الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في كركوك.. عودة بغداد تغير موازين القوى

في كركوك.. عودة بغداد تغير موازين القوى
19 أكتوبر 2017 23:55
كركوك (أ ف ب) منذ أن استعاد الجيش العراقي كل المناطق التي سيطر عليها مقاتلو البشمركة الأكراد بعد عام 2003، وخصوصاً في محافظة كركوك، تغيرت موازين القوى بين مختلف المجموعات. فقبل ثلاثة أسابيع كان السكان الأكراد يشاركون في الاستفتاء حول الاستقلال الذي نظمه إقليم كردستان العراق في 25 سبتمبر، والآن تم انتزاع الملصقات الداعية للتصويت الذي عارضته بغداد. واستبدلت بأعلام عراقية ضخمة علقت على أشجار النخيل أو فوق المباني، أما الأعلام الكردية، التي كانت تزين كل مصباح، فهي لا تزال قائمة، وكذلك كثيراً من صور الرئيس العراقي الراحل الكردي جلال طالباني. لكن الملصقات التي تمدح خصمه رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذي كان وراء تنظيم الاستفتاء، مُزّقت وأصبحت على الأرض. وعبر العراقي عمر نجاة، البالغ من العمر 23 عاماً، عن سروره لدخول القوات العراقية خلال الأسبوع هذه المدينة المتعددة العرقيات، قائلاً: «من قبل، لم يكن بإمكاننا القول بفخر إننا تركمان والآن يرفرف علمنا مجدداً فوق قلعة كركوك». وفي حي رحيم ماوه الكردي، هناك قلة من الناس في الشوارع. وفتحت بعض المتاجر مثل محل «أبو سيما» أبوابها، لكن لم يتوجه أحد إليه لشراء إطارات أو قطع سيارات أخرى. ويقول أبو سيما: «إنه يستفيد من هذا الوقت للعودة إلى منزله والاطمئنان إلى أحوال زوجته وأولاد شقيقه، الذين لم يتوجهوا إلى المدرسة منذ ثلاثة أيام». ويضيف: « قال المدير لنا أن ننتظر بعض الشيء، نظراً للوضع». وكان يشير إلى دخول القوات العراقية يوم الأحد الماضي، إلى كل محافظة كركوك. وخلال ثلاثة أيام ومن دون أي مقاومة تقريباً من قبل قوات البشمركة الكردية، استعادت القوات العراقية السيطرة على أنحاء المدينة كافة، وخصوصاً حقول النفط في هذه المحافظة الشمالية، التي كانت موضع نزاع بين بغداد وكردستان. ويسعى الأكراد لإقامة دولة مستقلة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على الأقل. وكثيراً ما يتهم الأكراد الغرب بعدم مساعدتهم خلال فترات محنتهم. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب «إن الولايات المتحدة لن تنحاز لأي جانب في الصراع الحالي بين الأكراد والحكومة المركزية». ويخشى البعض من أن الاستفتاء، الذي منح رئيس الوزراء حيدر العبادي فرصة لتعزيز سلطته، أبعد حلم الاستقلال عن متناول أيديهم. وحظرت بغداد الرحلات الدولية للمطارات الكردية وفرضت إجراءات مالية عقابية. وخرج أبو سيما، يوم الأحد، مع زوجته لفترة وجيزة من المدينة، على غرار آلاف العائلات، غير أن كثيرين عادوا منذ ذلك الحين. وقال ذلك الرجل، رب العائلة البالغ من العمر 36 عاماً: «كان يجب العودة لأننا نحن الأكراد نُشكّل غالبية ونحن أوائل سكان كركوك». أما التركماني عمر نجاة لا يوافقه الرأي. ويقول من متجره للأنسجة الواقع في وسط سوق كركوك، مشيراً إلى القلعة الواقعة على بعد عشرات الأمتار: «إن كركوك تركمانية عراقية». ويضيف الشاب: «الآن وقد تولت بغداد القيادة، نحن في أمان، ولم يكن الأمر كذلك في السابق، حين كانت سلطة أخرى قائمة»، في إشارة إلى المحافظ نجم الدين كريم، الذي نظم الاستفتاء حول استقلال كردستان في كركوك، خلافاً لرأي السلطات المركزية، وأقالته بغداد. وعشية العملية العسكرية ظهر المحافظ على التلفزيون لدعوة الأكراد في المدينة إلى التسلح، من أجل التصدي لقوات بغداد. وبالقرب من ساحة العمال، حيث علق علم تركماني أزرق كبير، يؤمن أبو حسين من جهته، بالتعايش بين سكان المدينة الـ800 ألف. ويشكل الأكراد في المدينة ثلثي عدد السكان، والتركمان 25 في المئة، والعرب 10 في المئة. ويؤكد أبو حسين، التاجر التركماني، «نعرف كيف نعيش معاً»، فجاره الكردي ليس لديه سوى موظفين عرب. ويضيف: «هذا لا يعود إلى سنة أو اثنتين وإنما كنا نتعايش منذ عقود كلنا معاً». ويأسف محمد حمداني السني، البالغ من العمر 55 عاماً، لأن «السياسيين» في أربيل وبغداد وأماكن أخرى هم أيضاً المسؤولون. ويقول: «هم لا يتفقون فيما بينهم، ونحن الشعب ندفع الثمن». أما حول رحيل مقاتلي البشمركة والمحافظ الكردي للمدينة، فإن كل ذلك لا يعني له الكثير. ويقول: «بغض النظر عمن هم قادتنا، لا نطلب منهم سوى شيء واحد هو أن يضمنوا لنا الأمن وأن نؤمّن قوتنا!».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©