر» أن من غير المرجح أن تدفع سوريا مقابل هذا النفط، نظراً لوضع الاقتصاد فيها بعد أربع سنوات من الحرب الأهلية، وتضاؤل احتياطات نظام الأسد من العملة. وببساطة، عن طريق إعطاء النفط لسوريا بدلاً من فرض رسوم عليه، تستطيع إيران الالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية التي تهدف إلى الحد من صادراتها من الخام. ومن غير الواضح كيف ستحاول الولايات المتحدة أو أوروبا منع إيران من إعطاء نفطها لسوريا، فليست هناك صفقات مالية لاستهدافها، ولا أموال لتعقبها، ولا حسابات مصرفية لتجميدها. ماثيو فيليبس* *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©