الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سلطان الشاعر.. جواهر الموهبة الشائعة

سلطان الشاعر.. جواهر الموهبة الشائعة
14 يوليو 2014 00:43
محمد عبد السميع سلطان بن حمد بن علي بن عبيد بن سليمان، ممثل وشاعر إماراتي، ولد عام 1939م. ويعرف بسلطان الشاعر.. والشاعر لقب اكتسبه حتى بات لا يعرف إلا به من خلال ما قدم من قصائد وأشعار غلب على معظمها طابع الفكاهة والمرح، تبعاً لاهتمامه بالقصائد الاجتماعية التي تعالج قضايا عدة، عايشها كفرد، وسجل أحداثها بحروف لوحات معبرة عما يختلج في نفوس الآخرين تجاهها. وقد كانت بداياته مع الشعر منذ أن بدأ يعي بعضاً مما يدور في مجلس والده الشاعر حمد بن سليمان، الذي يعد أحد أولئك الشعراء المجيدين الذين ساهموا وبقدر كبير في رفد حركة الشعر الشعبي في المنطقة، من خلال مجلسه الذي يرتاده عدد من شعراء عجمان المعروفين، مثل: راشد بن سالم الخضر، وراشد بن ثاني المعروف بـ(ارْشيد)، وسالم الظفري، وسلطان بن يبران، وماجد بن علي النعيمي، وغانم العصري، وبن عياده.. وآخرون. حيث يجتمع أولئك الشعراء، مع عدد من متذوقي الشعر في حلقة لا يخرج نطاق الحديث فيها عن الشعر.. والبحر. وقد ارتاد سلطان مجلس والده منذ طفولته، يستمع فيه إلى ما يلقى من قصيد.. كما كانت لدراسته عند المطوع ناصر بن محمد الذي عرف في عجمان بفضله وأدبه وعلمه، إضافة لكونه شاعراً، أثراً لا بأس به في إثراء موهبته.. لينهل من معين الشعر ومناهله العذبة ما يساعد على صقل اهتماماته، وتفجير إمكانياته. ومع كتابة أول قصيدة وهو في الرابعة عشرة من عمره، بدأت معاناته وقد تناثرت الحروف لتشكل منها الأحداث قصائد ترددها ألسنة الناس، وتستسيغها آذانهم سمعاً. ارتبطت حياة سلطان الشاعر بالبحر منذ نعومة أظفاره، كحياة الكثيرين من أهل المدن والقرى القريبة من البحر. كما أن لمهنة والده الذي كان يعمل (نوخذة) على ظهر إحدى السفن التجارية (نقل البضائع) أثرها في نفسه يشده كثيراً إلى حياة السفر وعبق البحار. وبعد رحلة طويلة سعياً وراء لقمة العيش سافر فيها إلى السعودية والبحرين والكويت، عاد إلى الإمارات. وفي حوالي عام 1967م. وبعد أن تمكن من خلال ما اشتهر به من قصائد يدور جزء منها حول القضايا الاجتماعية المختلفة والفكاهية، نال شهرة لا بأس بها في ذلك الحين ما كان سبباً في أن يعرض عليه العمل في إذاعة صوت الساحل التي كانت تبث إرسالها من الشارقة. فوافق وترك البحر. وبعد أن أكمل ما يقارب الثلاث سنوات في الإذاعة، عمل خلالها كمذيع ومقدم للبرامج، ومع قيام الاتحاد عين في وزارة المواصلات، ثم انتقل إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم انتدب للعمل في وزارة الإعلام والثقافة عام 1977م بعد أن بدأ نجمه يلمع في سماء الحركة المسرحية في الدولة. وقد كانت بدايات سلطان الشاعر مع التمثيل عبر الفريق المسرحي الذي تشكل في نادي الشعلة الرياضي بعجمان. وقد كانت المسرحية التي شارك في إعدادها مع كل من حمد بن محمد بوشهاب وربيع بن ياقوت، تدور أحداثها حول قضية اجتماعية. وكانت المسرحية بعنوان «جشع الآباء»، قدمت عام 1966م. وفي عام 1970م. شارك في تقديم مسرحية «الأم». كما شارك في عمل مسرحي آخر خلال تلك الفترة بعنوان «شهادة بلا أخلاق». وبعد تأسيس المسرح القومي في دبي اشترك في ثلاثة أعمال ضمن نشاطه. كما كان عضواً في مجلس الشعراء الذي قدمه الشاعر والأديب حمد بن خليفة بوشهاب من خلال تلفزيون دبي الأبيض والأسود. إضافة إلى مشاركته في العديد من التمثيليات التي سجلها التلفزيون آنذاك، وبانتدابه للعمل في وزارة الإعلام والثقافة، بدأ سلطان الشاعر في تحقيق الكثير من الإبداع في مجال التمثيل والكتابة التلفزيونية، حيث أعد عدداً من التمثيليات والمسلسلات التي قدمت عبر تلفزيون الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي.. كما شارك في أداء أدوار البطولة فيها، مثل مسلسل «قوم عنتر»، ومسلسل «سوالف بوحمود»، ومسلسل «طريق الندم»، وتمثيليات فوازير رمضان لعام 1978م ومسلسل «الشقيقان»، ومسلسل «اشحفان» الذي أبدع سلطان في صياغته وأدائه، إذ بات وبشهادة الكثيرين من الأعمال المميزة، التي لم يتكرر تقديم مثيلاً لها على مستوى الدراما الإماراتية، وكذلك مسرحية «الأول تحول» التي كتبها وقام بدور البطولة فيها، ومسلسل «الغوص» الذي أعده واشترك في تمثيله مع عدد من الفنانين الخليجين، مثل: خالد النفيسي، وعلي المفيدي، ومريم الصالح.. وقد تغنى بقصائده عدد من الفنانين مثل: علي بن روغه، وعيد الفرج، والثلاثي الكوكباني، وفهد بلان. وقد كان للقدر مع سلطان وقفة جعلت من تلك الموهبة الفذة ركاماً من الأمل المحطم إثر تعرضه لحادث سيارة عام 1980م في رأس الخيمة، فقد بسببه نظره، فابتعد عن أضواء الفن والثقافة. وبعد صراع طويل مع المرض وافته المنية صباح 31 مارس 2009م. وبقيت شواهد ما قدمه من أعمال ثابتة لا تتزعزع، ليظل سلطان الشاعر اسماً لا ينسى، حفرت حروفه على ذاكرة الزمن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©