صناعة الرقائق لا تعرف الركود

إعداد - محمد عبدالرحيم:
أخذت صناعة أشباه الموصلات تتطلع الى التمتع بعام آخر من النمو في المبيعات القوية وغير المتوقعة في عام 2006 على خلفية ارتفاع الطلب على الهواتف الخليوية وأجهزة MP3 لتشغيل الموسيقى وأجهزة التليفزيون الرقمية بالإضافة الى الأجهزة الإليكترونية الأخرى·
وتوقع الاتحاد العالمي لصناعة أشباه الموصلات بعام قياسي آخر لحجم المبيعات مما دعاه الى رفع تقديراته من نمو بمستوى 7,9 في المائة الى 9,8 في المائة مع وصول الإيرادات الى إجمالي يبلغ 249,6 مليار دولار· وكما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمز مؤخراً فقد عمد مركز إحصائيات التجارة العالمية في أشباه الموصلات، وهو مجموعة أخرى متخصصة في الصناعة، في الأسبوع الماضي أيضاً الى رفع سقف تبوؤاته من نمو بمعدل 8 في المائة الى 10,1 في المائة بزيادة في المبيعات الى مستوى 25,5 مليار دولار· وكان العام الحالي والعام السابق قد اعتبرا في الأصل كقاعدة لأسفل مستوى من دورة الطلب بمعدل نمو صفري لعام 2005 من قبل اتحاد صناعة أشباه الموصلات في فبراير من العام الماضي وبمعدل نمو لا يزيد على 6 في المائة في هذا العام· إلا أن الصناعة تفاجأت فيما يبدو بالطلب المستمر على آخر منتجات المستهلك الإليكترونية والتي أصبحت أسعارها معقولة بشكل متزايد· وبعد الأوج الذي شهده النمو في عام 2004 بقيمة مبيعات وصلت الى 213 مليار دولار كان عام 2005 قد انتهى بزيادة بنسبة 6,8 في المائة الى مستوى 227,5 مليار دولار· إلا أن اتحاد صناعة أشباه الموصلات تنبأ أول من أمس بأن العامين 2007 و 2008 سوف يشهدان عودة الى نمو كبير بمعدل 11 و 12 في المائة على التوالي·
إذ يقول جورج سكاليز رئيس اتحاد صناعة أشباه الموصلات: 'على الرغم من الارتفاع الحاد في أسعار الطاقة إلا أن طلب المستهلك القوي على مجموعة متسعة من المنتجات الإليكترونية قد أدى الى إشعال النمو في صناعة أشباه الموصلات'· ومضى يقول: 'إن أكثر عنصر تميز بسرعة النمو هو الهواتف الخليوية وبخاصة هواتف الجيل الثالث، ونحن نعتقد الآن أن عدداً يصل الى مليار هاتف خليوي تقريباً سوف يتم بيعه في جميع أنحاء العالم في عام ·'2006 والى ذلك فقد تم تحميل العديد من الهواتف الخليوية بالرقائق ابتداءً من الرقائق اللاسلكية ورقائق الذاكرة ورقائق المعالجة الدقيقة وبشكل متزايد الرقائق الخاصة بالصورة· كما أن هذه الهواتف أصبحت تحمل متوسطاً من محتويات أشباه الموصلات بقيمة 41 دولاراً في كل هاتف، أي في المرتبة الثانية مباشرة لما تستهلكه أجهزة الكمبيوتر الشخصية· وكذلك فإن اتحاد صناعة أشباه الموصلات يتنبأ بنمو بمعدل 20 في المائة من شحنات هواتف الموبايل في هذا العام وبنسبة 52 في المائة في مشغلات الموسيقى حذ3 وبنمو بمعدل يتراوح ما بين 10 الى 12 في المائة في شحنات أجهزة الكمبيوتر الشخصي· ويبدو أن صناعة الرقائق قد تخلصت من المشاكل الخاصة بالإفراط في السعة وبناء المخزون التي كانت قد أدت الى انهيار الأسعار في الماضي· فقد ذكر اتحاد صناعة أشباه الموصلات ان استغلال المصنع يمضي بحوالى 90 في المائة ولم تعد هنالك مؤشرات تدل على مشاكل تتعلق بالمخزون· كما ذكر أيضاً بأن الصناعة بات بإمكانها أن تتطلع الى الأمام نحو معدل هائل للنمو السنوي يصل الى 9,2 في المائة الى عام ·2009 إذ يقول سكاليز 'لقد بات من المفهوم أن صناعة بهذا الحجم أصبج بإمكانها أن تشهد نمواً مستداماً في حدود تتراوح ما بين 8 الى 10 في المائة سنوياً· وفي ظل وقوع مسألتي السعة والمخزون تحت السيطرة فإن الظروف أضحت ملائمة وجيدة لاستمرار صناعة أشباه الموصلات في النمو'· ويذكر أن الشركات التي ستحقق المكتسبات والفوائد من هذا النمو سوف تصبح من ضمنها شركة تكساس انسترومينتز المزود الرئيسي للرقائق الخاصة بهواتف الموبايل· أما شركة انتل التي تركز على أجهزة الكمبيوتر الشخصي فقد بدت أقل تفاؤلاً من اتحاد صناعة أشباه الموصلات حيث تنبأت بنمو أقل بكثير في هذا القطاع في هذا العام·