الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فاول ضد الفيفا في المونديال

فاول ضد الفيفا في المونديال
12 يونيو 2006
رسالة ميونيخ: يكتبها ويصورها: أكرم يوسف:
سألت ريكاردو تكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عن رأيه في كتاب أندرو جننجز الذي صدر قبل أيام قليلة··تغيرت ملامح وجهه وقال بكثير من الغضب :' هذا الرجل مجنون '· ثم تركني ورحل وبعد لحظات توقف وقال:' هو مجنون وكذاب أيضا 'قلت له هل تنوي مقاضاته ؟ صمت وقال :' عندما أعود إلى البرازيل سأقرر ماذا يمكنني أن أفعل ·
وفي الحقيقة لم يكن ريكاردو تكسيرا الذي يصاب بارتفاع في درجة الانفعال وحدة الغضب عندما يذكر أمامه اسم أندرو جننجز ولكن كل من تسأله من رجال جوزيف بلاتر عن جننجز اما أن يغضب أ ويتركك ويمشي أو يرفض الإجابة أو يوجه وابلاً من الشتائم له ·
أندرو جننجز صحفي الديلي ميل البريطانية ومؤلف العديد من كتب الفضائح الرياضية أشهرها ملوك الحلقات الخمس الذي يكشف حصول بعض أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية على هدايا أثناء زيارات تفتيش المدن المرشحة وطبع بـ13 لغة ·
وعاد قبل أيام قليلة ليرتكب أكبر فاول ضد الفيفا في المونديال ويصدر كتاباً جديداً على طريقته يحمل اسم :' فاول ! العالم السري للفيفا··رشاوى التصويت وفضائح التذاكر'·
وقد حاول الفيفا منع هذا الكتاب من الصدور ولكنه لم ينجح، فأصدر بياناً ينفي فيه صحة ما جاء في الكتاب، وقد اختار جننجز توقيتاً شديد الأهمية لصدور الكتاب مع بداية كأس العالم الحدث الأهم للفيفا والعالم حتى يترك تأثيراً كبيراً ويثير ردود فعل واسعة في الوقت الذي يسلط فيه العالم الأضواء على الكرة ونجومها ورجالها لمدة شهر كامل ·
الكتاب وجد الكثير من الترحيب هنا في ألمانيا حيث لا يجد بلاتر الكثير من القبول، بل إن بعض الجماهير استقبلته في حفل الافتتاح بأصوات احتجاج ولم يكن ذلك مفاجئا لبلاتر نفسه الذي سئل في حوار أجرته معه جريدة 'زايت ' أو الوقت الألمانية قبل المونديال ماذا ستفعل عندما يصفر ضدك ال60 ألف متفرج في استاد أرينا ؟ أجاب قائلا :' بالطبع لن يكون هذا أمرا جيدا من الأشخاص الذين يرفعون شعار العالم في ضيافة الأصدقاء خاصة وأن تلك المعاملة مع الرجل الأول في كرة القدم في العالم '·
ورغم أصوات الاحتجاج والصافرات التي صدرت من بعض الجماهير ذابت وسط فرحة وانشغال الجميع بالافتتاح إلا أن بلاتر يبدو مثل الديكتاتور في عيون الكثير من الألمان وقال كارل هاينز رومنيجة رئيس نادي بايرن ميونخ مقولة شهيرة :' بلاتر لا يخدم كرة القدم ولكن كرة القدم هي التي تخدم بلاتر '
وجاء ارتفاع أسعار التذاكر ورفض الفيفا للشركات الألمانية استخدام شعار كأس العالم من من دون مقابل ليضاعف من حدة الغضب ·
وبدأت الأصوات ترتفع من الآن ضد انتخاب بلاتر رئيسا لفترة ثالثة في الانتخابات التي ستقام العام المقبل،ولكن السؤال من يقف أمام بلاتر ؟
صحيفة دي فليت الألمانية قالت إن هناك فريقين حالياً على الساحة ،الأول مع بلاتر ،والثاني ضد بلاتر ومن بين الشخصيات التي تساند بلاتر كل من فرانز بكينباور وميشيل بلاتيني وجونتر نتزر وجاك وارنر وجيرهارد ماير فورفيلد وفي حراسة المرمى جواو هافيلانج ·
و في الجانب الآخر يقف ضد بلاتر كل من لينهارت يوهانسن وكارل هاينز رومنيجة وروبرت ميردوخ وميشيل زين روفنين واندرو جينجز·
فاول عنيف
فالمعركة شديدة السخونة ربما أكثر من تلك التي نشاهدها في الملاعب الألمانية ،وقد يكون كتاب فاول إحدى أوراق هذه المعركة ، أو بالفعل يكشف كيف تدار اللعبة من الكواليس بالحقائق والحكايات والأسماء ،ولم يتمكن الفيفا من منع صدور هذا الكتاب وشق طريقه إلى مكتبات العالم وحصلنا على نسخة منه وهو يقع في 386 صفحة ويتضمن الكثير والكثير من الحكايات المثيرة قي كل الاتجاهات وبجرأة شديدة وليس غريبا أن تجد أسماء بعض الرؤساء والأمراء العرب ،وأسماء نجوم في موقع المسؤولية سواء في اتحادات محلية أو قارية،وأيضا أسماء وحكايات عن رموز إعلامية عربية كبيرة ·
وتحت عنوان 'بلاتر صنع بواسطة أديداس' ركز المؤلف على بداية بلاتر العملية عندما كان يعمل في العلاقات العامة عام 1964 ثم سكرتيرا للاتحاد السويسري للهوكي وبعد ذلك ذهب إلى المركز الرئيسي لشركة أديداس في لاندرشيم لتلقي التدريب وكان معظم الوقت بجوار هورست داسلر رئيس الشركة وأصبحوا فيما بعد أصدقاء '·
كم مرتبك
ووجه اندرو جنينجز سؤالاً إلى بلاتر في عنوان الفصل الثاني عشر :
سيدي الرئيس ··كم يدفع الفيفا لك ؟
وقال :' في كل الشركات المساهمة هناك وتقارير برواتب المديرين والعاملين كنوع من الشفافية ليعرفوا أين تذهب أموالهم ،وفي عام 2003 تحدث أورسي لينسي سكرتير الفيفا عن الشفافية الفيفا ونظافتها كمؤسسة ليس لديها ما تخفيه، وكل ما نفعله يبدو واضحاً أمام الناس ووسائل الإعلام '·
وكما يقول جيينجز أرسلت بريداً إلكترونياً إلى اورسي لينسي أطلب منه معرفة راتب بلاتر ومكافأته وسياراته ولكنه لم يرد، وبعد ذلك تلقي رسالة من ماركوس زيجلر المتحدث باسم الفيفا يقول فيها إن كل الأمور المتعلقة بالتعويضات أو المكافآت ( ليست راتباً ) التي يحصل عليها السيد الرئيس تحددها اللجنة المالية في مدريد يوم 15 ديسمبر 2002 ثم تقرها اللجنة التنفيذية في مارس 2003 ·
ووجه له رسالة أخرى قال فيها أريد معرفة مجموع مايحصل عليه بلاتر بشكل عام
فرد ماركوس زيجلر قائلا :' في سويسرا الرواتب والدخل الذي يتقاضاه الأشخاص لاينشر وبالتالي لا يجب أن تطلب من الفيفا تكرس نفسها للشفافية ·
ويوجه زيجلر لي سؤالاً كصحفي من صحفي سابق :'ومن الذي يريد أن يعرف راتب بلاتر كموضوع مثير للاهتمام '·
ويقول جيجز إن راتب بلاتر يبقي في إطار السرية وهناك من داخل الفيفا من يقول إنه أربعة ملايين فرنك (1,7 مليون إسترليني )·
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده بلاتر على هامش كأس الأمم الأفريقية بفندق ابونواس المشتل بتونس عام 2004 وبالتحديد يوم 23 يناير كان يبدو جوزيف بلاتر في أفضل حالاته كما يقول الكاتب ،فعندما يتلقى سؤال عن رأيه في كرة القدم الأفريقية يقول : إنها مستقبل كرة القدم ،وعندما يسأل عن الكرة الآسيوية : يقول إنها مستقبل كرة القدم ،وعندما يسأل عن الكرة النسائية يقول إنها مستقبل كرة القدم ،ابتسامة كانت تبدو لامعة أمام فلاشات الكاميرات كان بالفعل في أجمل أيامه وعندما طلبت الميكروفون للسؤال تغيرت ملامح وجهه واختفت ابتسامته لأنني لست صحفياً مفضلاً بالنسبة له وهنا سألته :
بعد أن تم توقيع العقد الأخير للتسويق التليفزيوني مع شركة اى اس ال لبطولة العالم 2002 و2006 هناك مبالغ سرية وصلت إلى مليون فرنك سويسري خرجت من اى اس ال ووصلت صدفة إلى حساب الفيفا؟
وهنا قال بلاتر إنه لن يجيب عن هذا السؤال لأنه حضر هنا للحديث عن الكرة الأفريقية ومستقبلها ،وأنا أعتذر عن الإجابة وعليك أن تتقبل هذا الوضع لأنني متأكد أن زملائي من أفريقيا والصحافة العالمية يتفقــــون معي على ذلك '·
حكاية وارنر
وتوقف طويلاً عند جاك ورانر رئيس منطقة الكونكاكاف ونائب رئيس الفيفا وعن ثروته التي تتراواح مابين 10 ملايين و20 مليون جنيه إسترليني كما يقول المؤلف وما يملكه من محال ومكاتب وفنادق وتطرق للانتقادات التي وجهتها له الصحافة في ترينداد حول فضيحة تذاكر مباريات مونديال 2006 وقال :'عندما تأهلت ترينداد وتوباجو إلى نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها بعد الفوز على البحرين يوم 16 نوفمبر من عام 2005 بدأت الجماهير تتساءل من أين سنحصل على تذاكر الدور الأول في ألمانيا وكانت الإجابة من شركة سيمباول الوحيدة التي تملك الحق الحصري لتذاكر المونديال ومن يريد ان يذهب إلى المانيا لمشاهدة مباريات بلاده الثلاث أمام السويد وانجلترا وباراجواي عليه أن يدفع 2730 جنيهاً إسترلينياً مقابل التذاكر والإقامة 12 ليلة في غرف مشتركة وحقيبة سفر صغيرة وتي شيرت وعلم ترينداد ومعصم لليد ·
ولكن كيف حصلت شركة سيمباول على تذاكر المونديال من دون غيرها من الشركات ؟
كان هذا هو السؤال الذي طرحه لازانا ليبورد الصحفي في جريدة ترينداد اكسبريس على أوليفر كامس رئيس الاتحاد التريندادي، ولكن الرجل رفض الإجابة وقال إن الاتحاد منعه من الحديث حول أزمة التذاكر ·
ويقول الصحفي لازانا هل تعرف من هو صاحب شركة سيمباول ؟
يجيب: إنه جاك وارنر وزوجته ماورين وابناءه داريان وداريل
ويواصل قائلا وهل تعرفون حجم الربح المادي الذي حصلت عليه الشركة من كل شخص يسافر إلى ألمانيا لمشاهدة مباريات فريقه؟
يجيب : ما يقرب من 1700 جنيه إسترليني !!·
مونديال 2010
وأفرد كتاب فاول 'مساحة كبيرة في الفصل رقم 26 للحديث عما دار في كواليس اختيار الدولة التي ستنظم مونديال 2010 و أبدى ألن روتنبرج رئيس اللجنة المنظمة لمونديال أميركا 1994 وأحد أعضاء ملف المغرب في حملة 2010 تعاطفه الشديد مع المغرب رغم أحداث الدار البيضاء وقال رغم اننى يهودي إلا أن المغرب بمثابة إشعاع ضوء للعالم الإسلامي وقلل كثيرا من المخاوف الأمنية على استضافة المغرب للمونديال ·
ويقول اندرو جننجز إن جوزيف بلاتر قام بزيارة لمصر في يناير عام 2004 واستمتع بالأهرامات وابو الهول وعرض الصوت والضوء والترحيب الدافيء من شعب شغوف بحضور المونديال إلى مصر ·
ولم يجد أحد استقبالاً حاراً في مصر أكثر من جاك وارنر الذي رحب بحماس لدعوة منتخب ترينداد لأداء مباراة ودية وقال للمصريين :' بلادكم من أكثر الدول المؤهلة لاستضافة كأس العالم 'ولكنه أشار إلى أن الميزانية بحاجة إلى مراجعة كاملة ·
وقال مؤلف الكتاب بعد أن قدمت تونس ومصر والمغرب التهنئة إلى جنوب أفريقيا لفوزها بتنظيم مونديال 2010 بدأت الحكايات والقصص تظهر حول طلب البعض مبالغ كبيرة لشراء الأصوات لدرجة أن أحد أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا طلب عشرة ملايين دولار ليس فقط لنفسه هو سيحصل على مليون بقية المبلغ ستوزع على زملائه، وذكرت تقارير صحفية في مصر أنه في إحدي جلسات البرلمان المصري خلف الأبواب المغلقة كانت هناك استجوابات لوزير الرياضة المصري ورئيس الملف علي الدين هلال الذي قال إنه طلب منه رشوة قدرها 67 مليون دولار ·
وعندما تجولت سريعا بين أوراق هذا الكتاب وتوقفت أمام بعض محطاته المهمة أدركت لماذا غضب تكسيرا ووصف اندرو جيننجز بالمجنون !!
والحرب على بلاتر ليست فقط من البريطاني أندرو جننجز، بل أيضا من بعض وسائل الإعلام والجماهير الألمانية ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©